من الثابت ان النهضة الرياضية التي عاشتها لحج عشرات السنين افرزت العديد من النجوم الذين كانوا في الاصل هم عناصر معادلتها الاولى . كان نادي الاتحاد اللحجي الذي جاء كامتداد لأندية كانت بدايتها منذو العقد الثاني أي عشرينيات القرن العشرين احد ابرز الاندية اللحجية ان لم يكن اولها على الاطلاق لأنه كان يضم خيرة لاعبي لحج الذين كانت لهم صولات وجولات في الملاعب الداخلية والخارجية وكان مجرد اللعب لهذا النادي حلم جميل يراود كل شاب رياضي في لحج لان الوصول الى اللعب في فريق النادي يعني فيما يعني اخذ شهادة النجومية انذاك .
لكن رشاد مشبح المكنى بالزاوية الشاب الصغير في السن انذاك كسر هذه المعادلة واستطاع الوصول الى الفريق الاول واللعب كلاعب اساسي كان ولاء وموهبة مشبح هما جوازي المرور الى هذا الفريق واللعب له وإظهار النجومية منذ الوهلة الاولى رغم صغر السن وضعف البنيه وقلة التجربة مقارنه مع نجوم الفريق الاخرين وان كان مشبح قد بدا اللعب لنادي الوحيد وهو نادي كبير في لحج بتأثير من اخية صالح مشبح لكن حب رشاد للاتحاد جعله يتجه الى حيث ما يحب بعد موسم واحد فقط لعبة مع الوحيد اما لقب الزاوية فقد اطلقة علية اللاعب والمعلق الرياضي محمد سعيد نصيب " الطرم " وللقب حكاية فقد لعب الاتحاد مع الاهلي فريق الطرم وفاز الاتحاد وسجل مشبح هدف جميل وضع من خلاله الكرة في زاوية حارس مرمى الاهلي ومن يومها اطلق علية الطرم لقب الزاوية . كان ولاء وحب اللاعب رشاد مشبح لنادية الاتحاد لا يوصف وفي هذا الصدد يتذكر اللاعب قشاش حارس سابق للاتحاد يقول قشاش لم ارى لاعبا يحمل حبا وولاء للاتحاد او لأي نادي اخر كما رايته في هذا اللاعب ويقصد مشبح ويستطرد اللاعب قشاش في هذا المنحى قصة تختزل عشق وولاء هذا اللاعب " لعبنا ذات مرة مع فريق الجزيرة العدني وهو من اكبر الاندية العدنية انذاك وكان مشبح لاعبا اساسيا في المباراة رغم انه مريض وخلال سير المباراة بدأت علامات الانهاك تظهر بقوة على اللاعب رشاد مشبح وأتذكر انه تقيئ دما في الملعب وحينها حاول المدرب استبداله ليتم نقلة الى المستشفى في عدن لكن رشاد رفض مغادرة المعلب وأصر على استكمال اللعب رغم حالته الصحية وكان له ما اراد حتى نهاية المباراة التي خرج فيها فريقه فائزا بهدفين نظيفين ".
كان نادي الاتحاد هو الممثل الاول للحج في دوري الجمعية العدينة وكان هذا الدوري يحظى بحضور جماهيري كبير نظرا لقوة الفرق المشاركة وكان الاتحاد اللحجي ندا لهذه الفرق سواء في هذا الدوري او في المباريات المحتسبة من المباريات الكبيره التي شهدتها عدن في المدرج البلدي ( ملعب الحبيشي لاحقا).
كانت مباراة الاتحاد اللحجي ضد فريق الاحرار العدني بتاريخ 12-6-1964م وكانت هذه المباراة على كاس الملكه بيرجستون وحضرها رئيس نادي الاحرار الحاج محمد عبد العزيز الاغبري كما حضرها من لحج الامير علي بن احمد العبدلي ( القائد) وفي هذه المباراة استطاع الاتحاد اللحجي الخروج فائزا على الاحرار بهدفين لهدف وكان نصيب مشبح هو هدف الفوز الذي سجله واستطاع به الاتحاد الحصول على كاس الملكه وفي هذه المباراة تألق الزاوية مشبح كعادته وتوج ذلك بتسجيله هدف الفوز.
كان لبعض الامراء في سلطنة لحج العبدليه توجهات قومية وكانت عواطفهم مشدودة الى الوحدة العربية وبالذات الامير الشاعر صالح مهدي بن علي العبدلي ففي عام 1962م وبالتحديد في سبتمبر كون هذا الامير فريق جديد في لحج اسماه فريق الوحدة من نخبة من افضل اللاعبين وبالذات لاعبي الاتحاد وشباب لحج وخاض هذا الفريق مباريات عدة ضد فرق انجليزية وفرق عربية واستطاع تحقيق انتصارات كثيرة غير ان هناك من شعر ان هذا الفريق قد اضر بالأندية الكبيره في لحج وأهمها الاتحاد وشباب لحج فبدات المطالبات بعودة هؤلاء اللاعبين الى انديتهم الاصليه وهذا ما يوضحه الشاعر اللحجي عبد القوي علي سعيد وهو من مشجعي فريق شباب لحج في ابيات شعرية تختزل المزاج العام لهذه الخطوه " شلوا الحسيني شلوا الزاوية بعده والعبد ايش حرده الى وحيده مرده " عيسى ربش الاتحاد بالعيش والكبده والعفش ذي ورده قلة الصراحة يرده ".
زاد الهرج والمرج حول هذا الامر الذي حدا بالأمير القائد علي بن احمد العبدلي رئيس نادي شباب لحج وقائد الامن ورئيس الجمعية الرياضية اللحجية بإبلاغ اللاعبين المنتقلين بالعودة الى انديتهم وألا سيتم اتخاذ اجراءات اخرى فعاد اللاعبين الى انديتهم وانتهت تجربة نادي الوحدة الذي كان اللاعب رشاد مشبح احد عناصر نجاحها .
بعد الاستقلال الوطني ونظرا لارتباط الكابتن رشاد مشبح بالتزامات تنظيمية فقد توقف عن اللعب لكنة لم يتوقف عن حبة للرياضة بل اتجه الى مجال رياضي اخر وهو الإداره وفي بداية السبعينيات كان مشبح يراس نادي الاتحاد الرياضي اللحجي وفي عام 1973م كان الزاوية مشبح يقود مباحثات دمج الاتحاد مع النادي الاهلي وكانت مباحثات صعبه نظرا لقوة الفريقين لكنها في الاخير تمخضت عن ولادة نادي الطليعة الرياضي الذي كان مشبح اول رئيس لنادي الطليعة الجديد .
اتجه رشاد بعد ذلك الى مجال ابداعي اخر وهو كتابه الشعر وكان للرياضة نصيب منه وأتذكر اننا عندما احتفلنا بالذكرى الثالثة والعشرين لولادة نادي الطليعة قمنا حينها بتكريم كل رؤوسا النادي السابقين وأولهم الزاوية مشبح بتوجيه من روح الرياضه اللحجية ورئيس النادي الاستاذ علي سعيد القمري كان مشبح يحتفل بطريقته الابداعية وكتب قصيدة بهذه المناسبة اتذكر مطلعها " ثلاثة وعشرون عام كنتم لا تزالوا عظام فيكم ما فقدنا الامل ".
رغم الظروف الصحية والسيسلوجيه التي يعيشها الزاوية مشبح إلا انه لا يزال على عهده في كل مناشط الابداع مشاركا كل المبدعين في مجالاتهم المختلفة .
كان رشاد مشبح في مقدمة من رفعنا بهم في الاستحقاق التكريمي والأمل لازال قائما في الاخ الوزير للموافقة على هذا الامر حتى يعطي كل ذي حق حقه والزاوية مشبح اولهم .
هوامش : الحسيني : لاعب الاتحاد حسين محمد حسين (بنت الناس)
