للحرب أوزارها , وكانت عدن أهم ساحاتها , ودون الولوج في عمق المعاناة , تنطوي صفحة الأحداث المؤلمة من قتل وهدم وتشريد، وتعالت أصوات المتنافسين وشركاء المعارك ، والحق أن كلاً منهما حقق انتصاراً يقدر بقدره ، ولكن الفطن من يتدبر الأحداث ويدرس مجرياتها ويخبر مواطنها ويستنتج دروسها ويستلهم العبر منها ,بالمختصر عدن تتعافى وتطوي صفحات الهاجس الأمني برجالها ممن خاضوا معارك هذه الحرب ودحروا الطغاة ضد من لا يريد لعدن أن تستقر وان تكون مثالا طيبا لمشروع وطن ينتزع سيادته من مخالب الفساد والاستبداد والطغيان والإرهاب , ليبني دولة ضامنة للحريات والعدالة دولة النظام والقانون . كان لشهيدنا المحافظ جعفر محمد سعد دورا رائد في الاستقرار قدم حياته فداء لعدن والوطن وعلى دربة يواصل رفاقه في النضال عيدروس الزبيدي وشلال علي شائع على خطاه ,تكتسي عدن بثقافتها وسلوكها المدني ترك شبابها سلاحهم بإرادة وفرضوا تطبيع الحياة في عدن , هاجس الأمن بدأ يزول من على كاهلنا بالتدريج , بدأت مظاهر الدولة تتشكل في الشارع العام , رجل المرور ورجل الأمن تحية وجلال لهما في شوارع عدن ينظمون إيقاع الحركة والحياة , رغم أن بعض مركز الشرطة لم تنعش بعد من الموت المتعمد وتهيئ لأداء دورها المناط , لازالت أكوام من الخراب والدمار تذكر الناظر بماسي الحرب ومآزرها , متى تتحول لمصدر اطمئنان وملجئ لكل مظلوم وخائف ومرعوب ,ومصدر قلق للمجرمين واللصوص والإرهابيين , اشعر بتفاؤل لأنني أتلمس جهودا تسعى نحو ذلك , والشراكة المجتمعية مطلوبة فعدن ملكا للجميع والجميع مسولا عن أمنها وسلامتها واستقرارها . المعاناة لازالت وهي كثيرة , تجار الأزمات مصيبتنا , الغلاء عكر صفوت حياتنا , الراتب صار هم والبحث عنه نكد وجهود مضنية , سيتعافى حالنا بعد أن تتمكن الدولة ومؤسساتها من قبضة أمور الحياة ,ولكني أشير هنا لمعاناة تؤرق حياة المواطن في عدن معاناة لازالت تجرنا لزمن الحرب والحصار على عدن وهي الغاز المنزلي , هذه السلعة الهامة والضرورية للطبخ أي للقمة وتجهيز الغذاء للأسرة , معاناة فاقت قدرة الصبر والتحمل , جعلت المواطن يحلم في ليله ونهاره بدبة الغاز خاصة أذا ما فرغت من محتواها وبدأ مشوار البحث عنها في الشارع أي في السوق السوداء التي برزت اليوم من خمسة ألف إلى ستة ألف ريال , وفي الحي ينشط البعض ولهم الشكر لتجميع دبب الغاز وتعبئتها بسعر2500 إلى 3000 ريال وتمر من مسئول عن المدينة وأخر عن المنطقة إلى آخرين عن الحي , وهي جهود خيرة وتقدم الخير للمواطن لكن بعضهم اعتبرها تجارة واستثمار فرآكم معاناة الناس وزاد من عبئهم المالي بارتفاع السعر ,كثيرين يسألون من هي الجهة المسئولة عن ارتفاع سعر دبة الغاز وغيابها لفترة ثم تكدسها في الشوارع وبسعر السوق السوداء . ينتظر المواطن أن يتعافى حاله في عدن , وتشدد الرقابة عن الأسعار وتمنع الجشع وتحارب المتاجرين بأزمتنا ومعاناتنا , ومنها دبة الغاز , احدهم يقول من الم لم نطبخ غير وجبة الغذاء , والقراع ناشف روتي وزبدة وجام , ونستغني عن العشاء , والبعض الأخر استخدم الطباخة الكهربائية ولها أضرارها على الأسرة وتشكل خطرا في استخدامها , خاصة والموجود في السوق أنواع رديئة الصنع , وعاد البعض للطباخة بالذبالة والجاز والحطب وكلا له أضراره وتسبب أمراض التنفس والبحث عن علاج وهو عب يضاف إلى الأعباء . هذه معاناة لازال يعاني منها المواطن في عدن ومطلوب الوقوف الجاد أمامها ومعالجة الخلل ومنافذ الفساد فيها ليستقيم حال عدن و تتطبع فيها الحياة , و تضامننا مع اخواننا في المناطق المحاصرة في تعز والمناطق الوسطى وصنعاء , وما يعانوه من حصار وتجار السوق السوداء وتجار الأزمات ومستثمري المعاناة , وقريبا سينتصر الوطن وستنفرج حالهم ويفك حصارهم وسينكشف المجرمون وطواهيش زمن الحرب اللعينة والله على كل شيء قدير .