إن التاريخ العربي مليء بوقائع تبين مدى أهمية الثقة بالنفس. فقد روى المؤرخون العرب أن التتار كانوا يدخلون في حرب نفسية مع الشعوب التي يغزونها فيقومون ببث جواسيس لهم بين الجماهير لتحطيم روحهم المعنوية عن طريق نشر الإشاعات عن مدى قوة التتار ومدى بطشهم. ولذا حينما كان التتار يدخلون إحدى المدن، كان سكانها يفرون، أما من بقي منهم، فقد بقي وهو عبارة عن هيكل، جسد دون روح. الدكتور عبدالوهاب المسيري يا إخوتي واهلي في الجنوب اننا نودع عام 2015 م ونحن مثخنين الجراح بفقداننا كوكبة من خيرة شباب الجنوب ان ذاكرتنا وتاريخنا الوطني لن ينسى شهدائنا الشجعان من قضوا نحبهم على مذبح الحرية والاستقلال الوطني في جبهات الشرف والبطولة بدفاعهم المستميت عن الوطن ويحدونا الامل بعام جديد يكون بوابة لتحقيق اهدافنا الوطنية.
بهذا الوقت العصيب من تاريخنا يحتاج منا الوطن عمل خالص للحفاظ على مكتسبات الثورة الجنوبية السلمية والمقاومة الوطنية ووفاء منا وعرفان لأرواح الشهداء البررة، يجب ان يقوم الجميع بكل ماهوا واجب لكسر شوكة العناصر الاجرامية في المحافظات الجنوبية عامة وعدن خاصة اذ يمثل ذلك افشال لمخطط المسيرة الشيطانية وعفاش واذنابهم المتواجدين في عدن وشبوة وحضرموت ولن يكون ذلك بغير تكريس العمل السياسي الحقيقي ووحدتنا المجتمعية بدعم جميع قطاعات المؤسسات الامنية الجيش والشرطة والمدنية كذلك وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني في عدن خاصة والجنوب عامة ،هدفنا دفع جميع الشباب الى جميع مؤسسات الدولة في محافظات الجنوب لتكون لنا قوة ضاغطة في المستقبل.
يجب اليوم ان يخرج الجميع من حالة التوهان ونعمل وفق معطيات الواقع حتى لا نضيع بكثر التفسيرات والتحليلات اللا منطقية يجب ان نحافظ على ماهوا بأيدينا العاصمة عدن ووحدة ترابنا الوطني، يكون ذلك بوقف انهيار عدن وافشال مشروع تقسيم الجنوب الى اقليمين شرقي وغربي. ما يعني تقسيم لوحدة تراب الجنوب ودفن احادية الهوية الوطنية الجنوبية التي تجمع الناس من المهرة الى باب المندب.
هناك مشروع لفرض هويتين وطنية في اقليم عدن واقليم حضرموت لكي تنتهي القضية الجامعة للجنوبين بقتل هويتهم الجامعة وتقسيم احادية الجغرافيا السياسية وهذه القوى ما زلت حاضرة بقوة وتملك جميع الادوات لعمل ذلك.
نحن لن نستطيع افشال مؤامرة التقسيم بغير دعم المحافظ عيدروس الزبيدي والعميد شلال علي شائع بشكل عملي في عدن ودعم اخواننا في حضرموت وشبوة وابين بمنهج العمل على تكريس الوحدة المجتمعية والعمل على نهضة المؤسسات في المحافظات الجنوبية يكون ذلك في الابتعاد عن الشعارات الكاذبة.
اذا حافظنا على عدن وافشلنا مشروع الاقاليم نكون قد حققنا نجاح مرحلي كبير بهذه الظروف السياسية الصعبة في هذه المرحلة أعدكم اننا نسير على طريق الاستقلال الوطني بخطى ثابتة واذا لم نحقق ذلك ستضيع أحلامنا وآمالنا بضياع عدن والجنوب ودماء الشهداء بشكل أبدي وبعدها نندب حظنا .
المؤامرات مازالت كبيرة والقوى السياسية المعادية للمشروع الوطني تعمل ونحن يجب ان لا نغفل عن ذلك وننشغل ببحثنا عن المناصب والمصالح الذاتية لنبتعد عن الهم الجمعي للجنوبيين .
الوقائع والمتغيرات السياسية تقول يجب ان يتم تكثيف العمل الوطني على جميع الجبهات والاهم من ذلك ترتيب البيت الداخلي والعمل على توحيد القوى الوطنية الجنوبية للخروج بمجلس وطني جنوبي موحد يمثل المحافظات الجنوبية ال6 وترسيخ العلاقات السياسية مع دول التحالف العربي.
عندما ننجح بتحقيق هذا العمل نستطيع فرض امر واقع بجميع المحافظات الجنوبية كقوة سياسية مهيمنة على الارض بعدها من الممكن وضع خارطة طريق للعالم.
هنا سيجد العالم حالة صحية كان يبحث عنها منذ زمن نموذج الكيان السياسي المنتظم اجتماعياً سياسياً ميدانياً المسيطر على الارض , وبغض النظر عن المشاريع التي يحملها هذا الكيان ولكن الواقع يقول ان التعامل مع الكيان السياسي المنتظم أمن من التعامل مع الكيان الفوضوي الخطر, وفي نهاية المطاف لاتوجد ثوابت مقدسة في السياسة الدولية ولكن توجد متغيرات ومصالح والعالم يتعامل مع المتغير ومن يستطيع فرض المتغير السياسي والواقع الجديد على الارض سيكون المنتصر بقانون السياسية الدولية وهناك الكثير من الامثلة العملية على ذلك في القانون الدولي والعرف السياسي للعالم المعاصر.
يا ابطال المقاومة واخوة الكفاح اننا نجدد العهد الوطني : سنقسم اننا سنعيش من اجل شرف وكرامة امتنا ودعم أخوتنا ووحدتنا الوطنية ووحدة ترابنا واستقلالنا الوطني. لن نخون الوطن ولن نركض وراء الشهرة والمال والرياء نقسم اننا سنكون مخلصين للقضية الكبرى. نقسم ان يكون جميع ابناء الوطن شركاء في الكفاح من اجل العدالة والحرية والمساواة. سنقف امام كل الظالمين وسنطهر جسدنا الجريح من السوس التي تنخر الوطن هناك طريق واحد لتسير هذه القضية ان لا نكون ظالمين ولن نقف مع الظالمين ضد المظلومين تحت اي حجج ومسميات. سنعمل مع جميع الشرفاء على تكريس منهج التوعية السياسية والاجتماعية من مخاطر التفكك الداخلي.
اخواني واهلي في ربوع جنوبنا الحبيب : لا تنسوا ان هناك فجر لكل ليلة مظلمة هناك ربيع لكل صيف هناك قدرة عظيمة ويد عظيمة تحول الاحزان الى افراح والظلمات الى نور هناك قوة اخرجت يوسف من السجن وجعلتة سلطاناً على مصر. استعينوا بالله واصبروا والله معنا..