أقول قولي هذا وأنا على يقين تام بأن البخيتي لم يكن صادقا في الثناء على محسن ، كيف يكون صادقاً وقد دخل معه في خلاف سياسي وعقائدي ومازالت هذه المشكلة قائمة بين الرجل السبعيني والفتى الثلاثيني الغر الذي لم يفقه من فنون السياسة إلا الّلت والعجن على شاشات التلفزة أو صفحات الصحف ، تارة مقبحاً أعداءه وتارة أخرى مادحاً لهم و مبجلاً ، لقد تحدث البخيتي ( علي ) كثيراً حتى ملته الشاشات ومله الأصحاب والأهلون كلهم أجعون ، لقد غدا البخيتي مشرقاً بعد أن غرب كثيراً ، وشتان بين مُشرقٍ ومغربِ ، فمحسن يمثل تياراً سياسياً ودينيا يختلف اختلافاً كلياً عن أفكار البخيتي ، فلا هذا يرتضي هذا ولا هذا يستسيق ذاك . لقد هاجم البخيتي هادي ونجله جلال لأنه يعلم علم اليقين أن هادي لن يرضى أن يدور في فلك البخيتي وأسياده ولأن هادي يعلم مدى الكذب الذي يحمله هذا الحوثي المتطور الذي لا يستطيع مخالفة أسيادة إلا في ربطة العنق الحمراء ، لقد قال البخيتي إن هادي لا يفتح أبوابه لأحدٍ كما فعل محسن معه ، ونسي أن هادي هو الذي فتح لهم أبواب موفمبيك ليتحاوروا وكان يأتي إليهم بشحمه ولحمه ، لقد نسي البخيتي كيف كان هادي رفيقاً بهم بعد زوال حكم صالح الذي سقاهم الموت في فناجين محسن ، وكيف جعل لهم هادي أبواب الحوار مفتوحة على مصراعيها ، يقولون مايشاؤون ويفعلون ما يحلوا لهم . ليت البخيتي صمت عن كيل التهم لهادي ، ولا ألومه إن مدح الجنرال السبعيني كما وصفه ، أو الأخطبوب ، لأن عندنا مثل يقول : ألطمه يعرفك ، ولقد كانت ملاطيم محسن للبخيتي وجماعته كثيرة موزعة على الوجه والظهر والدبر ، ولأن هادي قد بالغ في تدليلهم لهذا تطاول عليه الأقزام ، فليت البخيتي هرف ومدح وترك هادي يعالج اليمن التي أمرضها الحوثي وجماعته ، وأخيراً أقول للمتزلف علي البخيتي إن علي محسن سيكرم مثواك وسيبالغ في إكرامك ، فلا تلهث كثيراً وراء القرش فالقرش يلعب بحمران العيون ، فاتركوا هادي يعمل فقضيته أكبر من ترهاتكم .