مثل كرة الثلج تتدحرج رغبة اليمنيين في ايقاف اصوات البنادق وتكبر عند كل منعطف يتوقفون فيه لالتقاط صور لقاءاتهم لم يعودا مختلفين في ان ملك الموت لايفتش في الهويات ولا ينتقي زبائنة انه يرسم خارطة الاشلاء من كل الاجساد اطفال وشيوخ نساء ورجال ومن كل الطبقات - دون تميز عنصري او طائفي - ..! وحيث تسكن الاهات والانات والدموع تندح من فم الاحلام امنيات صغيرة بدات تكبر بكبر المسئولية الملقاة على عاتق من يمتلكون مفاتيح ملفات الحرب والمتحاورون لقد تعلق اليمنيون بتلك المفاوضات في جنيف 1 مع انها لم تفضي لشيء غير اتفاق على استكمال ماتم البدء به عبر جولة مفاوضات جنيف 2 التي انتهت هي الاخرى وقد تعلقت القلوب والافئدة بالجولة الثالثة التي كان مخطط لها ان تقام في اديس بابا ويجري التحضير لها مؤخرا لتلتئم في دولة الكويت ،وبعيدا عن المكان فان الزمان هو الاهم اذ لم يعد بمقدور الوطن ان يستحمل مزيدا من الدماء ولا من الجوع ولا من البرد التي باتت وجع يضاف الى الاوجاع الاخرى حيث يرقد الالاف من اليمنيين في مدن النزوح التي ليس فيها اي مقوماة الحياة سيختلف اليمنيون كعادتهم لكنهم اليوم اكثر اتفاقا على نقاط حملوها في كل مفاوضاتهم وهي توثق لحسن النية وبداية ترميم للثقة التي كانت منعدمة ومن اهم تلك النقاط التي يضعها المتحاورون في ملفاتهم من الجولة الاولى الافراج عن الاسرى، الالتزام بشروط الهدنة المزمنة لايصال الادوية والمواد الاغاثية بما يعني ان الجميع يستشعرون وجع تلك الملفات الانسانية ومع ان الكتير ممن كتبوا وحللوا وفندوا قد ذهبوا الى ان الرؤية لاتزال ضبابية وغائمة الا انني ومن تحليل شخصي ارى غير مايرون مستندا في ذلك الى مجموعة اسباب حيث ارى ان الحل لايقع بيد احد بقدر ماهو بيد الحوثيين الذين عليهم اليوم ان يقرأوا الوضع بشكلة الصحيح من حيث ان العالم لازال مجمع على شرعية عبدربه منصور هادي وحكومة بحاح ومن حيث انهم ليس اكثر من انقلابيين لم ولن يتعامل معهم العالم بشكلهم وهيئتهم الحالية ومازال يمنحهم فرصة بعد اخرى ليكونوا قوة فاعلة في اطار دولة اتحادية لن تقصيهم ولن تمنع مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية التي يزمع قيامها بعد عملية الاستفتاء على الدستور والعودة الى مخرجات الحوار الوطني الذي يشكل اجماع كل القوى اليمنية لقد عرف الحوثيين وصالح وتيقنوا انهم قد فشلوا في ادارة الدولة وفشلوا في الاتيان بحكومة تستقيم في ظلها المؤسسات وتوفر الخدمات وجعلوا من الوطن خارطة بندقية يسود فيها البارود واصوات الرصاص وتغيب الخدمات من ماء وكهرباء وصرف صحي وعيش وكرامة وحرية.. الخ ناهيك عن الاقتصاد المتفالت وانعدام السلع الضرورية في ظل الحصار الذي يفرضة العالم على كل وسائل النقل برا وبحرا وجوا وهم حين كانوا يظنون ان بامكانهم العيش والاستمرار بغياب البعثات الدبلوماسية والتمثيل الدولي فانهم انما كانوا يستندون الى نمط العيش الذي كانوا علية في كهوفهم خلال سنوات الاقتتال الداخلي لكن حين ذهبوا الى المدينة تبين لهم ان الامر مختلف لاشك لدي ان مفاوضات اديس او الكويت -التي تأجلت الى نهاية يناير- لن تخرج عن اطار الشد والجذب والتصريحات الجوفاء والتمنطق خلف عبارات العناد وادعاء البطولات لكن في نفس الوقت سنجد ان شيء ما قد تغير وهو المتمثل في ثبات الوفد الحكومي على تنفيذ القرار 2216 في ظل استمرار الدعم الدولي للقرار وحتما سينخ الحوثيين وصالح الذين يواجهون مقاطعة دولية وموت يأتيهم من كل مكان حيث تشتد المعارك في كل الجبهات مع دعم دولي واقليمي سخي دخلت فية المعارك اسلحة متطورة وحديثة كما تتواصل الحشود الشعبية من كل حدبا وصوب .ياتي هذا فيما يقاتل الحوثيين باسلحتهم المتخلفة والتي تتعرض مخازنها للقصف اليومي فكم ياترى ستصمد هذه الاسلحة وكم مخزونهم منها؟. اسئلة يوجهها قادة الحرب لانفسهم وترسل رسائلهم للمتفاوضين .لم يعد بامكاننا ان نصمد اكثر ومن هذه النقطة الاخيرة الى جانب نقاط الاقتصاد وتضخم العملة وغياب الخدمات سيجد الحوثيين بلا صالح ان امامهم خيارين اما البقاء في اطار دولة يكون فصيل سياسي فيها او التشبث بالكعكعة كاملة حتى تنتزع منهم كاملة اما صالح فلا امل ان يكون صالح وليس من الصالح بقاءه في الوطن حتى لا نفقد ماتبقى من شي صالح وللحديث بقيه