زفت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس شهيد الواجب الملازم أول عبدالعزيز سرحان صالح الكعبي إلى مثواه الأخير في مقبرة الهيلي بمدينة العين، وكان جثمان الشهيد وصل مساء أمس إلى مطار البطين بأبوظبي على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي يرافقه عدد من ضباط القوات المسلحة. وجرت المراسم العسكرية الخاصة لاستقبال جثمان الشهيد على أرض المطار، حيث كان في مقدمة مستقبليه عدد من كبار ضباط القوات المسلحة. وكان الملازم أول عبدالعزيز سرحان صالح الكعبي قد استشهد أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها.
شارك الآلاف من أبناء مدينة العين في منتصف ليلة أمس في تشييع الشهيد عبد العزيز الكعبي، حيث اكتظ مسجد الشيخ زايد في الهيلي بجموع المواطنين من أبناء العين ومختلف مناطق الدولة للمشاركة في صلاة الجنازة على الشهيد ابن الإمارات. واكتظت الطرقات المؤدية للمسجد بالسيارات التي سدت الشوارع والمناطق المحيطة بالمسجد في مشاركة وطنية كبيرة لتشييع شهيد الوطن الذي ووري الثرى بعد ذلك في مقبرة الهيلي.
محمد بن سلمان يوجه بمعاملته كشهيد سعودي
وجه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي بمعاملة الشهيد الملازم أول عبد العزيز سرحان صالح الكعبي من القوة الإماراتية المشاركة في عمليات التحالف، والذي استشهد، أمس، معاملة الشهيد السعودي مادياً ومعنوياً. (واس)
فعاليات مجتمعية: الاستشهاد ضد الإرهاب شرف
استطلاع: عصام همام وسومية سعد
نعت فعاليات مجتمعية، استشهاد الملازم أول عبد العزيز سرحان الكعبي، خلال أدائه الواجب ضمن قوات الإمارات المشاركة في عملية «إعادة الأمل» في اليمن، وأشارت في لقاءات متفرقة مع «الخليج» إلى أن الموت في ساحة القتال ضد الإرهاب شرف لا يدانيه شرف، وأعربت عن فخرها بتضحيته دفاعًا عن الكرامة والعزة، وأكدت أن الوطن كله في طاعة ولي الأمر، كما قدمت العزاء لعائلته، ولشعب الإمارات، داعية الله عز وجل أن يتقبله بجوار النبيين والصديقين.
دفاعاً عن الكرامة
وقال الدكتور خالد صقر المري، رئيس مجلس أولياء أمور الطلاب والطالبات في الشارقة، نسأل الله العظيم أن يتقبل شهيد الواجب الوطني عبد العزيز الكعبي مع الشهداء ويحشره مع الأنبياء والصديقين، مؤكداً أنه لا شرف يعلو فوق شرف الموت في ساحة القتال دفاعاً عن الكرامة والعزة والوطن، ودفاعاً عن أشقائهم الذين يتعرضون لهجمات الجماعات الإرهابية الشرسة التي تريد النيل من أمن واستقرار الدول الخليجية، لأغراض دنيئة تحركها نفوس مريضة اتخذت من الدين الإسلامي الحنيف بسماحته غطاء لأفعالهم الإجرامية، لكن أبناءنا لها بالمرصاد، رحم الله شهيد الإمارات رحمة واسعة وألهم أهله الصبر والسلوان.
عزة وفخر
وقال سلطان مطر بن دلموك رئيس مؤسسة الكتاب والسنة في الشارقة، إن استشهاد الملازم أول البطل عبد العزيز سرحان صالح الكعبي، أثناء تأديته واجب الدفاع عن الحق والكرامة والشرعية ونصرة الأشقاء في اليمن، لشرف عظيم له ولأهله، فهو الآن في جنات الخلد مع الأنبياء والصديقين، ونسأل الله العلي القدير أن يبارك روحه الطاهرة، كما نسأل الله أن يرد أبناءنا المشاركين في عملية إعادة الأمل في اليمن إلى وطنهم وأهلهم سالمين غانمين متوجين بأكاليل النصر والعزة والفخار، ونحن جميعاً جنود لهذا الوطن الذي أعطانا الكثير، وجميعنا في طاعة ولي الأمر حتى يتحقق لنا ولجيراننا الأمن والأمان، مؤكداً أن جنودنا البواسل أكدوا من خلال مشاركتهم العسكرية في اليمن، خاصة خلال تحرير مطار عدن، جدارة فائقة ومهارات سريعة في الإقدام والشجاعة، وهذا راجع إلى التدريب عالي المستوى لقواتنا المسلحة، حفظ الله الإمارات وقيادتها وشعبها.
قدوة حسنة
وقال مانع النعيمي، رئيس مجلس أولياء أمور الطلاب والطالبات في الحمرية، نسأل الله العظيم أن يتقبل شهيد الواجب الوطني عبدالعزيز الكعبي من الشهداء ويحشره مع الأنبياء والصديقين، ولاشك في أن الشهيد عبد العزيز الكعبي، ضرب مثالاً يحتذى في البذل والعطاء والانتماء والولاء للوطن، فبعزيمة مثل هؤلاء الرجال تتحقق كرامة الأوطان وعزها، وشهيد الواجب يمثل القدوة الحسنة لشباب الإمارات ليلبوا جميعاً نداء الوطن ويقدموا الغالي والنفيس لصونه وعزته وكرامته، مؤكداً أن شهداء الوطن هم فخر الإمارات وشعبها، فهم من قدموا أرواحهم رخيصة دفاعاً عن كرامة الأمة، مشيراً إلى أن كل أبناء الإمارات لديها العزم والعزيمة على فداء الوطن بالدم والروح، رحم الله شهيد الوطن، وألهم أهله الصبر والسلوان.
مثال مشرف
وقال خالد شريف العوضي المدير التنفيذي لإدارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي، إننا نحتسب استشهاد عبدالعزيز سرحان صالح الكعبي أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية «إعادة الأمل» ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، كما نحتسب أجره على الله تعالى، ولا يسعنا إلا أن ندعو له بالمغفرة ولذويه بالمزيد من الصبر والسلوان وأضاف «إنه استشهد فداء للواجب، ونحن مؤمنون بقضاء الله وقدره وقلوبنا تدعو له بالرحمة، والمرتبة العالية عند الله تعالى، وهي خاتمة طيبة أكرمه الله بها، وأعلى شأنه وبإذنه تعالى له جنة الخلود».
وإننا جميعاً في حزن ولكن نفتخر به كونه أحد أبطال الوطن الذين سالت دماؤهم فداء وتضحية في أداء الواجب، وأن الشهيد مثال مشرف لابن الوطن المخلص الذي يحظى بتقدير واحترام كل من حوله، أسال الله العلي العظيم أن يتغمده برحمته، ويتقبله عنده من الشهداء، كونه استشهد في أيام الشهر الفضيل، ومات بطلاً وبات يمثل قدوة للجميع.
مثالًا للوطنية
قال رجل الأعمال مانع الماجد، إن استشهاد عبد العزيز سرحان صالح الكعبي أحد الأبناء البواسل للإمارات أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية «إعادة الأمل»، يعد فخراً لأسرته وشعبه، لأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأسال الله العلي العظيم أن يتغمده برحمته، فقد استشهد في أيام الشهر الفضيل ومات بطلاً، ويعتبر قدوة للجميع، وقدم روحه الطاهرة فداء للواجب الإنساني، نسأل الله الصبر والسلوان لأسرته.
لقد كان فقيدنا الغالي مثالاً للأخلاق الفاضلة والتفاني والإخلاص في العمل، وكان مثالاً وقدوة في الانضباط والتفوق.
العين تزف شهيد الواجب.. والمواطنون يواسون ويباركون القوات المسلحة: استشهاد عبدالعزيز الكعبي ضمن قوات «إعادة الأمل»
العين راشد النعيمي:
أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة، أمس، استشهاد عبدالعزيز سرحان صالح الكعبي، أحد أبنائها البواسل برتبة ملازم أول أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية «إعادة الأمل» للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها.
في العين، حيث يقيم الشهيد كانت الجموع تحتشد في منزل والد المواطن سرحان صالح الكعبي في منطقة الفوعة، تبارك وتواسي الأب الذي تلقى الخبر بإيمان لم يتزعزع، وفخر منقطع النظير، لا مكان فيه للحزن، ورغم أن مراسم الدفن والعزاء لم تبدأ بعد إلا أن مجلس الكعبي غصّ بالحضور من المباركين له باستشهاد ابنه، شهيد الواجب، الذي طالما حلم بالالتحاق بالقوات المسلحة، وسعى لتحقيق حلمه بالجد والاجتهاد حتى تخرجه في الكلية العسكرية، ومن ثم التحاقه بقواتنا المشاركة في اليمن.
قد كان من المفترض أن يصل صباح أمس إلى العين للالتحاق بأسرته وقضاء العيد معها، إلا أن القدر كان أسرع، فكان عيده، كما يقول أهله وأصدقاؤه، في الجنة أفضل وأوقع أثراً، خاصة أن استشهاد مواطن إماراتي خلال أداء الواجب مع قوات بلاده وخلال هذة الأيام المباركة حلم يتمنى الجميع أن يحققه.
ستة أبناء
بكلمات تمتزج فيها مشاعر الفخر والوطنية لوالد الشهيد، مع حنان الأب الذي فقد ابنه ليلة العيد، قال المواطن سرحان صالح الكعبي «إن ابني عبدالعزيز، استشهد ولقي ربه في يوم مبارك، وخلال عمل مبارك، وهو ابن الإمارات وابنكم جميعاً، نفقده اليوم كلنا لكن عزاءنا أنه استشهد بين رجال الإمارات الذين يرابطون من أجل نصرة الحق ويرخصون أرواحهم من أجل هذا الوطن الغالي.
ويضيف: أنا مؤمن بقضاء الله وقدره، وفخور بأنني أصبحت أباً لشهيد، فهي منزلة كبيرة في الدنيا والآخرة، بقي لي ستة أبناء أقدمهم أيضاً للوطن في أي وقت، فنحن جميعاً أبناء الوالد القائد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة, حفظه الله، ونقدم أرواحنا فداء له، وفداء لهذا الوطن العزيز.
الاتصال الأخير
فيصل الكعبي، شقيق الشهيد يصف اللحظات الأولى لتلقي الخبر بأنها كانت سريعة، تلقى فيها الخبر مع والده وأسرته بتماسك كبير وإيمان بإرادة الله عز وجل، ويقول حين تم إبلاغ العائلة من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة في المنزل باستشهاد شقيقه، شعرنا بالفقد والفخر، موضحاً أن آخر اتصال بيننا وبينه كان منذ يومين، سأل فيها عن حالنا واطمأن إلينا، وكذلك نحن سألناه عن أحواله وكان سعيداً جداً كما هو دوماً الابتسامة لا تفارقه».
ويصف شقيقه الشهيد قائلًا: كان عبدالعزيز يتسم بالحماس والاندفاع وروح الشباب وطالما أحب الالتحاق بالسلك العسكري وخدمة الوطن حتى التحق بالكلية العسكرية، وتخرج فيها ليلتحق بقوة الفرسان ويغادر إلى اليمن للمشاركة مع أبناء بلاده في عملية «إعادة الأمل» حيث شعرنا بالفخر والاعتزاز بذلك بأن يكون أحد أفراد أسرتنا مشاركاً في هذا العمل. ويضيف كان عبدالعزيز الذي يبلغ 24 عاماً محباً للرياضة واجتماعياً يحب أصدقاءه ورفاقه، ويتميز بشخصية مرحة، وهو غير متزوج. وحول تلقي والدته للخبر، قال إنها أم مؤمنة تلقت الخبر بكل إيمان ورضا بإرادة الله سبحانه وتعالى، وإحساس بالفخر باستشهاده وهو يؤدي واجبه ضمن صفوف القوات المسلحة التي أحبها وأحب الالتحاق بها وممارسة واجبه في أي مكان يلتحق به. ويضيف فيصل: الناس أتت تبارك لنا بشهادة عبدالعزيز، ونحن والحمد لله راضون بإرادة الله، وفخورون بشقيقنا.
فخر واعتزاز
وعبر مواطنون تواجدوا في منزل والد الشهيد عبدالعزيز الكعبي، عن تهانيهم لأسرة الكعبي باستشهاد ابنها، وقالوا لم نأت لنواسيهم بل لنبارك لهم استشهاد ابنهم، والثواب العظيم الذي حصده في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، مشيرين إلى أن أرواحهم ترخص في سبيل الوطن، وأن أبناءهم على أتم الاستعداد لتقديم أرواحهم فداء له.
وقالوا «إن القوات المسلحة مصنع الرجال ومفخرة الوطن، والالتحاق بها شرف يسعى الجميع لاكتسابه، كما أن شباب الوطن تسابقوا على نيل شرف الانضمام للقوات المسلحة الإماراتية، بعد تطبيق قانون الخدمة الوطنية، فتلبية نداء الوطن واجب مقدس وشرف لأبنائه الذين لن يترددوا في بذل الغالي والنفيس من أجل رفعته وتقدمه وحماية أمنه وسلامته، مؤكدين أن شباب الوطن هم خط الدفاع الأول عن مقدراته ومكتسباته، ولن يبخلوا بأرواحهم في سبيل حماية دولتهم.
الشهيد لخليفة : «كلنا تحت رايتك بوسلطان»
هكذا كانت كلماته وأفعاله، تفيض حباً لهذا الوطن فمن يعرف عبدالعزيز الكعبي يدرك تعلقه بالوطن ومشاركاته في المناسبات والاحتفالات الوطنية حتى مشاركاته في وسائل التواصل الاجتماعي كانت ممهورة بهذا الحب.
في حسابه في "الإنستغرام" صورة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوت المسلحة، حفظه الله، كتب على جانبها (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه.. كلنا تحت رايتك بو سلطان) مع كلمات دعاء بأن يحفظ الله رئيس الدولة. عبدالعزيز الذي قدم روحه الطاهرة فداء للوطن أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن تلك الكلمات التي كتبها صادقة حقيقية، تعبر عن النوايا وروح الإقدام التي يحملها.
تصدر هاشتاق «#شهيد_الإمارات_عبدالعزيز_الكعبي» المركز الأول في ترند الإمارات، إذ انهالت آلاف التغريدات عبر الهاشتاق، منذ الساعة الأولى التي انتشر فيها الخبر، ترحماً على شهيد الواجب.
كما دعا الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، أن يتغمد الله شهيد الإمارات عبدالعزيز الكعبي بواسع الرحمة ويسكنه فسيح جناته، وإنا إليه وإنَّا إليه راجعون، مشيراً إلى أن دماءه الزكية عطاؤه الأغلى، وأن امتحان اليمن يؤكد أن الإمارات هي الحليف الجسور والصديق الوفي، وقال إن أبناءنا أفراد القوات المسلحة يسطرون بعطائهم صفحات المجد في موكب العز والفخر، للأخيار الإجلال والتقدير. وأضاف قرقاش أن عفوية مظاهر فرحة الانتصار والتحرير العارمة من عدن، رسائل سياسية تعبر عن الرأي العام اليمني ليتمعن ويتعظ المتمردون. كما غرد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، داعياً الله عزوجل أن يتقبل عبدالعزيز الكعبي من الشهداء ويرحمه ويرفع درجته ويبلغهُ الفردوس الأعلى يا رب العالمين، وأن يرزقنا وأهله الصبر والسلوان. ودعا الدكتور علي راشد النعيمي، مدير جامعة الإمارات، الله عز وجل، أن يتقبل عبدالعزيز الكعبي شهيداً عنده في عليين وأن يخلفه في أهله ووطنه بخير وقال: هكذا تختلط الدماء الزكية من إماراتية وسعودية ويمنية لتعطر أرض اليمن، مشيراً إلى أن التزام الإمارات بأمن الأشقاء تشهد به الدماء على الأراضي البحرينية والسعودية واليمنية. وقال المغرد أحمد سعيد بوذياب، إن شهيد الإمارات عبدالعزيز الكعبي وهب نفسه وحياته ليدافع عن تراب أرض اليمن الحبيبة، رحم الله الشهيد وغفر له وتقبله شهيدا بإذنه تعالى.
