الفاجعة والكارثة الصادمة المدوية في خبر استشهاد ورحيل البطل المناضل والقائد المحنك الحازم والجسور ابن عدن جعفر محمد سعد جعلتني في حالة ذهول يحيطني ويستبد بي بمرارة العلقم وغصة الألم الدامي التي تحيل الوجع ما بين الكلمات وأنين الورق إلى معاناة وإرهاصات أخرست قلمي عن الكتابة ... ولا أستطيع حيال الصمت المدوي الذي يتملكني والدموع التي تحجرت في المآقي إلا أن أعزي نفسي بهذه الكلمات المكلومة التي تواجه عسرا ومشقة في الكتابة وفي إعطاء الشهيد البطل والثائر جعفر محمد سعد محافظ م / عدن المغدور به من الرعاديد والجبناء الخونة بعضاً من وافر خصاله وسجاياه ومزاياه وشجاعته وجسارته وتضحياته في سبيل نصرة المظلومين وإعلاء كلمة الحق للمستضعفين من أبناء عدن مدينته الفاضلة و مسقط رأسه التي عشقها وأحبها وظل جل عمره مدافعاً غيوراً عليها بل وأستشهد من أجل عودة الروح والحياة إليها ... كلمة حق أقولها للتاريخ كان شهيدنا رجلاً يجمع بدواخله وسرائره وصلابته ومواقفه ( فيلقاً من الرجال ) وأستطاع بزمن قياسي ورغم التحديات والصعوبات والعراقيل والتيارات الظلامية الإجرامية (وأعداء الحياة ) أن يعيد البسمة والتفاؤل في قلوب أهالي وسكان عدن الذين أحبوا صدقه وإصراره ووفائه الذي أستوطن قلوب كل من عرفه عن كثب وقرب ... هنيئاً لك الشهادة أيها البطل الفارس المغوار إلى جنان الخلد ... نعدك كل أبناء عدن أن نسير على نهجك وخطاك لنصرة وعلو مبادئ وقيم وأخلاقيات الخير والعدالة والحق ... وثق أن مدينة عدن عن بكرة أبيها (مشروع شهيد) سائرون بإصرار وعزيمة لا تلين على نهجك ودربك النضالي الفذ المشرق المشرف والوطني في إعادة الأمن والأمان والاستقرار والسكينة ومحاربة الإرهاب ...