طموحنا اليوم في عدن استعادة الحياة التي فقدناها بالحرب اللعينة , التخلص من أثارها النفسية والمعنوية على الإنسان والمادية على الأرض رويداً رويدا فل نخطو خطواتنا الأولى لتستعيد عدن روحها كمدينة المدائن بسكانها ببنيتها بمعالمها بجمالها بثقافتها بمدنيتها , يسأل الكثيرين من أبناء هذه المدينة السباقة بالنهوض والرقي في المنطقة مدينة التعايش والحب والسلام متى تطبع فيها الحياة وتضبط إيقاعاتها لنستعيد حياتنا الطبيعية ؟ وتستعيد عدن رونقها الأخاذ و ألريادة في تعزيز النظام والقانون لإرساء العدالة والمساواة والحرية . انتصرت عدن ببسالة شبابها المناضل الشباب الطامح لمستقبل أفضل , ذلك الشباب الذي يعرف جيدا أهمية ومقدار مدينته الفاضلة و يعشقها , يريد لها أن تزخر بنواصع أحلامه الوردية التي في ذهنه , يريد لها أن تستقر وتستقيم فيها الحياة , ليتخلص من الألم الذي ينتابه كلما تذكر انعدام الحياة في شريان المدينةعدن , * مدارسها مغلقة هل حان الوقت لفتح المدارس وتهيئتها لتستقبل الطلاب لتتغذى عقولهم بالعلم والمعرفة , وتستعيد نشاطها ويتجدد النشاط الطلابي للأطفال والشباب ليشعرون بإنسانيتهم وتتحسن مشاعرهم التي دمرتها الحرب , استعجب على بقاء المعسكرات والمخيمات والسجون داخل المدارس , بعضها لا زال يهدد ألاحيا السكنية بتواجد الأسلحة الثقيلة والخفيفة , في الوقت الذي تحررت عدن وبتحررها تنتقل تلك المعسكرات والسجون لمواقعها الرسمية , لنعطي فرصة للطلاب بالدراسة التي ستطبع الحياة العامة في المدينة . * الأسعار ارتفعت عندما كانت عدن محاصرة والسلع منعدمة وتسويقها لعدن مكلف بحكم خطورة الطرقات والتنقل , كل هذا زال وبقت الأسعار كما هي بل بعضها ازداد ارتفاعا , بفضل تجار الأزمات وجشعهم الذي رآكم المعانات وعكر فرحة النصر فهل حان وضع الحلول والمعالجات لرفع هذا الكاهل على المواطن ليشعر بأنه تجاوز الحرب وطوي صفحتها . * وللإعانات والإغاثة حكايات وشكاوي وانين في عدالة التوزيع وسلامة التخزين وجودة السلع , تصل للمواطن بعد انتهاء فترة الصلاحية , وبعض المناطق استلموا وآخرين حرموا , لو تطبعت الحياة لا نحتاج لها سنكون قادرين على التسوق. * لا يمكن تطبيع الحياة دون مباشرة الموظفين لإعمالهم , ونلاحظ ان هناك تقاعس ولامبالاة من قبل البعض في تطبيع الحياة في عدن وهي مسؤولية الجميع وخاصة في المرافق الخدمية كالبنك لتنشط حركته البطيئة اليوم , والبريد والكهرباء والاتصالات والمياه والنظافة والمجالس المحلية حيث يعاني المواطن اليوم من متابعة قضاياه فيها أذا ما حصل خلل لديه , وأكثر احتياجا للمواطن هي الصحة وتوفير العلاج وهي أهم مقومات التطبيع فهل تعطى اهتمام لكل ذلك . * كل هذه المعاناة تهون أمام استلام الراتب مصدر الدخل الوحيد لأبناء هذه المدينة المسالمة , وللبريد حكايات ومعاناة و وجاع تجعلك تعيش الحرب ومآزرها , في البريد امتزجت المعاناة بالاستغلال واستثمارها لضعفاء النفوس بالفوضى المصطنعة لذلك , لم تفتح كل المكاتب او معظمها لتمتص كثافة المستفيدين , الفوضى جعلت كبار السن والنساء والمعاقين يقفون في طوابير تمتد لأكثر من يوم ويومان لاستلام معاشاتهم , وكثر السماسرة ومستثمري الأزمات لصالحهم الخاص وللأسف ممن يدعون أنهم مقاومة وينظمون العمل بمبدأ ( حاميها حراميها ) ثرنا على واقع سيء لتغيره واذا بالفساد يفرض عليك واقعه وكأنك (يأبوا زيد ما غزيت ) لنحمي أنفسنا قبل ان يتوغل الفساد من جديد في حياتنا ويبدد أحلامنا وأمالنا نحاربه كمبدأ وقيم وأخلاق نرفض التعامل من خلاله ونحاسب او نمقت رجاله وأدواته . * القلق يشغلنا من انعدام الغاز المنزلي للطبخ من حين لأخر و وقود السيارات الذي ترتبط أسعار السلع والخضار واللحوم والسمك بمعدل ارتفاع سعره فتنشط فيه عصابات السوق السوداء وتستثمر الأزمات لتنهش حياة المواطن البسيط ان استلم راتبه بعد جهد جهيد لا يكفيه أسبوع او اقل فكيف أذا تمحى أثار هذه الحرب اللعينة , ونحن ضحايا تجار الأزمات ومستثمري المعانات . لابد من تكاثف الجهود كلا في موقعه لتطبيع الحياة لتستعيد عدن روحها ورونقها الأخاذ لتهدى عدن ويهدى سكانها الطيبين , لتستمر الحياة وينتهي الموت , لنعيش بسعادة وهناء ونطوي صفحة الحرب اللعينة إلى غير رجعة , لنتفرغ للعمار والتعويض , لتنير عدن من جديد بقناديل الحب والوفاء والإخلاص والتعايش والسلام , لننهي معاناتنا ونطبب جراحنا وتستقيم نفوسنا حتى نكون قادرين وعلى استعداد تام لنبني عدن وتنهض وتعلوا في سماء العصر كميناء حر ومركز تجاري عالمي يقدم خدماته للعالم لنكون رقم صعب في المنطقة والعالم كما عرفت عدن