لا تلمني وأنت السبب , كنا معا شركاء في حوار , لنتفق ونتوافق على نظام و وطن نعيش فيه ونتعايش , كنا معا نتراشق بالكلمات ونتجادل بالرؤى والمشاريع , نحلل , ونفسر ,ونضع الضمانات والحلول , كان الهدف هو تحيد العنف والسلاح , لتجنيب الوطن الحرب , الموت , الدمار , لكنه حصل وللأسف , والكل يعرف من هو السبب . كلنا ننظر بعين فاحصة ونستوعب ما يدور حولنا , هل ستجري في عروقكم الشجاعة لتقولون خدعنا في رهاننا على الحوثي , في ظلم باسندوة وحكومته , التي كانت تعمل في ظرف استثنائي وبيئة ملطخة بالفساد , كانت في مواجهة حقيقية مع الماضي لتجريف عفنه وفساده وقذارته لترسي قاعدة لمستقبل منشود, ومن المعروف ان تحريك بركه من الوحل تنبعث منها الروائح والقاذورات وتبرز الحشرات الضارة والقاتلة , وما حدث كان طبيعيا للتفاعل الحادث بين الخير والشر , وللأسف البعض لم يتمكن من تجاوز الماضي علق فيه ومثخن بالحقد والضغينة حركته أمراضه القديمة , وأخر له أجندات معروف ارتباطاته الإعلامية والسياسية , فانجروا جميعا للشر , ومن سخريات القدر وجدوا أنفسهم حلفاء الماضي العفن ,أعداء للتغيير والتحول المنشود , اليوم نشعر فيهم تأنيب الضمير , في تمتمتهم الخجولة لنقد الحوثي وانتهاكاته , لكن لم تصل بعد لموقف راسخ من قضية الوطن والتغيير وبناء الدولة . يتحججون بالعدوان , ويتهمون الأخر بالعمالة , هل فيهم الشجاعة لينظروا بمنظار خالي من التعصب , ليعودوا للماضي ومن جلب الخارج ليكون وصيا على اليمن ,في المبادرة الخليجية التي نتفق معهم أنها كانت إنقاذ لقوى النفوذ والنظام السابق , ويظل السؤال لماذا قبلناها ؟ وهل كان بمقدرنا مواجهة الترسانة المسلحة للنظام ؟ والحرب اليوم أوضحت حجم هذه الترسانة , فتخيل أخي المخدوع أن امتلكت هذه الترسانة الشرعية ما هي النتائج التي ستحل بناء وبالوطن , ومن سيقف معنا من الإقليم واو غير الإقليم , فكان لابد من نزع الشرعية من النظام وترساناته المسلحة , ولابد من دعم إقليمي وخارجي للتخلص منه , لنطوي صفحته ونبدأ بصفحة جديدة , لكنكم لم تفهموها بل فكرتم بعقول الماضي وخوف الماضي ورعب الخصوم , ولو كنتم سندا للتغيير والتحول والسير بمخرجات الحوار للوصول لانتخابات , كنا معا قادرين على التخلص من عفن الماضي بطريقة سلسة وناعمة , وبالتدريج لنؤسس لشرعية القوة الناعمة التي برزت في قاعات الحوار , لتسيطر وتتمكن على الأرض والمشهد كل ذلك والعنف محيد والسلاح مقيد . خرجنا معا في ثورة شعب فبراير العظيم وكانت صرختنا ومدوية بصوت واحد ارحل , وكنا في الساحات معا , ولم نكن نطمح بغير وطن يجمعنا , وطن لنتعايش فيه بنظام ودستور , بصدور عارية رافضين العنف , كم حاول أن يجرنا إليه , لكن صمودنا منعه من ذلك , سفكت دمائنا الطاهرة وامتزجت على أرصفت الشوارع , كلنا قدم قافلة من الشهداء ولأحدث تثبت ذلك , لن يزايد احدنا عن الأخر , فما الذي حصل ؟ لمن نكن نطمح بغير تسوية الملعب السياسي , و وطنية الجيش والأمن , ونزع الولاء للقبيلة والسلالة والطائفة والأفراد ليكون ولائنا للوطن ولأغير الوطن , بضرورة ان يتصدوا لمشروعنا هذا , لكن ما يحز في النفس ان يطعن من الداخل من الوسط الثوري ,ليزج بالعنف كوسيلة للحسم والسلاح كأداة , ويا فرحة الطاغوت والاستبداد , أو أنها كانت مؤامرة , وجدتم أنفسكم أدواتها ببلاهة , هل تملك الشجاعة لتقول أن ما صولنا إلية لم يكن في الحسبان , وراهنتم على حصان خاسر , هل كانت ثورتكم المزعومة وقائدها السيد المغوار تطمح لذلك ؟ هل أسقطتم الجرعة لتجرعونا دماء وقهر وظلم وانتهاك وموت وخراب ودمار وقصف وحصار , مهما كانت مبرراتكم فانتم من شرع لذلك ومن هيأ البيئة الصالح لذلك , فعمت الفوضى , وحضر الوليمة الإرهاب بوجودكم واستكملت حلقات الكارثة , والمصيبة أنكم لازلتم تدقون طبول الحرب وترددون زوامل الموت باسم السيادة والوطنية وتشحنوا الناس ضد بعضهم البعض وتمزقون ما تبقى من لحمة . الوطن اليوم يئن , أن كنا نعالج تشقق الجنوب والشمال اليوم الوطن تشقق لأصغر من ذلك , اليوم تعز تبحث عن حريتها والحديدة مثلها ومأرب والجوف من عنجهية وطائفة السيد وسطوة الزعيم , اليوم كلا يبحث عن قطعة ارض أمنه ليعيش فيها حرا كريما مصان عرضه وماله وكيانه , عدوانكم جلب عدوان , وعنفكم فتح المجال للعنف كوسيلة للدفاع ,خاصة وأنكم تحاولون بكل ما أوتيتم من قوة لاستئصال واجتثاث مكونات سياسية واجتماعية راسخة في الأرض , فغرقتم بالانتهاكات , وهذا هو مصير كل من لا يضع حساب للآخرين ويستوعب أن الوطن للجميع والله المستعان وسيدون التاريخ مواقفكم واختياراتكم ونتائج طيشكم وعنجهيتكم .