قال ملك أمريكا الوطن العربي والإسلامي ان جاز الوصف والتعبير (المملكة العربية السعودية) الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود حفظة الله ورعاة في القمة العربية قبل الأخيرة المنعقدة بمدينة شرم الشيخ بدولة مصر العربية الشقيقة أواخر مارس 2015م لن تتوقف عاصفة الحزم حتى تحقق كامل أهدافها وحتى ينعم الوطن والشعب اليمني بالأمن والاستقرار ... بكل صراحة كلمة الملك سلمان انفه الذكر سلفاً تدل بكل وضوح و بكل ماتحمله الكلمة من معنى ان اليمن ارضاً وإنسان لم يكن في الماضي وفي كل المراحل وربما منذ فجر الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر وال30 من نوفمبر الخالدة قبل نحو نصف قرن حتى لحظة بداية عاصفة الحزم غير مستقرة في كل المجالات لا اقتصادياً ولا سياسياً ولا اجتماعياً ولا امنياً الخ للحد الذي صارت فيه مصدر قلق وخطر بالغ على المنطقة العربية برمتها وبالذات دول مجلس التعاون الخليجي يتقدمها الشقيقة السعودية بعد ان أصبحت ساحة خصبة للتدخل والنفوذ والتوسع الشيعي الإيراني في المنطقة وعبر المخلوع صالح وعبيدة حركة أنصار الجن الحوثية الأمر الذي قاد إلى تدخل عسكري عربي خليجي لإنقاذها وإعادتها ان شاء الله آمنة مطمئنة مستقرة للحاضنة العربية والإسلامية ..
وفي الحقيقة أهم وابرز واكبر أسباب عدم استقرار اليمن وازدهارها رغم ثرواتها الباهظة وإمكانياتها البشرية والمعنوية والإبداعية الهائلة الأخرى وإبحارها في الاتجاه المعاكس هو في المقام الأول والأخير سوء تقدير الأشقاء العرب والمسلمين يتقدمهم الخليجيون والسعودية على وجه التحديد على اعتبار انه لها اليد الطولي على حركة حياة الوطن والشعب واليمني العامة بل وثوراته الشعبية العارمة الأولى والأخير والتي كادت لولا السعودية ستقضي على صالح وسط غرفة نومه التي حولتها السعودية لمبادرة وحوار ومن ثم تدخل عسكري بعد ان دخل صالح للشعب إلى غرف نومه من صعدة للعاصمة عدن و يعلم الله أين سيتوقف هذا التدخل وخطاء السعودية هو دعمها لأشخاص وليس دولة مؤسسات ..
السبب الثاني يكمن في الحكم الزيدي وأربابه الذي حكم البلد أكثر من مائة عام ومازال يتوهم رغم تقدم حركة الحياة العامة التي تسير للأمام دائما ولن تعود مطلقاً للوراء وكل المعطيات والمعادلات ان لا ثورة الشمال الشعبية الشبابية السلمية ولا ثورة الجنوب الحضارية السلمية رائدة وأم ثورات التحرر في العالم في الوقت الراهن لاسيما بالوطن العربي والإسلامي تفكه عن مصالحة وعن مواصلة حكمة للوطن والشعب وإجبارهما على المألوف والمعتاد من الهمجية الأقرب إلى الحيوانية والفساد والتخلف والإقطاعية .ذلك الحكم الذي حول الشعب اليمني إلى شحاتين وإرهابيين والدولة إلى عصابات وقطاع طرق ..
إذا لو نسأل أي مثقف في إي زمان ومكان ماهي الحرب الدائرة في اليمن منذ نحو العام سيجيبك هي حرب إقليمية وربما عالمية بالوكالة بين العمق الاستراتيجي للخليج العربي والمد الشيعي التوسعي الإيراني في المنطقة ..
ولن يستقر هذا العمق الاستراتيجي للخليج العربي إلا بالمعالجة الجذرية لكل الأسباب التي قادته لهذا الوضع الشاذ وهي بناء دولة مؤسسات يمنية حديثة عصرية وليست عصبوية تضمن للناس الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية والمساواة والحياة الكريمة والعيش الهني بعد القضاء على حكم الأشخاص وهذا لن يتم إلا عبر الحسم العسكري
اما توقف عاصفة الحزم في نصف الطريق والقبول بأي حلول وتسويات سياسية ستفضي إلى سلامة الجلاد ومعاقبة الضحية فهذا فشل واهنة للتحالف العربي الخليجي العسكري .يعتبر في كل الأحوال معركة مؤجلة من الأفضل على العرب والمسلمين خوضها . في الوقت الراهن بدلاً من تجرع مرارتها قادم الأزمان بعد ان تكن قد تغيرت كل المعطيات ومعادلات كل التوازنات.
الشعب اليمني قاطبة خصوصاً الشعب الجنوبي أيد وبارك عاصفة الحزم ويعتبر ذلك جميلاً لن يستطيع ردة معشر أبناء اليمن والجنوب العربي خاصة للأشقاء أمد الدهر على اعتبار ان التحالف العربي العسكري الخليجي بقيادة السعودية والإمارات أهون من الحاكم المحلي الخارج عن الملة وسيعمل أي التحالف على بناء دولة يمنية قوية بأي شكل وصيغه وعقد اجتماعي جديد وبضمانات دولية على الأقل تحسن للناس الأمن والخدمات والمرتبات .
وللأسف الشديدة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقال فما تحقق هو انجاز كبير حتى اللحظة لكن ثمة أجندة للتحالف معروفة للجميع حولت انتصار وفرحة اليمنيين إلى كوابيس وجميع تلك الأجندة تصب في بوتقة تكرار سوء الخطاء والتقدير والتعامل من قبل الأشقاء مع المشهد اليمني بما يودي لنفس النتيجة وهذا ما سنتحدث عنه ان شاء الله في الحلقة الثانية من هذا المقال ..