فخامة الرئيس.. "لتعلم أنني أنتمي لسياساتِ دولةٍ أصبحت لا تؤمنُ بالرأي والرأي الاخر، وللأمانة الصحفية وواجبها في تقديم الأحداث بوجهها الحقيقي، فأنا أعيشُ في دولة مطموسة الملامح .. لكنني وبالرغم من كل ذلك سأوجهُ خطابي لفخامتك ولو متأخراً .. سيدي الرئيس .. في رأسي أسئلةٌ أرهقت عقلي جعلتهُ كعاصبِ عينيه فلا يكاد يبصر ً، جعلاه يتخبط بين ما يحدث ولِمَّ يحدث.! وبين ما تطلقهُ من قراراتٍ وتعيينات لوزراء تقوم بتدويرهم كلعبةِ الشطرنج !! لِمَّ لا يتم إقتلاعهم قبل تفكيرك في إقتلاع الحوثي وأعوانه ، أم أنهم الأمناء الوحيدين في اليمن من وجهة نظرك ؟؟! كيف سيؤول حال الوطن في ظل اجتماع هذة الحاشية سواء التي بحثت عنها او تلك التي استوردتها من النظام السابق ؟؟! في الحديث عن حركة تحرير عدن ارتفعت وتيرة الحماس لسيادتك إلى حدٍ بدونا فيه وكأننا بصدد غزوة قادمة سيتم فيها فتح جديد للمحافظات عبر قياداتٍ جديدة طالما أطلت بكاملِ أُبهتِها على الشعبِ المسكين عبر وسائل الإعلام نافيةً القبول بأي منصب في الدولة وبعد تلك الغوغاء يتضحُ العكس. ألم تعلم أيها الرئيس المبجل أن في حكمك أصبح الفساد يعشعشُ في الأركان والزوايا، أعتذرُ لقباحةِ اللفظة فلربما هذا تعبيرٌ لا تعترفُ بهِ حكومتك.. قاعدةُ التدوير لم يكسرها سوى استثناءاتٍ قليلة ، والدليلُ على ذلك لم نرَ وزيراً ترك تاريخاً تتغنى به وزارته وكأن الأصل في إختيار هؤلاءِ الوزراء هو خذلان الشعب والأصل في أي منصب وزاري بقرار رئاسي هو النزاهة والطهارة ووضع خطط مستقبلية و رؤى يُعمل بها وتُنفذ ... لقد انتقلتم من مرحلة الإستنكار والشجب إلى مرحلة متقدمة ألا وهي الأمر بالتحقيقات ، وفي ذلك قمة الخداع والتضليل للشعب ؛ لأن المسألة ليست بهذه البساطة، فحينما يكون المستهدف محافظاً أو مسؤولاً تظهر تصريحاتكم ويعلم القاصي والداني وعندما يكون المستهدف مواطن بسيط بعدوان يُهلك الحرث والنسل لا يُردُّ عليه.. اسمح لي أن أقول أن الحوافيش أدمنوا المجازر في حين ادمن المواطنين صوت الطائرات والمدافع أما حضرتُكَ وحكومتك أدمنتم خذلاننا ،، يبدو أنه قد حُكِم على اليمنيين أنهم إذا نجوا من القصف .. فلن ينجوا من الذبح ... فإن نجوا .. لن ينجوا من الحرق ... فإن نجوا .. لن ينجوا من التعذيب فإن نجوا .. لن ينجوا من البرد ... فإن نجوا .. لن ينجوا من الجوعِ والعطش والتشريد .. !!! فإن نجوا ... يموتون أخيراً بالقهرِ والظلم! ترددُ شفاههم قبل أن تصعد أرواحهم (الموت ولا المذلة) ولا أدري كم هو ثمنُ الذل وكم تبقى من مجازر في سبيل أن نحيا كرماء نتمتعُ بالحرية ! لتعلم أن الوطن غاضبٌ عليك، غاضبٌ على اولئك الذين دمروه ، خذلتم دموع الأمهات اللائي استأمنتكن على ابنائهن وعلى مستقبل فلذاتِ أكبادهن الذين خطفتهم يدُ الغدرِ من بين ايديهن .. أيها (العاقون)، ها هي الأرضُ وكلُّ أهلها وجماداتها وها هي السماء بكلّ فضاءاتِها و أفلاكِها يتبرؤون منكم ومن وجودكم !!