تصاعدت حدة الأزمة الخفية بين السعودية والإمارات على النفوذ في شرق اليمن، الأربعاء، إلى جبهة جديدة استراتيجية عند مدخل المحيط الهندي، مع تطويق فصائل إماراتية لمطار سقطرى الدولي الذي تستخدمه القوات السعودية كقاعدة عسكرية رئيسية. وأظهرت صور متداولة احتشاد العشرات من الأشخاص بزي مدني أمام البوابة الرئيسية للمطار المغلق، في تحرك ضاغط يطالب بإعادة فتحه. وكانت القوات السعودية قد أغلقت المطار، الثلاثاء، كرد على خطوة مماثلة بعد أن اقتحمت فصائل إماراتية مطار الغيضة العسكري في محافظة المهرة وطردت القوات الموالية للسعودية منه. ورداً على ذلك، دفعت السعودية بتعزيزات عسكرية "ضخمة" إلى أقصى شرق اليمن، تضم آليات وأفراداً من فصيل ما يعرف ب قوات "درع الوطن" المدعوم منها، وسط تقارير عن بدء انتشار عسكري "غير مسبوق" في تلك المحافظات الاستراتيجية. ولم يتضح بعد المسار الذي ستسلكه الأزمة؛ هل تتجه الأمور نحو مواجهة عسكرية مفتوحة بين الحليفين السابقين في جزر ومطارات استراتيجية، أم أن كلا الطرفين يسعى لفرض وقائع جديدة تؤدي إلى "صيغة تقاسم" جديدة للنفوذ، على غرار التفاهمات المتذبذبة التي تشهدها محافظات النفط في حضرموت وشبوة؟ فيما يزال السؤال يظل معلقاً حتى اللحظة بين تعزيزات عسكرية وتطويق للمطارات.