نعم بماذا ستقابل وجه ربك يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنون , بماذا ستقابل وجه ربك و قد قاربت الثمانين عاماً من العمر في الوقت الحاضر بعد ان ارتكبت من الجرائم بحق شعبك ما تقشعر من هولها الابدان و تشيب بالجنين و هو لا يزال في بطن امه , شعبك الذي لا تستطيع ان تنكر وقوفه معك رغم مظالم حكمك لأكثر من ثلاثة و ثلاثين عاماً . وهنا اسألك كم من المال ومن العتاد العسكري يؤخذ معك الى اللحد ؟ لم اكن اتوقع بانك سوف تنسى تلك الحشود المليونية التي سارت من خلفك في الساحات و الميادين تصفق لك رافعة الشعارات التي تشيد بك واقدمت على انتخابك زعيماً لها في اكثر من دورة انتخابيه للرئاسة وفي مقدمة الجميع ابناء محافظه تعز الذين تعرفهم جيداً وعاشرتهم طويلاً قبل ان تكون رئيساً خلفا لشهيد و القائد الرمز ابراهيم الحمدي , ابناء تعز الذين تكافئهم اليوم و ترد لهم الجميل وعلى مدى اكثر من سته اشهر بالقتل و الإباده الجماعية و سياسة الارض المحروقة عبر حصار مدينتهم الحالمة تعز التي لم تنال على يديك سوى الخراب و الدمار الذي تقوم به قواتك الاجرامية عندما طالت صواريخ الكاتيوشا وقذائف الدبابات والمدفعية و مختلف انواع الاسلحة وفي مقدمة ضحاياها الاطفال والنساء والشيوخ والابرياء الذين اصبحوا اهدافاً سهلة لقناصة ميلشياتك الاجرامية , ابناء تعز وغيرهم الذين كانوا السبب في ان تطلق عليك الشعوب العربية بفارس العرب عندما تدخل قاعة اجتماعات الجامعة العربية تتبخر كالطاؤوس بعد كل حرب ظالمة تشنها اسرائيل ضد الفلسطينيين و تقوم انت رداً على ذلك بحشد اكثر من مليونين من اليمنين في ساحة السبعين . و عندما شاهدك المواطن العربي اطلق عليك تلك التسمية (( فارس العرب)) و اليوم تحولت من فارس العرب الى عدو ظالم لليمنين و في المقدمة سكان تعز . ما زلت اذكر مقابلتي لك لمرتين متواليتين على ضوء دعوتك لي في مقر اقامتك (المعاشيق) شكرتك خلالها على تعليماتك بإخراج المقتحم لمنزل الشهيد صالح ابو بكر بن حسينون واعاده ترميمه بعد حرب صيف 94م وتسليمه لأبنائه خاصة وانهم لا يوجد لديهم منزل اخر للسكن , شكرتك على ذلك حينها . كان عندهم سكن في البريقة استولى عليه المتنفذ عبدالعزيز الذهب بعد 94م ولازال معه بعد ان قام بهدمة و بنائه من جديد . في نفس اللقاء طرحت لك وجهه نظري صراحة في كثير من القضايا وبحضور العديد من المسؤولين ومن بينهم عبدالعزيز عبد الغني وعبدربه منصور هادي و سالم صالح محمد مستشارك السياسي . قبل حادثه جامع النهدين وجهت اليك عدة رسائل عبر الصحافة المحلية قلت في احداها لو استخدمت كل مواهبك وذكائك وكل منجزاتك المتراكمة لخدمة الشعب اليمني لأصبحت اعظم رئيس شهده الوطن العربي . وقد استبشرت خيراً عندما شاهدتك في تلك المناسبة وانت تسلم العلم لنائبك عبدربه منصور هادي على ضوء المبادرة الخليجية ,غير ان الامور قد سارت بما لا تشتهي السفن و اوصلت اليمن واليمنيين الى ما نحن عليه ، كما لا زلت احتفظ بتلك الرسالة التي وجهتها لك قبل استهدافك وكانت بعنوان : هذه اخر رسالة كتبتها وانا في حالة من الحزن طلبت منك التنحي عن كرسي الرئاسة على ضوء ما تعرضت له انتفاضة شباب التغيير عام 2011م من خراب ودمار للأرض والانسان في اليمن واذا كنت قد طالك عذاب الدنيا فأن عذاب الآخره هو الاعظم وفي انتظارك يوم لا ينفع فيه مال ولا بنين .