مصرع وإصابة عدد من عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية غربي تعز    الحوثيون يغلقون مسجد في عمران بعد إتهام خطيب المسجد بالترضي على الصحابة    شاب يقتل شقيقه جنوبي اليمن ووالده يتنازل عن دمه فورًا    صاعقة رعدية تنهي حياة شاب يمني    محمد المساح..وداعا يا صاحبنا الجميل!    صورة ..الحوثيون يهدّون الناشط السعودي حصان الرئيس الراحل "صالح" في الحديدة    آية في القرآن تجلب الرزق وفضل سورة فيه تبعد الفقر    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصيده الأرض الخراب ..
نشر في إخبارية يوم 22 - 03 - 2011


هي لَعنْةٌ سَبَقَتْ بها أمُّ الكِتابْ
أنا مِنْ بِلادٍ إنْ رأيتُ فَلا أرى
إلاَّ كِلاباً من كلابٍ منْ كِلابْ
أنا من بلادٍ كلُّ منْ يَحيا بها
مُتَطَلِّعاً يحيا على ذلِّ العذابْ
فالراغِبُوَن إلى الحياةِ محرَّمٌ
أنْ ينظُروا نَحْوَ السماءِ أوِ السَّحَابْ
لهمُ الترابُ وما تَدُوسُ نعَالُهم
فالقادمونَ من التُّرابِ إلى التُّرابْ
أنا مِنْ بلادٍ ليس لي متَنَفَّسٌ
نَحْوَ العُلَى منها وما لي أيُّ بابْ
أنا مِنْ بِلادٍ كُلُّ شيءٍ هالكٌ
إلاَّ الوحوشُ الكاسراتُ أو الذُّبَابْ
أنا منْ بلادٍ ما تَرَبَّع حاكما ً
فيَ عْرشِها إلا الرّعَاعُ أو الذئابْ
هي غابةٌ أنا قد رُميتُ بغابِها
لا ظفرَ يحميني وليس علي َّ نابْ
أنا من بلادٍ ليس ينكرُ منكرٌ
فيها ولا يعطى لمعروفٍ حسابْ
أنا من بلادٍ كلُّ منتسبٍ لها
من طينةٍ صلصالُها أبدا ً يُعابْ
فلْتعذروني إن شتمت وإن أنا
طفَّحتُ مِكيالي بألوانِ السِّبَابْ
فالواقعُ الملعونُ أبدا لي
تهاويلاً تعيِّشُني على وقعِ العذابْ
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
في الدركِ الأسفلِ أنتَ
مادمتَ تعزيَّ الطلعةْ
ومدُانٌ أنتَ إذا فكرتَ مجَّردَ تفكيرٍ
فيما لو أنَّ نظامَ الحكمِ تَحَسَّنْ
لكن ًّ الممزوج بماءٍ (سنحانيٍّ) سيتوَّج إن باعَ القلعةْ
ولأن دماءَ بني (سنحانَ) الهياتُ النبعِ
وقدسياتُ الأصلِ
فحاذرْ أنتَ بأنْ تجعلَ للتفكيرِ إلى ما قلتُ مجالاً
من يذكرُ في السبعين تعزاَّ
والبدر يداعبها ليلاً والغيمُ
والشمس تراقصها حضناً حضنا
كانت لا تعرف حراً أو برداً
بل كانت أجملَ ما في الكون ِ
من قبل رحيلِ الغيمِ إلى باريسَ
ليجعلَ منها حاضرة الدنيا
فلعل الطقسَ هنالكَ
أخطأ نحوَ الغربِ خطاهُ
كم هزَّت بالأمس مع الريحانِ خواصرَها
كم كانت ترقصُ للدنيا رقصةَ باليهٍ عربية
وتداعبُ أوتاراً للعود ِ
لتعزفَ سمفونياتٍ ولحوناً
بلدي تحكمُها أنظمة ٌ شتَّى
(قانونُ الغاب) و (دستورُ العصبياتِ الهوجِ )
و(تلاميدُ الأسرِ السرطانية ْ)
و(مزاجُ القات الملعون) المرويِّ نقيعاً شيطانيا ً
و(نساء) يحكمْنَ بحدِّ الفرجِ وحدِّ النهدِ
و(مشيخٌ) لا أعرف أن له أصلا ً في الدينِ
فَّتشْتُ جميعَ السُّورِ القرآنية ْ
ومكثتُ العمرَ أفتِّشُ في الأمَّاتِ الستِّ
فلم أدرك إلاَّ شيخينِ
شيخاً في العلمِ
وآخرَ يجتازَّ التسعينْ
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخرابْ
أنا لستُ من (آلٍ) ولكن جئت عبدا
أنا ما رضعت وما عرفت هناك مهدا
أنا ما اتَّخذت محمداًَ والآلَ جدَّا
أنا لم أحُزْ سيفا ً وعداءً عَلَنْدا
وذا شطب يقدُّ الناس والأبدانَ قدًّا
حَكم الإله بأن أعيشَّ هناك فردا
فدحَى (سمارة) بيننا و(يريمَ) حدَا
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
أنا لست من (آلٍ) فما ذنبي إذنْ
أحيا بذي الدُّنيا أهانُ وأمتهنْ
كتبَ السيادةَ فيهم أبدَ الزمنْ
ولنا اللحودُ وما هنالك من عفَنْ
ولنا السِّياطُ تنوشنا ولنا الرَّسنْ
ولنا الشَّقاء على المدى ولنا الحزنْ
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخرابْ
إن كنتَ من أدنى (سمارةَ) و ( الدليلْ)
فارْضخْ لما نمليه واقنعْ بالقليلْ
ما أنت من (سنحانَ) حتى تستطيلْ
أبداً ولا من (حاشدٍ) أو من (بكيلْ)
فاصمت فأنت أخو الذليل أبو الذليل
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
لو صرخنا نرتجي بعض الحقوقِ
قيل عنا أننا أهلُ العقوقِ
وبأنا في الورى رمزُ الفسوقِ
نكره اللُّقيا وندعو للفروقِ
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
لا تفكّر بارتقاءٍ أو صعودْ
كلِّما فكرت يوماً أن تسودْ
فلك السجنُ أنواع القيودْ
أو جنونٌ ليس يبرى أو لحودْ
أو رحيلاً نحو ما خلفِ الحدودْ
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
لو رأى المسكينُ عند النوم حلما
أنَّه قد صار في الآفاق نجما
أرسلوا حبلاً وظمُّوا الحبل ظمَّا
ثم لمُّوا كلَّ من والاه لمَّا
ثم ألقَوْه ومن والاهُ يمَّاّ
كان نوماً ليتَه ما كانَ نوما
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
ليس للأديان حظٌ أو نصيبُ
في قلوبٍ قد تغشَّاها الصليبُ
كم بكى منها ( عتيدٌ) و ( رقيبُ )
همُّها ( طير ٌ) بكتف أو ( نقيبُ)
أو (عقيدٌ) أو (عميد) أو( مهيبُ)
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
لن ترى يوماً على الدنيا ( رئيسا)
لاطفَ الأيتامَ أو أدنى التعيسا
همُّه ما دام للعرش جليسا
يجمعُ الأموالَ والدرَّ النفيسا
ثم يدعو أنه في الطُّهر (عيسى)
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
لم يكنْ للقلبِ فيما قيل ذنبُ
غير أن القلب لما شاءَ يحبو
نحو ما قد كان يرجوه ويصبو
قيل مكَّار وحق المكر صلبُ
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
قد سألنا شارعاً يوماً لماذا
من على خديكَ تنساب الدموعْ
وعلى مَحياك شيءٌ يا رفيقي من خضوعْ
ردَّفي حزن وذل وخشوعْ
كيف لا والوجه مملوءٌ شقوقاً وصدوعْ
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
وجهها الحلوُ تولَّى وامتحَى
أصبحَت طيْفاً وصارتْ شبَحا
من ترى يا تعزي قد ذبحا
وعلى بحرِ دماكم سبحا
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
لولا أبناؤك من صحب الجبلِ العدنيِّ
لما أبصرتِ هنالك من يمنحُ إشفاقاِّ
أو يدفع يا تعزي من أجل الحبِّ
ذلكم الجبلُ المكتظُّ كراماتٍ
ذلك طور الله عليكِ
يا سيناءً أخرى
وبرغم خلُوُّكِ من (موسى)
لا نلحظ إلا بعضَ فراعنةٍ حمقٍ
بدلاً من أن يمضوا بين الناس ملوكاً
أضحوا أوغاداً يبتزون الخلقَ
قبحتِ جميعَ الآلهةِ الدنيا
(فينوسَ) و( عشتارَ)
ما عدت أنا وبغيرِ الله ألوذْ
أوَ تلعبُ بي يا زمنَ العهرِ امرأةٌ
ومئاتُ ألوف شواربِنا تهتز لما بين الفخذينِ
من أولِ همزٍ يا زمني ولآخرياءٍ
الكلُّ أمامَ (الفخذ) ك (جعلٍ)
يعشق أن يحيا ما بين الروثِ وبين البولْ
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
نسيَ الأمسَ وأيامَ الفتوَّةْ
والتعاليم على عهد النبوَّةْ
وليالٍ طالما اقتاتَ سلوَّهْ
منْ أزقَّاتٍ إلى زقٍّ وزوَّةْ
بين ثدْيٍ وشفاهٍ ذاتِ حُوَّةْ
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
كلَّما امتدَّت بيً الأيامُ يزدادُ جراحي
وعلى مسمعِ منْ عاثوا صراخي ونُواحي
ولأني لستِّ شيئاً لم يُصيخوا لصياحي
فمتى أجني ثماري من نضالي وكفاحي
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
كلُّ أولئكَ كانُوا فوقَ ثراكِ عبيداً
وإليهم كنتِ تمدِّينَ أيادي العيونِ
من حكمَ التربَ اليمنيَّ
ولم يشربْ من مائِك كأسَ الملكِ
ولم يجْرَعْ من ثديِكِ يا تعزي لبنَ السلطانِ
ولمْ يجتز يا تعزي عبرَك نحوَ العرشِ
سمَّنتِ كلابَ الحيِّ لتنهشَ فيكِ
وذهبتِ تربِّين ثعابيناً تطفحُ بالسمِّ
آهٍ يا بلداً وُسِمَتْ بالطهرِ وبالإيمانِ
يا فاتنةَ الركنِ الغربيِّ وسيدةَ الأركانِ
كانت في (سن العشرينَ)
لا (فارضَ) كانت لا (بكراً)
بلْ كانت تخطُو بينَهما
فعلامَ تلكَ إذاً في غَمضَةِ عينِ
صارت شمطاءَ وفي سنِّ الألفينِ
شفتاها تَتَدلَّى حتى الصدرِ
لا قلبَ لها لا عقلَ لها لا روحَ
فتلك غدت لا تملِكُ أيَّ حواسْ
شوهاءَ ممزقَّةَ الأوداجْ
نحتاج لما تحتاج ولا تحتاجْ
مثقلةَ الكاهلِ من كلِّ الأجناسِ
قومٍ كالناس ولا كالناسِ
لا شيءَ سوى (بوذا) و(الأشرمِ)
هل كانت بلدي إذ ذلك مجبرةً
لتكونَ ملاذاً لجميع الجنسياتِ
وبَطْناً لنفاياتٍ نووياتٍ
هل كانت مُجْبرةً أن تبقى مزبَلةً
كالأمسِ
آهٍ يا عهدَ صبانا الأولَ
يا ذاك العهدَ الذهبيَّ
كانت آثار النهضة باقيةً
لا زلتُ أنا أستذكرُ أيامي
وكذلك (يوسفُ) والفتياتْ
والبائعةُ اللوزِ الأبيضِ
وصفيةُ قارئةُ الودعاتْ
والفولُ الأسودُ
والبجعاتْ
اللآتي يحملنَ
مكاتلَهن على أبواب السُّورِ
لا زلت أنا أستذكر أيَّامي
أيامَ صراعِ الفكرِ وأيامَ التنظيرِ
في عقبِ الستينَ
وفي منتصفِ السبعينَ
ليس الأمرُ بعيداً جدا ً
مهما كان التاريخ المظلم قاسٍ
لن يمحوَ آثارَ خُطانا
فالنهضةُ لا تطمِسها الأيدي
والشمس على مرمىً
لكنْ تبعد آلاف الكيلوهاتْ
فالأمس قريبٌ جداً
في زمنٍ كانَ العقلُ اليمنيُّ
بغيبوبةِ تخديرِ الجهلِ المطبِقِ
في زمنٍ كانت (صنعاء) كثيباً
كتلالِ رمالٍ في أدنى الرُّبع الخالي
ما كنت لأكره شيئاً من وطني
من يكرهُ أما ً إنْ جازَ التعبيرُ
لكني أكرهُ من يرضعُ من ثدْيٍ
ليبولَ على حجْرِ المرضع ِ
من يأكلُ في سُفر كي يذرقَ في طرفٍ منها
لا زلت أكنُّ لها كلَّ معاني الحبِّ
فبقايا سورك يا (صنعاءُ)
أحبُّ إلينا مما أسمْوهُ هنالِكَ بالبيتِ الأبيضْ
فأنا أكرهُ من يعزِفُ في وترِ التمزيق ِ
ولكنَّ الواقعَ ملعونٌ
لا زال يساءلني
لمَ إن زرْتُ البيتَ الملعونَ
تراني أجد الترحيب
وإذا ما جئتك يا (صنعاءُ) أردُّ
لو أني كنتُ عقابَ دخانٍ
أو عودَ ثقابٍ
يُشْعلُ من لا شيءٍ
لوجدتُ هنالكَ من سُيعيرَ الحاجةَ لي هِمَّهْ
فأنا مطرودٌ عن كلِّ الأبوابِ
ممقوتٌ في كلِّ الأحوالِ
و مذمومٌ في كلِّ سلوكٍ
وكأنيَ (أحدبُ نوتردامَ)
أوْ أني الثَّقَفِيَّ على رأي (بني العَّباسِ)
مأخوذُ بالشُّبْهة بالظنِّ
مأخوذٌ – والله – بذنبِ الجارِ
فلا ماءً أشربُه لا ظلَّ
لعشرٍ أشربُ من (بولي)
ولعشرٍ هآأنذا أتضوَّرُ جوعاً
لا كانت دولتنا
ما دامت تحكمُني
(بَرْبَارةُ) و (ابنُ عريْجٍ)
وبقايا عهدِ الرقِّ
وبعضُ الملفوظِ بهم
من رحمِ العهرِ
فرفقاً يا جلادُ بقومكَ
فارفِقْ بيَ يا جلادُ
منْ ذا عنك يذبُّ إذا ما جاءَ الوعدُ الحق ُّ
سوايْ
أحببْتُك لولا أنَّكَ تكرَهُني
يا أفضعَ من يقْتَاتُ جهودَ الشَّعبِ
ويشربُ من عرقِ الكدَّادْ
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
أحبُّكِ رغم التشوُّهِ رغمَ الأنينْ
أحبك وردا ً على وجناتِ السنينْ
ومازال يدفعني نحوَكِ الحبُّ
والحبُّ تدفعهُ باقياتُ الحنَينْ
غداً قبلة الكونِ يا تعزي تصبحينَ
وفي غدنا منكِ يحكمنا يوسفٌ
وكالأمسِ يا غَدنا تَرْجِعينْ
أحبُّكِ يا نشوةً خالطَتْنِي
هو العشقُ يصنعُ بي ما الذي أنتِ بي تصنُعينْ
أقبِّلُ فيكِ بروزَ النُّهودِ
وألثُمُ فيكِ احمرارَ الجَبينْ
لأجلِكِ رحتُ أغنِّي
ونحوَكِ رحتُ أُوَلِّي
كأنك قدساً جديداً
فلا فرق بيني و بينك فيما
رواه السياق الحزين
وليس بسيئة أن أقول بأنك حورية
تاه في دربها الملكان
فعاقبها الله
أن صاغ من حسنها حسرة لا تبينْ
أنا من تعزَّ وما تعزُّ سوى الخراب
أيلولُ ويا أجملَ ما أشرقَ
ما ذنبيَ منذُ رأيتُك تحتَ الرَّمْسْ
ها أَنَذا من بعدِ هواكِ تمنَّيتُ
بأنكِ ما أشرقتِ الأمسْ
يا أجملَ ما قُدِّر للجيلِ المنكوبِ
الناكصِ يا أفضلَ شمسْ
حافظتُ عليكِ برغمِ غيابيَ
بلْ حرَّمتُ على كَفَّيَّ اللمسْ
أوشكتُ بأن أمحوَ كلَّ طبيعيَّاتِيَ
من أجلكِ حتى الهمسْ
فعلامَ يا ثورةَ أمسْ
ألقى مشلولاً بعدَ رحيلِ العمرِ
وملقياً خلفَ رصيفِ التَأريخ العربيِّ
فاسكبُ دمعي فوقَ ضريح العزةِ
أمنحهُ (لثلايا) الخمسين
وأنا لازلتُ رهينَ الغيبِ
أردِّدُ لعنَتُهُ التاريخيةَ
وأنا أستمع الآهاتِ الحرَّى تلوَ الآهاتِ
ل( أبي الأحرارِ)
المغدورِ به من خلف الظهرِ
ل( علي عبد المغني ) الراكض نحو بقايا العزة
(للراجع) من خلف تلال الأمنِ
يجرِّره حبلٌ من أنفة
قائدِ معركةِ السبعين
المسحوبِ على كلِّ زقاقٍ في صنعاءَ
(للكوكبةِ الشهداءِ)
على صفحاتٍ من دستوٍر
(لجميع الأحرارِ)
لأني لا أستثني منهم أحداً
من ماتَ لأجلِ اللهِ وأجل الدينِ
وفي لحظات الذودِ عن الوطنِ المجروحِ
لأني من بين المقتولينَ
فقد جئت ومن صلب ذاقَ السَّوطَ وحسَّ القيدَ
وما بيْنَ القادمِ من نفقِ الموتى
والقادمِ من بينِ أناس دون قلوبٍ
سيَّانَ
فعلامَ يا ثورة أمس
ألأِّني من أدنَى الجبلِ الملعونْ
ورصيدي يا ثورتَنا فَوْق المليونْ
فعلامَ يا ثورتيَ الغراءَ
أُراني بعدَ دفاعيَ عنكِ أهونْ
آمنتُ بأنِّيَ من طِينٍ آمنتُ
كذلك أنِّيَ من حَمَاءٍ مَسْنُونْ
لكنَّ الواجبَ أن تُبْقِي ليَ شيئاً
أعتزُّ به يا ثورتَنا لأكونْ
فأنا مَنْبُوذٌ فيكِ ومكْروهٌ
مستغنىً عنِّي أو ملعونْ
فعلام يا ثورة أمس
والثوراتُ كَجُوقات الموتى
أوْ كفلولٍ هاربةٍ سرباً سرباً
واحدةً تلوَ الأخرى
أوَ لستِ الرَّحمَ الأولَ للثوراتِ
(أكتوبرَ) و (السبعينَ) وما تبعَ السبعينَ
حيث انشطرتْ سُفُنُ الإبحارِ إلى نِصْفينِ
لتكوَّنَ مرْفَأَها الدَّامي
كيْ يبدأَ من بَعدُ العدُّ العكسيُّ
ومضينا نحوَ (الصفرِ) بأعجلِ مما غادرناهُ
إلى أن سُمِعتْ صرخات (الصفرِ)
مدويةً في باب (الرَّقمِ) المسكينِ
وحاولَ – مسكِينٌ – وبلا جدوى
أن يستوقِفَ مدَّ الذلِّ
وأن يفرض حداً لتراجعِ أرقامي
وانهار الصفر هنالك وابتدأت رحلتنا نحو الأدنى فعلام يا ثورة أمس
ينبعث الشر المجنونُ
ومن خلفِ الحلباتِ الحُمرِ
المصبوغةِ من دمِنا الطاهرِ
من بعدِ خُلوِّ الساحة من كلِّ الأحرارْ
تأتي فرق (الإنقاذ البوذِّيةِ)
لتحل محلَّ اللهِ
فتجعلُ منه إلهاً في مرأى الرائينَ
وإن كانت لا تعرف معنى لإلهٍ
تلك الفرق البوذيات
جائتني بمسوحٍ كالرهبان ِ
وشعارات غطَّت وجه الجدرانِ
وأقنعةٍ توحي بالطهر
وأفئدةٍ أنت أظنُّك غيرَ مُلِمٍ مثلي
لا تعرفُ غيرَ المالِ
و لا تأنسُ إلا للشرِّ أو الشيطانِ
كأشباحٍ في اليلِ
فما عُدْت أنا أقوى التمييزَ
لأنَّ هنالكَ منها أصنافٌ شتَّى
أشبَهُ بالبكتيريَّاتِ وأقربُ للفيروسِ
فلا حاجة لي أن أسرد في مسمعك المملوءِ
أنيناً وبكاءً
أيَّ أقاصيصٍ منها
منذُ الخامس من نوفمبر دقَّتْ ساعاتُ الصفرِ هنالكَ
وانفجرتْ قُنْبلةُ الآثامِ
لتحفرَ في قلبِ بلاديَ
للأوغاد كهوفاً ومغارات ٍ
في حينٍ كنَّا نحسِبُ أنَّ الصبحَ بحقًّ يتجلَّى
وابتدأتْ تلك الجوَلاتْ
لتبدأَ لعبَتُنا الشُّطْرنْجِيَّةُ
كيْ ينتَصِرَ الأحمرُ دونَ عَنَاءٍ
كيْ يرسل أعواناً للموتِ
ويزرعَ أرضيَ ألغاماً وخَنَاجِرَ
كيْ يُعلِنَ في الجهتينِ المرسومَ الأسطُورِيَّ
المزعومَ الموعودَ به نحنُ
ذاكَ الفجرُ المتوقَِّدُ خَلْفَ ظلالِ الأمنيَّات
فعلامَ يا ثورة أمس
منك رأيتُ الفجرَ الكاذبِ منبثقاً
في وقتٍ كنَّا نحسِبُ أن الصبحَ بحقِّ يتجلَّى
لكن الفجرَ الكاذبَ كانَ يهيِّءُ للِّيلِ القادمِ
لكنِّا وبرغْم اللَّيلِ
تهلَّلنا واستبشَرنا ولفرطِ الفرحةِ
رحنا كالعميانِ
نصلِّي نحو ديارِ الكلِّ
ونبنِي الفردوسَ المنشودَ
كأطفالٍ تنتظر الدُّميةَ واللعبَ الصَّمَّاءَ قُبَيْلَ العيدِ
ولكنَّا لم نكْمِلْ نِصفَ الرَّكعاتْ
إذا بدخانِ المكر يلُفُّ مُصلاَّنا
ما كنا نُدِركُ سراً للدُّخانِ
و في زمنِ الدَّخانِ
زمنٍ لم يتبجَّح إبليسُ الملعونُ بأكثرَ منه
دِيسَ القرآنُ
وبيلَ عليهِ
وزُجَّ بآلافِ الرُّهبانِ المعتقلاتْ
ومضى أحلكُ ما في التاريخ اليمنيِّ من اللحظاتْ
ممهدةً للحظاتِ السودِ
فلم نمهلْ حينئذٍ إلا لحظاتْ
وإذا بالأفقِ الممتدِّ نراهُ
يزفُّ إلينا ما يشْبِهُ في الماضي قَزَحَاتِ (شعيبٍ)
سحباً دكناءَ تمجُّ الرعبَ ومن بُعدٍ
كنَّا بالفعلِ كقومِ (شعيبٍ) سُذَّاجاً
كانت سحباً بالفعل محمَّلةً أمطار السَّوْءِ
مشبعةً قطرات الذلِّ
فَولَّينا نرقِلُ ذلاً
نَهرع خلفَ دلالاتِ وألفاظِ التمريضِ
فسوْفَ لعلَّ عَسانا
رُبَّ وحتَّى كي لا
وعلَى نعشِ الآمالِ
ترانا كنا نَقْتَاتُ الموتَ
ونزعمُ أنا لا زلنا أحياءً
وبرغمِ الأمسِ وقبلِ الأمسِ
ولا زلِنا شعباً أرعنَ
لمْ يتعلّمْ سرَّ اللعبةِ
إذْ كانَ بصيصاً من ذَنَبِ السِّرحان
عليه ضياءٌ وبقيةُ أنوارٍ خجْلَى
في آخرِ عقدٍ يسبقُ عقدينِ
و إن كنتُ قليلاً فيه تنفست ُ الصعداءَ
لكنِّي ما استخدَمْتُ وقاءاتٍ أو كمَّاماتْ
فإذا بيَ بعدَ هُنَيهْاتٍ مشلولاً لاستنشاقي
وإذا ميزان قوانا معتدلٌ
حين انتصر الممزوجُ على النَّجَمَاتِ الحمرِ
بفضل الله وبالبركات
لكن الأحمرَ ملعونٌ
إذ يرسلُ جرذانَ الصَّيفِ القائضِ
كي تحرقَ ما قد كانَ الله براه
لتعيثَ بكلِّ حُقُولِيَ والمحصولِ
لتزرعَ أرضِيَ ألغاماً
ولتنثَر فوْقَ ترابيَ باروتاً
وتُحِيلُ اللُّعبَ الصَّماءَ بأيدي الأطفالِ قنابلَ
في أولِ أيامِ (الكبْشِ) الرابضِ
فوق قطيعِ الأغنامِ الخرسِ
بِوَقْتٍ كاد يموتُ البذُر وتنكَسِرُ التيجانُ
وتعصف ريح (حزيرانَ) بالحق ِ وبالمحصولِ
لولا استنجاد (الكبش)ب( جبريلٍ)
ذاك الملكُ الموكَلُ بالشيطانِ
الرابضُ فوق أديم الطهرِ
فيرسل (جبريلٌ) كلَّ الأعوانِ
ليرجع بدراً ثانيةً
ليقدم كل الوسع
ليمكث في العرشِ ( الكبشُ ) المخصي ُّ
ولكن الجرذانَ تحدَّت كلَّ وحوشِ الغابِ
وَوَلَّتْ بانيةً بالوهمِ قصوراً وحصوناً
فأرادتْ قلبَ نظامِ الحكمِ الحيَوانِيِّ
على سلْطنةِ الغاباتِ المكتَضَّةِ أبقاراً وحميراً وحشياتٍ
أنى يا هذي الجرذانُ سيرسو في الغاباتِ نظامٌ؟
وتساقَطَتْ الجرذانُ الحُمقُ
كأسرابِ جرادٍ حامتْ حولَ النَّار
فلم تدركْ أن النارَ بدايةُ ليلٍ أبديٍّ
وسبيلُ قبورٍ ومماتٍ
واندحرتْ ثوراتُ الجرذانِ
وصارَ الجوُّ لدى (الكبشِ) المخصيِّ
كأجملِ يومٍ في نيسانَ
لدى عاشقِ عذراءٍ كاعب
لمْ يعرفْ غيرَ المرعى والعشبِ وماءَ الكرمِ
وشيئاً من وجناتِ بناتِ الليلِ
فولَّى يلتهمُ الأخضرَ واليابس
لا يلوي عُنُقاً نحو القطعانِ
فعلامَ يا ثورة أمس
وإذا بالنصف الآخرِ للشهرِ (السابعِ) هلَّ
بوقتٍ بدأ اليأسُ يدبُّ
ولكنَّا دسنا فوقَ الرؤيةِ دونَ هواده
فإذا بالنصف الآخر من آيارَ يهلُّ
فلأجلِ النصفِ رحْنَا نَتَغنَّى الأغنياتْ
فجعلْنَا منه عيداً فيه تُهدى الأضحياتْ
وتَخِذْنا منه رمزاً لصباحٍ غيرِآتْ
وانتظرنا لنبيٍّ فيه ها كمْ دون هاتْ
غيرَ أنا قد فُجِئْنَا بهبوبٍ كانَ عاتْ
مكَّنَ الأصحابَ والأبْنَاء فيها والبَنَاتْ
ومضى يدني إلى ما قلت آلاف البغاةْ
ونسى كلَّ أبيٍّ من صَمَاصيمٍ تقاةْ
ثمَّ ما همَّ رعاياهُ ولا راعى الرُّعاةْ
تحتَ لسعِ الشَّمسِ يحييونَ وفي القرِّعُراة
جَعلوا منهمْ سدوداً ووجاءً وحماةْ
يتمنون البقايا من بقايا والفتات
هكذا دأب الطواغيت بحقٍ والطغاةْ
في زمانٍ جار في الشعبِ الولاةْ
ومضى للنار مختالاً ملايينُ القُضَاةْ
أي أزمان بحقِّ الله أبصرت قضاةً يرتشونَ
ومن الفجرِ إلى حدِّ المساءِ
يحتسي (ألفوتكا ) ويقضي بالدماءِ
فعلامَ يا ثورة أمس
ما ذنبي أني أخْلَقُ في زمنِ اليأسِ
بربِّكَ قل لي
وبرغمِ تجاوزِ ميلاديَ أيامَ الحزنِ
وأعوامَ النكساتْ
ولكنيِّ وكأني في رحمِ النَّكْسةِ مولودٌ
ما ذنبيَ أن أولدَ في رحمِ النكساتْ
في زمنِ القرشِ المذبوحِ على فَخِذِ الدولارِ
بربك قلْ لي
منذا يتذكر عهدَ القرشِ
شبابَ القرشِ فُتُوَّتَهُ
والدجرَ البلديَّ
مازالت تتغوَّطُهُ
أدبارُ أحبِّتِنا في نجدٍ
ممِّا كنَّا نرسلُه للبدُ و معوناتْ
عهداً كانَ القرشُ اليمنيُّ يفوقُ الدولارَ
زماناً كان يدورُ إذا ما دِيرَ به أقوى الدوراتْ
ليرسمَ من خلفِ الدوراتْ
أعزَّو أحلى ما يتصورُ عن آتٍ مجهولٍ
آهٍ يا زمنَ اليومِ الحالكِ
ما للقرشِ أُصيبَ بأدواءِ الدُّنيا
لا يقدرُ أنْ ينهضَ بعضاً من لحظاتِ
أترى عملُ الدولارِ الأهوجِ
أمْ أرصدةُ الأحبابِ الَّلامنتهياتْ
وإن كانَ الأمرانِ معاً
رحلاتٌ دونَ مبرِّر
للنزهةِ للتفراجِ
لأشياءٍ أخرى
ندواتٌ لا منْ أجْلِ الأطروحاتِ أو الجدَلِ المفضي
للأحسنِ
أعيادٌ ساوتْ أيَّامَ السنواتْ
وباسمِ الله وباسم الثورةِ
تمتصُّ الثرواتْ
ومئات العرباتْ
وآلاف العرصاتْ
وجوازاتٌ حمرٌ
كادت أن تلغي ذاك الكرت الأزرقَ
كلُّ كلابِ الحيِّ
غدت تمتلك الكرتَ الأحمرَ
ثم بكاءٌ عندَ العجزِ
وشحتٌ في بابِ البنكِ الدَّولِيِّ
الشاري بالفعلِ كراَمتَنا
وباسمِ النهضةِ باسمِ الفتحِ
وفي كلِّ العتبات ِ
وتقبيلٌ للأقدامِ وشيء قد لا تحمله الكلمات
مليارٌ تُصرَفُ في موتٍ
وألوفٌ تصرفُ في موتٍ
وكلا من مات
تَرأَّسَ يوماً
فعلام يا ثورة أمس
ما ذنبُ طيورِ السَّعدِ
مهاجرةً خَمْصىَ من فرطِ الجوعِ
مُنِعَت ْمنْ أنْ تَهْبِطَ فوقَ حقولِ القمحِ
لِتَلْتقِطَ الحبَّ المَفروضَ بأن تُعطي
من دونِ عراكٍ
قَتَلوا كلَّ طِيورِ الصبْح الوالِهةِ الَغَّناءِ
فَولَّتْ تَجْفِلُ نحوَ الغيبِ
وفي طياتِ جوانِحِها
ما يُمكِنُ أنْ يَنْهَضَ بالبلدِ المنكوبِ
ويرجعُها ثانيةً جناتِ وحقولا
فالناسُ تهاجرُ باحثةً
عنْ لُقْمةِ عيشٍ
فَمَتى قد كان لنا قمحٌ
ومتى قد كانَ لنا ياربِّ طُيورٌ
لولا ما قُلْتُ لما هَرَبَتْ أطيارُ السَّعدِ
محضورٌ أنت بانْ تخفقَ فَوقَ سمائكَ
محضورٌ أنتَ بأن تزرعَ
محضورٌ أنتَ بأن تبدعَ
محضورٌ أنتَ عليك تقولُ
محضورٌ أنتَ بأنْ تصرخَ
أنَّكَ محسوبٌ يمنياً
إني الأولُ
إني الآخرُ
إني الباطنُ
إني الظاهرُ
ومئات ممن درسوا
في أقصى الشرق وأقصى الغرب
وحازوا أعلى الدرجات
يقضون الوقت بلا عمل ٍ
ما بين جنون فتاكٍ أو شبه جنون
دكتور يتقاضى أجر مئات
والآخر ليس له إلا الفلسات
ناهيك
عن الشعب المسكين
المتمترس خلف الخوف
كأمثال الحشرات
لا يعرف أجراً
لا يتقاضى أية راتب
ماذا لو قدَّم ربُّك يا (صنعاء)
قليلاً مما في (بالٍ)
أو (برلينَ) من الثرواتْ
أوَكنا نحتاج لبنكٍ دوليٍّ
أو لصناديقِ النقد هنالك
والثرواتُ كبحرٍ لُجِّيٍّ
تغشاهُ بحارٌ لجياتْ
ومئاتُ الأعوامِ مَكَثْنا
نَتَمنَّى أنْ نزرَع كَرْماً في (الفلواتْ)
والكرمُ محالٌ أن يربوَ في ظلِّ الصيفِ وظلِّ القرِّ
متى للكرمِ نموٌّ يا (صنعاءُ) على الصحراءِ
ولكنَّ الله إذا ما شاءَ
يُغيِّرُ ناموساً قدْ كانَ براهُ
فإذا بالشطِّ هنالكَ مملوءٌ بالكرمِ وبالزيتونِ
آبارٌ تتلوا آباراً
والذهبُ الأسودُ دَّفاقٌ
في الليلِ يدقُ كمشتاقٍ
في الصبحِ يحاولُ إيقاظي
كأليفٍ يبحَثُ عن خلٍّ وصديقٍ
كانتْ في آخرِ عهدِ الرقِّ
صبيحةَ أنْ ولَّينا نزحُمُ في الدنيا الأقرانَ
ولمْ ندركْ أنا بالفعل سنخسرهُ
وإذا بالزَّحفِ هنالكَ يكتسحُ الأسياجَ
ليشعلَ للصبح فتِيلاً نَووياً
من غيرِ شعاعٍ أو ذراتِ
والله يصوغ الثوبَ جميلاً
لنواري بالثوب العوراتْ
كي نستر بالثوب السوءاتْ
دون صراخٍ دونَ دويٍّ
يخرجُ للدنيا المولودُ المنتظرُ
مولودٌ لم تنجبْه سوى (صنعاءَ) أو (برلين)
ومضينا باسمِ المولودِ نَغًذُّ السيرَ تجاهَ الله
كأغنامٍ لاحَ لعينيها في الأفقِ خضارٌ
وبسرعةِ ضوءٍ
رُحْنا نتخطَّى برلينَ
وإن كانت برلينُ
تولَّت ناسفةً كلَّ الأسوارِ
وما شيدَهُ الأمسُ المجنونُ
وبالفعلِ تلاقى (غمدانُ)و ( دورُ اللحجيينَ)
وما تخفيهِ (شبامُ) من الطُّوبِ المعمولِ بنارِ الغربةِ
وانطلقت في (الثاني والعشرين) الأعيرةُ الناريةُ
تجسيداً للفرح الأعظمِ
باليومِ الموعودِ به نحنُ
وتنفسنا بالفعلِ الصعداءَ
وقلنا يا برلينُ تعالّيْ يا برلينُ
أريني كيفَ تحطَّمَ سوركِ
كيف تجاوزهُ الألمانُ
لعلِّي أصنعُ مثلَ صنيعكِ
ها أناذا
والسورُ لديَّ ضبابٌ
لكنِّي لمْ أدركْ سّرَّ صلاَبتِهِ
والمعولُ أضربُهُ يرتَدُّ علَيْ
ها نحنُ ونحو الشمسِ نسيرُ
نطاولُها
بلْ نرغبُ أن نطفيءَ ما للشَمْسِ من الأنْوارِ
بحجة انا صِرْنا نَمْلكُ شَمْساً ونجوماً
ونَسينَا شمسَ اللهِ
ورُحْنا نَستَرقُ الجذواتْ
ومنْ شمسٍ لا زالت تركضُ في مهدِ طفوَلتِها وتلاشَتْ وببطءٍ شمسُ الأمسِ
ولولا أحْببْتُكِ يا بَرلينُ
أحِّبكِ يا برلينُ
لأنِّك قدْ نفذتِ بلا وعيٍ ما قال اللهُ
وَطِّبقتِ مقاَلتَه (واعتصموا) بالحرفِ
وإن كانت باللغةِ الآشوريةِ يا برلينُ
وبالحرفِ اللاتينيِّ الأولِ
ها أنت بلا وعيٍ نفذت كلام اللهِ
ونحن يموت الدِّينُ ويفنى المبدأ
ما دُمْنا في السدَّةِ حكاماً
ها نحنُ يموتُ الدِّينُ ويفنى المبدأُ
ما دُمْنَا في السدَّةِ حكاماً
وليندثِر العالمُ
وليحترقِ النسلُ
لنبنيَ في الأرض قصوراً (فرعونياتِ) البنيةِ
كي نجمع من كد البؤساءِ
خزاناتٍ (قارونياتِ) الجدران
ودَع عنْك شعاراتٍ كنا بالأمس نروِّجُها
وأنْسَ ما خطَّ على الجدرانِ وفي الطرقاتِ
( شعارات) قد لف عليها الدهر رداءً من نكرانٍ
أو لسنا أبناء اللحظةِ
أولاد الساعةِ
دعنا نأكل كداً عرقاً
بل دعنا نشربُ من أشلاءِ الضُّعفَاءِ
لأنَّا جئنا من نارٍ
والنارُ تعود رماداً ودخاناً
ما جئنا إلاَّ كيْ نرحلَ
فَاتْرُكْنا فالفرصةُ جدُّ مواتِيَةٍ
أشعلْها حرباً
وأدرْها عبرَ المذياع حروباً وحروباً
واعصر ما شئت من الأشلاءِ زيوتاً
كيْ توري منها ما تَحَتاجُ من النيرانِ
لتتقِيَ البرد المجنونَ
وقيِّمْ من جثثِ الحمقى متراساً
ما دمتَ تديرُ الحربَ
باسمِ اللهِ وباسمِ الدينِ
ولا تخشى أنْ تَنسى منْ ماتُوا
فهموا لا زالوا عنْدَ اللهِ هنالِكَ أحياءً
وكأنكَ لم تصْنَعْ ما دمْتَ وحيداً
حينئذٍ فاصنع ما شئتَ
وهِلَّ كما يحلو
فالجوُّ تقشَّعَ عمّا كانَ من الغيْمَاتِ
وعهدٌ مرَّ عليكَ كأَّنك مَجْنُونٌ
أياَم القسمةِ أنصافاً
أيامَ النِّدِّ زمانَ الضِدِّ
قُبَيْل رحيلِ (الأحمرِ)
صَوْبَ البحرِ
يجُرِّرُ ذيلَ الخِزْيِ وثوبَ العارِ
فجوُّك دونَ غيومٍ
فابرزْ منْ بين غُيومِكَ عُرْياناً
يا ( لابسَ) ثوبِ الناسكِ
تُظْهرُ فينا ما ليْس تُكِنُّ
فَهَيّئْنِي فيَ زعْمكَ للشورى
فأنا أهتزُّ لأنْ أحيا في الحُلْمِ
وفي أجواءٍ طوباوياتْ
لا أدري
هلْ كنتَ على وَعْيٍ
إذَ تلْهَجُ بالشورى
وبحكمِ الشَّعبِ بنّفْسِ الشَّعبِ
كأنّك لم تَصْنَعْ شيئاً
وجميعُ دوائِرَنا رهنٌ لشروطِكَ والإملاءِ
وحكرٌ لرجالكِ
أو منْ أنت تراهُ يَبيعُ
يا (……..) ليتك تَشْبعُ من عشرينَ وأنت (……..)
وكأنَّ (……..) من ذَهَبٍ لا يصدأُ
والذِّمةُ من حَجَرِ الصوَّان
تَمهلْ فغداً سوف تموتُ
وغداً تصبح (……..) في رأيِ بَنيكَ
فهبْ لعبيدِكَ بعضَ إماءٍ
من رحِمِ الوطنِ المجروحِ
الملقي بجميعِ كنوزِ الأرضِ إليكَ
ما ذنبُ ثلاثةِ أجيالٍ تُعزى بالفقْرِ إليكَ
البئرُ إليك وبَتْرولي
والبَنْك إليكَ
فالكلُّ غدوا أولادَ (……..)
فالرَّخْلةُ بنتُ (……..)
والقطة بنت (……..)
والكل هموا أولادُ (……..)
بنفوذك موجودٌ
في أصغرِ شيءٍ موجودٌ
في القسمِ لدى العقَّالِ
وفي كلِّ مناحي العيشِ
نفوذُكَ موجودٌ
في زجِّ فلان موجودٌ
في ضربِ فلانٍ
في عزل صغيرٍ موجودٌ
في قتلِ فلانٍ
كان الأجدرُ أنك لا تتدخلُ
في كلِّ سَفَاسِفِنا
ألفاكَ وأمَركَ تزدَحِمَانِ
بربِّك أي (……..)
يحرشُ بين اثنينِ
ها نحنُ نعودُ لعهدِ الأمسِ
ونحوَ حَميدِ الدينِ
أترى اسم (……..) اسمٌ
أم رمزٌ أسطوريٌّ
أصبحَ يُخلّعُ للحكامِ
كَمِثْلِ (القَيْلِ) زمانَ الأمسِ و ( تُبَّع)
أو (قَيْصرَ) عندَ الرُّومِ و (كسرى) فارسَ
أو (فِرْعونَ) لدى الأقباطِ ومصرَ
عشرون تَمرُّ وأنت (……..)
يا أكبرَ (……..) في الدُّنيا
يا أولَ من سيقادُ بذنبِ الشعبِ
وأولَ من ستُسجَّر منه جحيمُ الله
يا أول (……..) جرَّيناهُ وآخر (……..)
قد لا نحتاجُ لِلِصًّ بعدَكَ ثانيةً
هَبْني آخرَ (بنزٍ) في موكِبِكَ المرهوبِ
أو امنحني
أرْدَأ (لَنْدَكروزرَ)
هَبْنِي (بَوَّاَبةَ) قصر
كي أَبنيَ لي كُوخاً
يحْمِيني من ذاكَ الحَرِّ وذاك القَرِّ
من حرِّ الصَّيفِ ولَسْعِ البَردِ
هَبْنيِ رُزْمَةَ دولارٍ واحدةٍ
علِّي أشبُعُ أيتاما ً في الحي ِّ
لعلِّي أنقذ أر ملةً من بين يدِ الآثامِ
وَهْبَنِي طَيراً أوْ اسقطْهُ على الكتِفينِ
كما تسقطُها نَجَماتٍ وطيوراً
اسْتَهْلَكْتَ سماءَ الله ِ
فما عادَ هنالِكَ من نَجْمٍ أو طيرٍ
من يوم مجيئكَ حتى الآنَ
وأنتَ تلبِّس أصحابَ لياليكِ
نياشيناً رتباً
لا (بنزَ) ولا ( دولارَ) أريدُ
هَبْني ثقةً في العيشِ
وشيئاً من أملٍ أقتاتُ عليهِ
أشعرني أني ابنُ بلادي
من خلْفٍ (كتافَ)
إلى ما خلْفِ (ظفارَ)
يا أولَ (……..) جربناه وآخرَ (……..)
قد لا نحتاجُ للصٍّ بعَدك ثانيةً
(فرعونُ) أمامَك شحَّاتٌ
(قَارونُ) بما قد كان
أماَمك طفلٌ
يا أكبرَ طِفْلٍ
إصدارٌ يتلو إصداراً
وكأنّك فعلاً طفلٌ
فيهِ عَمَى الألوانِ
فيطربُ عند مشاهدةِ الأوراقِ مُزَخْرَفةً
فئةَ المائتينِ ونِصْفَ الألفِ
وغداً عشراتٌ ومئاتٌ تأتي الآلافُ
وملايين الشعبِ تجوعُ
وملايينٌ إثرَ الصلوات تَمدُّ لتَسْتَجْدِيَ
من أجلِ الخُبْزِ
لأجْلِ العيشِ
لئلاَّ يذهب ماءُ الوجهِ
كي لا يُخْرقَ ثوبُ الصونِ
فَلَمْ تنفعْ ذاكَ المسكينَ
جميعُ النُّقِطِ المرْصُودةِ
عندَ مداخِلِ كلِّ الاحياءِ
وباسمِ ضرائِبِنا
أو باسْمِ الدَّعمِ
بإسم التحسينِ
وباسْمِ التعريفةِ
باسْمِ النَّهبِ
ونِصْفُ الشَّعْبِ
غَدا ما بيْنَ
جُنونٍ يُطْبقُ
أوْ شبْهِ جُنونِ
ثلاثون وأموال النفط
تُرحَّل نحو رصيدك
والغاز يباع بأرخص سعر
وأنا أبحث عن دبة غاز
يا قَاتلَ (……..)
وآكلَ لحم أخيهِ
جَرَّدْتَ على الأحْرارِ السَّيفْ
أفرغت رصَاصَ مسدسك الملعون
بصَدْرَ الضَّيْف
ليسَ بعيداً أنَّك مَنْ (……..)
جَميعَ شيوخِ مدينَتنا
وُتَلفِّقُها في ظَهر دَعيٍّ سِكِّيرٍ
قَدْ ضَاقَتْ مِنْه دِمَشقُ
وضاقَتْ منْهُ ولاةُ الدَّمَّ
عَرَفْتُكَ سِمْسَاراً يا تَاجِرَ دُولارٍ
يا دلالاً يُفْسِدُ بينَ اثْنَين
في كلِّ ثلاثةِ أيّامٍ تَتَجَدَّدُ لوحاتُ العرباتِ
لتقبض كالشحاتِ نصيبَكَ
مِنْ حوْلِكَ كل (……..) الدُّنيا
لو أنّكَ تنسى عَهْدَ شَبَابِكَ
كُنْتَ قد استَبْدلْتَ عنِ الأوغادِ
أناساً أحراراً
فهموا الوزراءُ هموا الوزراءُ
من الستيِّنَ إلى السبْعينَ
وممن يقضُونَ الليلَ سُكَارى
بينَ النِّردِ
وأوراقِ (الكوتشينَةِ) والشُّطْرَنْجِ
(ترُباً) (باصِرةً)
وحنيشُ وعبدُ الكوريِّ
وأسماءٌ لا أعرفُها
يَذهْبَنَ فداءً للنِّردِ وللتدميحِ
لمْ أدرسْ منْها واحدةً
كلُّ الجزرِ البحريةِ
جائتني فجأة
لا أدري منْ أيْنَ
ابْحَثْ عنْ غَيْر أولئكَ
أشْعِرْني أني غَيًّرتُ الثوبَ
فمنذُ الأمسِ الدابرِ لا زالَ التسعةُ
ما بين الأولِ والآخرِ
والظاهرِ والباطنِ
بين السطحِ وبين القاعِ
نتأرجحُ منذ الأمسِ
وإن كنتُ أنا بالفعلِ أنا
قسَّمْتَ أراضي الدولة بين البعض و (بينك)
لا أدري كم ستظل تجمِّع أموالاً
والشعبُ يمدُ الظهرَ
لان الشعب يريدُ العيشَ
بعيداً عما لوثار ( ستصنعه)
حدُّ الشفراتِ وصوتُ القيدِ
ووقعُ السوطِ
وَشَعْبُكَ كالمغلوبِ عَلْيهِ الأمرُ
لا يحسنُ فيكَ سَوى الإذعانِ
وأنتَ كأنّك جلاَّدٌ
من قرْنٍ محرومٌ لا يجلدُ ظهراً
تبتز الشعبَ وتصنعُ اعياداً
وتعودُ لتجمعَ ما بددت ومن عرقِ العمالِ
وتصنعُ منْ نَفْسِكَ عِمْلاقاً
حيناً تذهب ( برليناً) ولحين آخرَ تذهب ( باريساً)
فإذا وليتَ حشدتَ قَطِيعَكَ نحوَ الغربِ
كأَّنك حاوٍ في سِرْكٍ
والطاقمُ من خَلْفِكَ مجترٌّ
نَصَّابٌ يتبَعُ نصَّاباً
وتشيدُ بسوق حرٍّ يمنيٍّ
وجميعُ الجزرِ اليمنيةِ تصلُح سوقا ً
وملاذا ً لجَمِيع غُزاةِ الأرضِ
حُنَيْشٌ سوقٌ حرٌ
و سقطرةٌ سوق حرٌ
والسوقُ وعزَّةِ ربي قَدْ بِيعت كَحُدودِ الأرضِ
(الشرقُ) قَديماً باعوهُ و(الغربُ)
واليوم (شمالٌ) و(جنوبٌ)
ما بَيْنَ الرَّهْن وبَيْنَ البيعِ
(صنعاءُ) ورِّبكَ قَدْ بِيعَتْ
و(ظَفَارُ)كذلكَ قد بيَعتْ و(عَسِيرُ)
و(كِريْتَرُ) فوهةُ بركانٍ فَمتى سَتَثُورُ عليكَ
أبْنَاءُ الأرضِ بلا سَكَنٍ
أبناءُ الأرْضِ بِلا مَأْوى
ما الْفَرُق إذاً
ما بَيْنَ اليومِ وبَيْنَ الأمسِ
ولم تَتْرُكْ للبؤساءِ ذراعاً
تَبْتَزُّ بإسمِ الكلِّ حُقُوقَ الكلِّ
تُهَيّئُ للأيامِ بِنِيكَ
فَهَيّئْ (أحمِدَ)يا ( يحيى) ليكونَ وراكَ
من قالَ بأنَّ الحُكْمَ وراثيٌّ
قدْ ماتَ (حَمِيدُ الدينِ)
وماتَ وَراءَ (حَميدِ الدينِ) الحكمُ الملكي ُّ
يا مَنْ (تَزْعُم) أنكَ صانعُ نهضَةِ هذا الشَّعبِ
وأنتَ تُركِّزُ بين يديك جَمِيعَ السلطاتِ
والحُكْمُ البلديُّ يموتُ
ونَحنُ نَمَدُّ أكفاً نَحوَ اللهِ
متى يا ربُّ سَيُحكَمُ هذا الشَّعْبُ بهذا الشَّعبِ
ما زِلْتَ تُعِّلقُ خَلْفَ سريرِكَ ظلَّ سليمانَ
وطَيفاً منْ صُورةِ (مروانٍ)
والحشْرُ على الأبوابِ
وأْنتَ تُراسِلُ كلَّ بنوكِ الأرضِ
فما عَادَ هنالكَ من أملٍ
غير (الثورة)
(سنحان) قُريْشُ العصْرِ
(……..) هي الأولى
(……..) هي الأخرى
(……..)
سبحت بحمدك يا (……..)
(……..)
(……..)
1993م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.