أضحت قرارات مجلس الامن الدولي التابع لهيئة الاممالمتحدة _ محل تندر وصخرية ومثار للحيرة والاسف .. ومن هذه القرارات القرار الحامل رقم ( 2216) المتعلق بالحرب الطاحنة التي تدور رحاها في اليمن ' فهذا القرار ينص في احدى فقراته بوضوح على ان تسلم مليشيات الحوثي كامل الاسلحة التي استولت عليها من معسكرات قوات الجيش والامن اليمنية والانسحاب من المدن التي سيطرت عليها واطلاق سراح القيادات المعتقلة لديها وفي صدارتها محمود الصبيحي وزير الدفاع وناصر منصور هادي شقيق الرئيس عبدربه منصور هادي والقائد فيصل رجب علاوة على فقرات اخرى نص عليها القرار الآنف الذكر ولكن الامر المحير والباعث على القلق والاسف والشكزك هو ان مليشيات الحوثي والقوات المواليه للمخلوع ( صالح ) المتحالفة معها لم تلتزم ولو بتطبيق جزء يسير من القرار وكأن بهذه المليشيات والقوات التابعة للمخلوع ( الراقص على رؤوس الثعابين ) فوق منظمة الاممالمتحدة ومجلس الامن الدولي المعني بحل الصراعات والحروب في العالم وترسيخ دعائم السلم فيه والحق أقول : انه صار غريبا ومحيرا ومؤسفا ان يتخذ مجلس الامن الدولي قرارا واضحا لا تشوبه شائبة ضد طرف من الاطراف المتنازعة دون ان يعمل ويتخذ الخطوات العاجلة والرادعة الكفيلة بانقاذ قراره ضد الطرف المتعنت والغير مستجيب لتنفيذ القار الدولي . هنا نتساءل ألم يكن من المفروض على مجلس الامن وبموجب قوانينه ولوائحه والنظم المتبعة فيه ان يلجا الى استخدام القوة ضد المليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع على اعتبار انها لم تبد اية استجابة لتنفيذ القرار ( 2216 ) بل ان المتحدثين باسم الحوثيين يصرحون علنا بانهم لا يلقون بالا للعالم او الخارج ( كما يقولون ) ولا يعيرون ادنى اهتمام للمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان وحرية الشعوب وقضاياها ... الخ ومرة اخرى اعود فاقول انها لسابقة خطيرة ان يتهاون مجلس الامن في تطبيق القرارات التي يتخذها الامر الذي سيدعو الى تحفيز الاطراف المتنازعة في مختلف بقاع الارض الى عدم الالتفاف لمجلس الامن وستذهب كل القرارات التي يتخذها أدراج الرياح ! .. ولست اعرف حقيقة لماذا هذا السكون واللامبالاه من قبل مجلس الامن تجاه ماليشيات مسلحة مغتصبة للسلطة وتعيث فسادا وخرابا وقتلا وارهابا في الارض اليمنية الطيبة والها المسالمين ؟ اليس الاحرى بمجلس الامن الدولي ان يردع هذه المليشيات بالقوة وذلك بان يصبح قراره ( 2216 ) ساري المفعول ضدها دونما ابطاء او تاخر او ارجا ؟! حقا انه لامر محير ومقلق ومؤسف وقد يقول قائل ان ثمة قوى دولية كبرى هي من تقف وراء هذا التلكؤ واللامبالاة تجاه مليشيات الحوثي وان قوات التحالف العربي تحت زعامة مملكة الحزم ..( السعودية ) والاسهام الكبير والفاعل لامارات الخير _ الامارات العربية المتحدة _ تعمل دون كلل على تطبيق القرار (2216 ) عبر العمليات العسكرية _ بحرا وجوا وبرا _ الى جانب رجال المقاومة الشعبية البواسل ... بحيث لم تعد هناك حاجة لان يستخدم مجلس الامن القوة ضد مليشيات الحوثي وقوات صالح ... وربما يكون في هذا الطرح بعض وجوه الصواب غير انه تبقى الكلمة الحاسمة اولا ولاحقا لمجلس الامن ليقول لها في صورة جليلة واضحة فيما يخص القرارات التي يتخذها ويصدر ضد الاطراف التي لا تلتزم لها وتتمثل هذه الكلمة الحاسمة في استخدام القوة اللازمة لردع الاطراف المتعنته لتذعن لقراراته كما حصل في اجزاء كثيرة من العالم ! وختاما نامل ونرجو من مجلس الامن الدولي ومنظمة الاممالمتحدة احترام قوانينها ولوائحها وقراراتها وتعمل على تنفيذها بصرامة وشدة كي لا تصبح المنظمة مجرد اداة او الة لاتخاذ القرارات التي لا تنفذ او اعلان بيانات الشجب والتنديد والاستنكار فحسب .... نرجو ان تظل المنظمة منظمة دولية حقيقية حازمة (و ليست شكلية ) وتسعى على الدوام لارساء دعائم السلام والامن والاستقرار الدولي ' وعلى القوى الكبرى ان تكف عن تدخلاتها ودسائسها والاعيبها التي تمارسها من وراء الكواليس في دهاليز واروقة المنظمة فلن تجدي هذه الالاعيب والتدخلات في عمل منظمة الاممالمتحدة , لن تجدي شعوب الارض نفعا وانما ستزيد النار اشتعالا وستفضي الى زيادة بؤر التوتر وتوسع مناطق الحروب والصراعات في عالمنا باسره .