تلوح في الافق بوادر لحلحة الازمة اليمنية والخروج من دائرة الصراع المسلح عن طريق الحل السياسي بقناعة ترسخت لدى كل الاطراف المتحاربة بعد 8 أشهر من حرب طاحنة الكل فيها مهزوم وان الحسم السياسي صعب تحقيقه كما انه من الصعب استبعاد أي طرف من اطراف النزاع من المشهد السياسي وان الاحداث على الارض تسير صوب المزيد من الخراب والدمار لحياة اليمنيين وتفاقم المشكلات الاجتماعية بأبعادها المنطقية والمذهبية واسقاط ما تبق من مقومات الدولة ودخول اليمن في دائرة الصراع المظلم حقائق ادركها الجميع استدعت منهم تقديم التنازلات لمصلحتها بالبقاء في المسرح السياسي وعدم فقدان كل شيء ومن جانب اخر رفع المعاناة على الشعب واهم ما في ذلك الحفاظ على وحدة اليمن. والاتجاه الذي يتمسك به الطرف الشمالي المتمثل بالحوثي والمخلوع (الانقلابي) والطرف الشمالي الشرعي داخل الشرعية حكومة هادي (المخلوعين من المخلوع) ... جنيف2 مكسب سياسي للطرف الشمالي (الانقلابي والشرعي) للحفاظ على وحدة اليمن (الوحدة او الموت) كون مرجعيته المبادرة الخليجية والقرارات الاممية التي جميعها تؤكد الحفاظ على وحدة اليمن ودعم شرعية حكومته وجميعها اقفلت او تجاهلت قضية شعب الجنوب ولم يكن هناك خط رجعة في هذا الخصوص ولاسيما قد وضح المبعوث اممي السابق السيد جمال بن عمر حقيقة الواقع في الجنوب وها هي نفس المواقف تتكرر مع المبعوث الجديد ولم تكن هناك اية محاور فتحها لحل الازمة اليمنية بالتعاطي مع المشكلة الرئيسية وهي القضية الجنوبية وهو ما لا يمكن بحثه في لقاء جنيف2 كون لا تمثيل جنوبي حاضر ولا يمكن ان تكون القضية الجنوبية حاضرة وان كانت بطريقة شخصية في جنيف1 على انها ليست بندا في بنود المبادرة الخليجية او حتى تم الاشارة اليها في القرارات الاممية ..فالرئيس هادي غير قادر على احداث اختراق في المسار السياسي والاقليمي والدولي ..وجاء وفد الشرعية في جنيف2 منسجما مع وفد الانقلابين وتوجهاتهم بالتمسك بالوحدة ،فالصفة الغالبة على جنيف2 مباحثات شمالية لرسم تحالف شمالي جديد الى ما بعد الحرب وان كانت توجد شخصيات جنوبية داخل طرفي الوافدين ولكنها محكومين بالمرجعيات القائم عليها اللقاء وبصفتهم الشرعية لدولة الوحدة الانقلابية ولا يمثلوا شعب الجنوب فتنازل الطرف الشمالي الانقلابين لطرف الشرعية المضغوط من جهة الجناح الشمالي بداخله من اجل ابقاء الجنوب تحت مظلة صنعاء ولا يمكن لاحد ان يحمل المسؤولية الرئيس هادي فهو اكثر من غيره واقف بعمل جاد من خيارات شعب الجنوب لأنه يدرك ان الجنوب محتل من القوات الشمالية وهو ايضا مقيد بالشرعية الدستورية والشرعية التوافقية لنظام صنعاء والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الامن وجميعها مع وحدة اليمن فأستطاع الرئيس هادي دون ان يثير ضجة او يخالف تلك الشرعيات من احداث اختراق حقيقي وشق التحالف الشمالي وفك طلاسم اللعبة الشمالية بالصراع المسلح بينهما وهو ما اضعفها سياسيا وعمل في نفس السياق على تحرير الجنوب من الاحتلال الشمالي بأسم التحالف وهو انجاز عظيم لهادي بكسر التعتم الاعلامي والسياسي على وجه الخصوص الخليجي ضد قضية شعب الجنوب طيلة نضاله الحراكي السلمي والكل يعذر الرئيس هادي كونه في موقع يتحتم عليه التصرف كرئيس شرعي لدولة اليمن الموحد مع ذلك اشتغل بهدوء تام وحنكة عالية من اقتراب شعب الجنوب الى تحقيق حلمه بأستعادة دولته فعلى هذا الرجل العظيم ان يواصل المسيرة وامساكه بالعصا بين الوسط بشرعية دولية اقليمية لدولة الوحدة خدمة لشعب الجنوب في طرفها الاخر بان يمكن ابناء الجنوب من زمام السلطة في المحافظات الجنوبية المحررة وغير المحررة حتى يتمكنوا من اعادة بناء المؤسسة العسكرية والامنية الجنوبية بأسم الشرعية تحسبا للمجهول القادم وعلى محافظ عدن العميد عيدروس وقائد الشرطة والامن العميد شلال البدء في بناء المؤسسة العسكرية والامنية بفتح معسكرات استقبال وتدريب شباب الجنوب في كل مديرية ترغبا لتعيينات للرئيس هادي في بقية المحافظات الجنوبية من محافظين ومدراء شرطة وامن على قرار عدن ..فأجعلوا الشماليين يتباحثون فيما بيتنهم في جنيف لرسم تحالف شمالي قادم ضد الجنوب ونحن هنا نتوحد ونسيطر على الارض لنضع جنيف3 ما بعد الحرب بمباحثات شمالية جنوبية لتقرير المصير..