ثمانية أشهر مرت والضالع بلا كهرباء ولا نور الا نور الحرية والتحرر من أغلال الظلم والاستبداد ..أجل مصابيح الحرية اقوى بكثير من أي نور على هذه المعمورة ولا ظلام اشد واقسى من ظلام الظلم والاستعباد ..الضالع بلا كهرباء غير أنها حرة وتعيش حياة كريمة وامنة ومستقرة ويكفي بحسب أحد شبابها أنها نظيفة وطاهرة من جنود الاحتلال الهمجي الارعن وأهل الكهوف ..رجال المقاومة في الضالع بلا رواتب ولم يستلموا حتى اللحظة سوى خمس مائة رريال سعودي والبعض الف وتلك مكافئة النصر ودحر المليشيات وهي كل ما حصل عليه رجال المقاومة في الضالع وهذا الأمر لا يهمهم أبدا بقدرما يهمهم المحافظة على الإنتصار العظيم وحراسته في الليل والنهار .. تسأل أحد أبناء مدينة الضالع عن همومهم واحتياجاتهم وأضرار ما خلفته الحرب فيحدثك عن الملاحم البطولية التي سطرها الأبطال في العرشي والخزان والمظلوم والسوداء والجرباء ولكمة صلاح ويذكر لك قائمة من الشهداء كالبطل علي عبد الإله وعمر ناجي وأحمد هادي الجبل وعلي الرجال وفارس الضالعي وهيثم الدب وعبد الفتاح السكري واياد الخطيب وصدام الدبش والقائمة طويلة ولا يستع المكان هنا لذكر أكثر من ثلاث مائة وثلاثين شهيدا ضالعيا لكنهم في قلوبنا وعقولنا باقون مدى الحياة ..بفخر واعتزاز تحدثك أمهات الشهداء عن ليلة الرابع والعشرين من مايو وهي ليلة النصر العظيم وكيف وثب الأبطال كالأسود الى ساحات الوغاء وأسقطوا كل المواقع وطردوا المحتل من الضالع كل الضالع .. في الضالع لا يتحدث الناس كثيرا عن المعونات الاغاثية وعن فرص ما بعد النصر من المشاريع والوظائف وخلافه بقدرما يتحدثون عن شهدائهم وجرحاهم وأسراهم وعن مستقبل الجنوب في ظل كل المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية كما أن لا حديث للناس في هذه المدينة أهم من أمن عدن واستقرار عدن وعودة عدن الى أيام كانت عدن عاصمة دولتهم الديمقراطية الشعبية ..تسأل أحدهم عن خدمات الكهرباء وكيف هي أيامهم في ظل الغياب الطويل للتيار الكهربائي فيرد عن سؤالك بسؤال عن عدن وكيف أصبحت الخدمات فيها وما اخر التطورات الامنية ..
وباللهجة الضالعية اللذيذة يناقش الناس في مجالسهم جملة من مشاكل مدينة عدن ولا يتوقف الحديث عند عرض المشاكل والتحديات وكشف مخططات نظام صنعاء جديده والقديم بل يمتد الى داخل اسوار الإجتهاد في وضع الحلول والمعالجات للملف الأمني والملف الاقتصادي والخدماتي وبصدق يتعهدون بتقديم أرواحهم من اجل عدن ..تسأل أحد رجال المقاومة عن مقدار راتبه ووضعه فيرد عليك بسؤال عن أوضاع شباب المقاومة في عدن وأين وصلت اجراءات دمجهم بالجيش وذلك هو الإيثار بعينه .. ساعة سماعي نبأ المحاولة الفاشلة لاغتيال قيادات المقاومة الجنوبية اللواء عيدروش وناصر وشلال كنت في الضالع بين مجموعة كبيرة من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والعسكرية والشباب وكان الجميع يتحدث عن ضرورة اليقضة الأمنية والاصطفاف في وجه العناصر المخربة والخارجة في أهدافها وأفكارها عن اهداف ثورة الجنوب ومطالب شعبه، وكانوا يبحثون عن حلول طويلة الأمد لمشكلة اختفاء مادة الوقود في عدن .. وبعد الاطمئنان على سلامة اللواء عيدروس وأصحابه قال أحد الجالسين بالقرب مني "أن عملية الاغتيال الفاشلة لم تستهدف قيادة السلطة المحلية اللواء عيدروس والعميد شلال ومعهم محافظة محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي بصفتهم قيادات السلطات المحلية في عدنولحج انما كان العمل الغادر يستهدف روح المقاومة الجنوبية وابرز قياداتها وذلك هو الجزء الثالث من مسلسل الاغتيالات الذي انطلقت أول حلقاته في العام 1990م باغتيال العميد ماجد مرشد مدير الدائرة السياسية في وزارة دفاع اليمن الديمقراطية ..
ويؤكد أخر تلك الحقيقة باستفهام عن عدد الأعمال الارهابية التي استهدفت قيادات شمالية أو حتى حاولت ولو محاولة فاشلة ونحن نرى قياداتهم يسرحون ويمرحون هنا وهناك وليس ثمة ما يقلقهم وأي قاعدة تلك التي تستهدف فقط القادة الحقيقين لثورة الجنوب ومقاومته الباسلة ..؟ ويختتم ضالعي أخر جلسة النقاش تلك بقوله "الأجوبة يعرفها الأطفال و مخططات صنعاء مكشوفة ومفضوحة غير أن ما لا تعلمه صنعاء أن الضالع ومعها كل الجنوب ستحمي النصر وعدن ولا أولوية أهم وأكبر من أمن عدن واستقرارها .. وللحديث بقية مع الضالع ..