( أبشر يا أبا الشهيد أبشر يا أبا البطل ) بهذه العبارة الهاتفية استقبلت أسرة الشهيد القطري محمد حامد سليمان نبأ استشهاده يوم الأربعاء أثناء تأدية الواجب ضمن قوات التحالف العربية بقيادة السعودية المشاركة في عملية إعادة الأمل في اليمن . وروى السيد حامد سليمان أبو الشهيد تفاصيل تلقيه خبر شهادة نجله، قائلا : اتصل بي أحد الضباط وقال لي " أبشر يا أبا الشهيد أبشر يا أبا البطل "، وعندها أعطاني الله القوة والصبر وتمالكت أعصابي، لأني أدركت بأن ابني استشهد وارتقى جسده الطاهر للقاء ربه شهيدا بطلاً ، مضيفاً : " ابني فداء لقطر وشعبها وأميرها، ونحن مستعدون أن نقدم الغالي والنفيس لهذه الأرض الطيبة التي قدمت لنا الكثير". وتابع قائلا : " ابني الشهيد كان يحمل في داخله عزيمة قوية ومعنويات عالية ومرتفعة قبل الذهاب مع رفاقه الجنود في الجيش القطري للقتال في سبيل العقيدة والأمة الإسلامية"، موضحاً بأن أبنه كان يقول له من أرض المعركة : " إننا في أرض القتال مستعدين أن نرمي أعدائنا بالحجر إذا دعا الداعي لذلك، ولن نسمح لهم بأن يتقدموا أو ينتصروا علينا لأننا نحن الحق والله معنا " . وأفاد السيد حامد سلمان أن الشهيد محمد من مواليد 12/7/1987 وكان على وشك أن يتزوج في الفترة القادمة ولكن نداء الوطن كان بالنسبة له أهم وأسمى، وقال : أن محمد كان يعشق الرياضة ويلعب في نادي الريان ألعاب قوى وقد حصل على عدد كبير من الميداليات الذهبية في مسيرته الرياضية، وكان يعشق السفر والمغامرات، بالإضافة لهوايات متعددة كالقراءة والرسم، مؤكداً بأن الشهيد كان محبوباً جداً لدى زملائه وأقاربه لأنه كان يحترم الجميع ويعطف على الصغير والكل في منطقتنا كان يحترمه ويحبه. أما أم الشهيد فإن أول كلمة تلفظت بها عند ما سمعت بالخبر، " إنا لله وإن إليه راجعون " ، موضحة بأن ابنها الشهيد كان دائما على تواصل معها، وكان يبلغها كل ما يحدث معه بالتفاصيل، وكان يحدثها عن العزيمة التي يتمتع بها هو ورفاقه الجنود المرابطين على الجبهة. وأعربت عن شعورها بالفخر والعزة لاستشهاد ابنها في سبيل الله وفي سبيل عزة المسلمين، وقالت "أنا مستعدة الآن لو طلب مني القتال فسأذهب وأقاتل في سبيل قطر التي ضمتنا وحمتنا وقدمت لنا الحياة الكريمة، فروحنا فداء لها وأبنائي كلهم فداء لها"، موجهة كلمة لأمير قطر "أنني يا سمو الأمير أحبك في الله وروحي فداك وفداء الوطن". من جانبهن قالت أخوات الشهيد : أن محمد كان كل شيء جميل في حياتنا وكان نعم الأخ والصديق فقد كان حنون علينا ولطيف على كل من حوله . هذا وقد ووري جثمان الشهيد محمد أمس الخميس الثرى في مدافن أم مسيمير بالدوحة بحضور جمع غفير من الأقارب والأصدقاء والحضور وفي مقدمتهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني .