هي أرض الله المختارة لاصطفاء أحرار الأرض من يملؤها عدلاً وسلام بعدما ملئت ظلماً وجوراً ، لهذا ما يفتئ العابرون عليها إلا أن يذيقوها مرير أحقادهم، وهم بين أمرين إما لئيمٍ يطفق يخسف عليها رماد عذابات أهلها أملاً في تغيير سنة الغيب علها تصمت إذا حان وقت كلامها ليرحل قبل أن تنطق فكيف به إذا نطقت ، أو ذلك الأحمق الذي يراها مخزناً بشرياً للجثامين البرية التي اعتادت الموت فلا رب لها ولا راعي ليمارس هواية البحث في ذاته عن المخلص الذي يظن قبل أن يحصن عقله من ذلك القواد الذي ارهق تفكيره غوايةً في الرذيلة (قتلاً ورعباً وإرهاب). هي أرض الله المختارة، فما من دولةٍ أخذت أو أعطيت إلا كان لها من أبين حظً وحق. أو كان لأبين منها كذلك، دماً أو فاكهة ، بهجةً أو ألم ، بين هذه الجهة أو تلك، مدينةً من تحبه يؤذيها ومن تبغظه يؤذيها ، لذلك هي أرض الله المختارة.
أرض الله المختارة ، هكذا وصفت بالتلميح تارةٍ وبالتصريح تارةً أخرى ، في أغلب الديانات سماويةٍ أو وثنية ، وفي بطون الفلسفات على لسان من زاروها ، هي (أبينعدن ، الأبينين ، عدن كوكبان ، أوسان ، دثينة) ألخ كلها مسميات متواتره ، أو مدونة لأرض الله المختارة (أبين).
هي أرض الله المختارة لتكابد نزوات البطش ودوافع القتل عند البعض أو نزعات السيطرة والأستحواذ والأستئثار لدى البعض الاخر، كما لا ينسى أصحاب الغرور أو النرجسية حظهم منها ، وللمرتزقة منها نصيبٌ أيضاً.
أليست أرض الله المختارة التي تخرج 12 ألف هم خير ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أوليست كذلك ومنها ابن الأبينيين قائد جيوش المسيح عليه السلام بحسب الانجيليين ، كيف لا تكون هكذا ومنها يخرج القحطاني الذي يحكم الأرض جميعاً حسب تراث الزرادشتيين.
إنها أرض الله المختار شاء من شاء وأبى من أبى فلا تعجلوا بانفجار براكينها من باب محاولة السيطرة عليها أو كتمها، فإذا انفجرت نسئلك العفو يا (ذي المعارج).