حرب الحوثي والمخلوع ضد أبناء الجنوب رغم بشاعتها وقساوتها ورغم ماخلفته من دمار وخراب, وما أزهقته من أرواح, وما سفكته من دماء, إلا أنها (عرّت) الكثير من الحقائق, وفضحت الكثير من الوجوه الزائفة, وأظهرت المعادن (النفيسة) للرجال, والمعادن (الرخيصة) لأشباه الرجال, وعرفنا من هم الوطنيين والشرفاء الذين حملوا أسلحتهم وجابهوا الموت, وذادوا عن أرضهم وعرضهم ودينهم, ومن تدثروا ك(النساء) ودسوا رؤوسهم ك (النعام) في التراب.. زهق باطل المتشدقون ممن ينعقون بما لايفقهون, ويدّعون الوطنية والإنتماء (الجنوبي) وظهرت جقائفهم واضحة جلية (الشمس) في رابعة النهار, وأدركنا (زيفهم) وكذبهم وبطلان إدعائهم ووطنيتهم, وأستشعرنا حينما (حمي) وطيس المعارك وأستعرت نارها أن هؤلاء كانوا وللآسف (يقتاتون) على أحلام البسطاء وامانيهم ويصعدون على ظهر الشعب الجنوبي التواق للحرية وشتان بينهم وبين الوطنية (الجنوبية) والإنتماء الجنوبي..
أدركنا تماما أن من يعتلون المنصات ويسكنون الفنادق ويصمّون (آذاننا) بمعسول الكلام ويتقدمون مسيراتنا السلمية وينهبون بأسمانا, أنهم مجرد (أعجاز) نخل خاوية وهلاميون, بل وأصنام, وليسوا رجال حرب (ووغى), أو ملاحم وبطولة, ولن ينصروا قضيتنا أو يحققوا حلمنا, فمن يتنصل من واجبه الوطني والديني وقت الشدائد والمحن ويتوارى ويختفي لاخير فيه أو امل ومحال أن يسير (بسفينتنا) العائمة في هذه الامواج المتلاطمة..
فلا داعي اليوم لأن يركبوا (موجة) الإنتصارات ويتشدقوا بأسم المقاومة الجنوبية وشبابها البواسل ورجالها الأشاوس, ولا داعي لأن ينسبوا لأنفسهم نصرٌ لم يصنعوه وحلمٌ لم يحققوه, ولا داعي لأن يمنحوا أنفسهم (صك) البطولة والشجاعة, فقد تجلى الرجال والوطنيون وتوارت (أشباه) الرجال والهلاميون, لاداعي لأن يتشدق البعض منهم بكلمات جوفاء وخطب فارغة من المضامين والحقائق, فالكل يعلم أنهم مجرد (لصوص) أمجاد, ويركبون موجة النصر والبطولة التي لم يخوضوا غمارها قط..
الجنوبيون باتوا اليوم على يقين أن المتشدقين ومن أعتلوا المنصات يوم ا وسكنوا الفنادق وتغنوا (بالجنوب) إنما هم (غثاء) كغثاء السيل لا فائدة ترجى منهم ولا أمل أو خير فيهم, ولا داعي لأن يكملوا مشوار (الضحك) على الذقون (والحلاقة) في ذقون الغلابى والبسطاء, وليخجلوا من أنفسهم ومن لقاءاتهم ومهرجاناتهم العقيمة..