الراهدة .. المدينة التي أشتهرت بين الحجر والمدر بطيبة سكانها وأسلوبهم الراقي في التعامل مع الآخرين وببساطة العيش والسلمية المفرطة والهجرة والإغتراب والمحاصيل الزراعية الخالية من الكيماويات وحلوى على سعيد والرماس وإبن انعم , مدينة يعشقها الطير والإنسان . أما اليوم تندهش لما تراه من شباب يتعاطى الحبوب والكحول وجوامع تدعو فلا يستجاب لها وفقر مدقع وأطفال يرتصفون الطرقات بحثاً عما يسد رمقهم وإنتشار للأسلحة والمتاجرة بها ونهب للمال العام والخاص ( لا تأمن على ما في جيبك ) ناس تمتلك القصور والسيارات الفارهه وناس تبيع نفسها من اجل لقمة العيش .. هكذا هي الحياة في مدينة صغيرة ملتقى للعديد من المديريات وسوق حي يزوره كل المتجهين والعائدين من عدن الأبية . تشعر وأنت في الراهدة بأنها قطعة من الصومال . قبائل متناحره متآكلة تتقاسم النفوذ وتجزء المجزأ فكلاً من الشيوخ يسعى لتوطيد نفوذه وإمتلاك الحجر والبشر فالكل عنده أدوات تمتلك ويتحكم بها كيف ما شاء . فيها يعيش المواطن منتزع الهوية والحرية والمواطنة , لا كبير إلا كلمة الشيخ فهو سبحانه لا يكذب (ولا يقول الحق ) كلما قاله ينفذ ومن يعصي كلامة فقد باء بعذاب أليم وجزاءه أن يقتل في الطرقات أو يصلب على أعتاب المدينة أو يدهس بسيارة مجهوله . هكذا هي الحياة في مدينة يملؤها الخوف والجور مستنقع للفساد والإفساد .. سوق رائج لبيع الجسد والخمور ومستودع غني بالمتفجرات وبؤرة لدعم الحراك .. مياة مالحة ملوثة .. طرقات مليئة بالحفر والمطبات .. كهرباء تضي لثمان ساعات يومياً .. مجاري تصدر إلى الشارع العام .. بنية تحتية شبه منعدمة .. لا وجود للسلطة المحلية أما الشرطة فهي كالهلال يظهر وسرعان ما يختفي .. الأقوياء أزدادو قوة والضعفاء أزدادوا ضعفاً ... العلماء حولوا الجوامع الى مغاور للصوص ليجمعوا فيها اموال العباد .. الأمراء خانوا عهد الله وحقروا عبادة وأغمدوا السيوف التي وضعها الله في أيديهم لإقامة العدل والحق وتقلدوا سيوف التكميم والتنكيل والتكبيل .. أين العهد الذي أتخذوه على انفسهم يوم تولوا أمر هذا الوطن ؟ بان يتركوا أبناءه أحراراً في عقائدهم ولا يؤذونهم في عاطفة من عواطف قلوبهم . لكم أن تفعلوا ما تشاؤون .. فقد خلا لكم وجه البلاد وأصبحتم أصحاب القوة والسلطان فيها وللسلطان عزة لا تبالي بعهد ولا وفاء . أسفكوا من الدماء ما شئتم واسلبوا من الحقوق ما أدرتم وأملكوا مشاعرهم وعقولهم حتى لا يدينون إلا بما تدينون ولا يذهبون إلا حيث تذهبون فقد عجزوا ان يكونوا اقوياء .. فلابد أن ينالهم ما ينال الضعفاء . سما-خاص