عدن المدينة التي نهتم لها ونركز جهودنا لتستعيد مجدها ومدنيتها وتعايشها وتنوعها هي عاصمة الجنوب القادم والعاصمة المؤقتة للشرعية اليمنية ,مدينة لا تتنفس وتزهو دون نظام وقانون وحرية ومساواة وعدالة , عدن اليوم تعاني وتئن يؤرقها الإرهاب يهدد أبنائها وسكانها وتطبيع الحياة فيها بل يهدد الحياة ذاتها , عندما يتلازم الخوف والرعب الحياة العامة في الشارع في العمل في الجامعة والمدرسة والسوق , عندما تكون مهدد ومفزوع لكيانك كانسان تفقد فيها كرامتك والسلم الاجتماعي عندما تشعر انك هدف للعنف والإرهاب , منتظر في لحظة ما إرهابيا قد يفجر نفسه وتكون احد ضحاياه أو معتوه يحمل بندقية يستخدمها لإخضاع الآخرين أو رصاصة طائشة من معتوها أخرا يهوى إطلاق النار في الهواء فتكون مجرد ضحية بجريمة تدون باسم مجهول او ضحية إرهاب هلامي قادر على التملص من جرائمه . هذا الإرهاب كان داعش أو القاعدة وأخواتها من قوى العنف التي تستخدم القتل في حسم أمورها مع الخصوم أو من يقف في وجه مشروعها العدواني , هم معروفون للأجهزة الأمنية والعسكرية التي كانت تتحكم بأمور البلد فيما مضى , معظمهم خريجي سجون هذه الأجهزة وأطلقوا سراحهم لهدف استخدامهم كخطة بديلة لمشروعهم المرفوض لخلط الأوراق وطمس معالم انتهاكاتهم وجرائمهم على مدى حكمهم بالنار والموت , هم أيضا نتاج ثقافة مجتمعية مشوهة ودينية متطرفة وتربوية موجهه , أي صنعتهم ظروف مرحلة لتصفية القوى التقدمية والعقول المنفتحة والمتحررة والنيرة حاملة المشروع الوطني الذي يرتعب منه الجهل والتخلف والطغيان والاستبداد والكبت فصنع له من يواجهه بالموت من إرهابي اليوم الجماعات التي تنامت وترعرعت في كنف السلطة لتستفيد منها وتفيدها وفي كنف القوى الدينية المتطرفة التي تستخدم الدين لأهداف سياسية وتحريض وحشد ضد الشركاء في الوطن لغايات أنانية في نفوس مريضة لدس والدسائس للفتن والكبائر , ها هو اليوم الإرهاب يهدد الجميع الحاضر والمستقبل لا وطن له ولا دين يقتل ويدمر لا يفرق بين طفل ومرآه ومسن , واقع نعيشه في عدن الحبيبة المحررة من إرهاب لتقع في إرهاب , عدن لم تكن ولن تكن يوما حاضنة للإرهابيين ومن السهولة بمكان القضاء عليهم وتصفيتهم أن وجدت دولة ومؤسساتها . لا أمان ولا حياة سوية طبيعية دون دولة بأدواتها ومؤسساتها الفاعلة وتفعيل القانون والنظام ليطال الجميع ,دولة تحميها قوة حق ضاربة لمن تسول له نفسه أن يكون الأقوى والضارب بعرض الحائط بالنظام والقانون والأعراف والقيم الإنسانية النبيلة ,دولة عندما تصرخ تجدها أمامك في اللحظة المناسبة لإنقاذك من أي كارثة سببها إرهابي أو معتوه أو الطبيعة أو الإهمال , دولة قادرة على توفير الاحتياجات وعدالة التوزيع ومحاربة تجار الأزمات ومستثمري أوجاع الناس , دولة ضامنة للحريات والعدالة والمساواة . هذه الدولة تحتاج لرجال صادقون وطنيون مخلصون في عملهم وتعاملهم مع الغير , رجالا أياديهم بيضاء وطاهرة من عفن الماضي وماسية وأحقاده , كل هذا يتطلب منا أن نركز على الكفاءات والخبرات والمؤهلات والعقول النيرة والمتفوقة . تعم الفوضى والانفلات بغياب الدولة وكلا يفرض كيانه وقناعاته على الآخرين وينفذ قانونه الخاص وأجنداته على الغير وكلما تعددت هذه الجهات كلما زادت الفوضى وعم الخراب , علينا أن نبتعد قدر المستطاع على الاعتماد على المليشيات وان يكون اعتمادنا على مؤسسات دولة منطوية في حضن شرعية النظام والقانون بزيها الرسمي ومن يحمل السلاح خارج هذا النطاق يجرم ويرفض من الجميع يوقف في النقاط ويحاسب ويزدرى من المارة في الشارع وفي الحي وفي المرفق , وعلى القادة أن يكونوا قدوه في النظام والقانون ورفض العشوائية واللامبالاة , نحن كمواطنين نطمح لمشاهدة الدولة تفرض ذاتها على الكل , غيابها يؤرقنا ونستغرب عدم تواجدها حتى إعلاميا بقناة وإذاعة وصحيفة في عدن ( قناة وإذاعة عدن وصحيفة 14 أكتوبر ) هذا الغياب ينزع الاطمئنان من نفوس الناس , أتمنى أن أرى البلدية تمارس مهامها في الحفاظ على التخطيط العمراني والجمالي لعدن وتمنع المد العشوائي الذي يلتهم متنفسات عدن اليوم في الكورنيش والحدائق العامة والأرصفة , مزعج ان تجدهم يبنون الصناديق في شوارع عدن لتشويه وجهها الحسن ومنظرها البديع ويمكن ان توجد حلول لهولا الشباب , والمزعج أيضا طفح المجاري الذي حول شوارع عدن لبرك قذرة من المخلفات الآدمية بكثافة لم تشهدها عدن في حياتها وروائحها النتنة التي تفوح في سماء عدن أصبحت مدينتي عدن لا تطاق لولا حبها وعشقها لم تحملنا هذا الوضع الذي لا يحتمل . الأخ المحافظ ارسي مؤسسات دولة تحمي عدن وتضرب بقوة وحق من تسول له نفسه العبث بعدن وتعكير صفوة أبنائها , لا نريد ان نشاهد سيارات او درجات تحمل مسلحين بغير زيهم الرسمي وملثمين او حتى راجلين بأسلحتهم كثر الملثمون حتى على شاشة التلفاز , هل ممكن ان نجعل عدن نواة الدولة المدنية التي وعدتمونا بها في مخرجات الحوار الوطني ومنها تنطلق هذه الدولة لتعم الجنوب والشمال بإذن الله , هل ممكن ان نشعر بالأمان وأننا بشر كسائر البشر بالطمأنينة والاستقرار , و أوصيك بالغلاء والغاز والدواء والمستشفيات , واستثمر طاقات الشباب للخير حتى لا يستثمرها الآخرون للشر , ودمجهم في مؤسسات الدولة هي الفرصة لذلك مع صرف مستحقاتهم أول بأول ليشعرون بالاكتفاء وعدم الحاجة التي تدفعهم لما لا يحمد عقباه ونحن على ثقة من انك قادرا على ذلك وعلى استعداد لنكون بجانبك وفي صفك مع الخير وضد الشر والأشرار .