معلوم ان لحج تتكئ على تاريخ رياضي يضرب بجذوره في الاعماق ولا ريب ان هذا التاريخ يتزين بالكثير من المفاخر الرياضية التي سطرتها الرياضة اللحجية على مدى تاريخها الفاطر. لكن السؤال الذي يقفز الى الذاكره هل هذا التاريخ وجد او تشكل من العدم ام ان هناك رجالا كانت لهم اليد الطولى في رسم معالمة.
معادلة نجاح الرياضة اللحجية وتاريخها الناصع شكلتها عناصر كانت بمثابة كيمياء هذا النجاح ومعلوم ان عناصر كيمياء الرياضة هي الادارة , الجهاز الفني , اللاعبين , وخلف هذه العناصر الثلاثة يقف العنصر الرابع الذي يشكل عمود هذه الكيمياء وهو عنصر التشجيع او المشجع فعلى هذا العنصر تقع مسؤلية كبيره في تشجيع اللاعب وتحفيزه سيكولوجيا وسيسلوجيا .
من بين ابرز رجال التشجيع اللحجي يقفز الى المقدمه اسم المشجع الرياضي الكبير عبدالله الكراشي الذي ظل على مدى اكثر من ستين عاما في هذا المجال.
الكراشي هكذا عرف في الاوساط الرياضية في لحج ومن ثم عدن منذو خمسينيات القرن الفارط عندما بدا مشجعا لنادي الوحيد الرياضي احد ابرز الاندية الرياضية اللحجية وهو النادي الذي مثل لحج في فتره لاحقة في دوري الجمعية الرياضية في عدن التي كان يقودها الاستاذ عبده علي احمد طيب الله ثراه بعد نادي الاتحاد اللحجي الذي كان سباقا في تمثيل لحج في هذا الدوري الذي كان يضم ابرز الاندية العدنية في مسابقاته الشهيرة ثم لحق الوحيد بالاتحاد ليمثلا لحج في هذا الدوري ويحققا نتائج مشرفة شرفت لحج انذاك.
برز الكراشي مشجعا في هذا النادي الذي كان يقوده الامير علي بن احمد العبدلي وقد كان من ابرز الرياضيين فيه ثم انتقل الكراشي بعد ذلك مشجعا للنادي الاشهر وهو نادي الاتحاد اللحجي الذي كان يضم نخبة من ابرز اللاعبين الذين لعبوا في اندية لحجوعدن وفي مقدمتهم فلتة الرياضة اللحجية الكابتن عبدالله عوض شادي( بيليه لحج) كما اسماه انذاك شيخ الاعلاميين الرياضيين الاستاذ محمد عبدالله فارع رحمة الله عليه.
ما يميز الكراشي في التشجيع الرياضي عن اقرانه المشجعين وهم كثر على مدى هذا الزمن الطويل ان الرجل قد نذر نفسه لهذا المجال الذي كان يأخذ كل وقته ما عدا وقت النوم ووقت العمل بل احيانا حول معمله لصناعه الحلويات الذي كان خبيرها الاول ورجل صناعتها المتميز الى ملتقى للرياضيين والمشجعين لكن الشيء الاهم من ذلك هو عطاء الرجل فقد ظل هذا الرجل يعطي وبكرم وسخاء لا يخشى الفقر بعده من حر ماله للرياضة والرياضيين وقد كنت شاهد ملك على هذا العطاء لمدة طويلة كنت خلالها قريبا من الرجل من نهاية سبعينيات القرن الفارط حتى عام 1990م تقريبا وأجمل ما في هذا العطاء انه ليسئ مميزا على فئة او محصورا على نادي او منطقه فقد كان يعطي اللاعب وللمدرب وللإداري وحتى للمشجع كما ان كرمه لم يقتصر على ناديه الطليعة الذي جاء كامتداد لنادي الاتحاد بل كان يشمل حتى رياضيين من اندية اخرى الامر الذي اكسب هذا الرجل حبا كبيرا في قلوب كل الناس وحصرا على اهل الرياضه .
شقف وعشق هذا الرجل للرياضة وبالذات كرة القدم لم يقتصر على لحج فقد كان يحب ويشجع اندية اخرى سواء في عدن الذي تعلق بعميد انديتها التلال وظل مشجعا وفيا له ومحبا للاعبيه ويشهد على ذلك كثيرون اولهم نجم النجوم شرف محفوظ ومن اندية مصر كان الكراشي زملكاويا حتى العظم وفي الخليج كان يعشق العربي الكويتي فترة عند دنو الشمس الى الغروب في كل يوم وهو يحمل مذياعه الخاص لمتابعة الدوري الكويتي بحلاوته المعتادة ونجومه الكبار ومعلقيه الرياضيين واشهرهم خالد الحربان .
عندما دار الزمن دورته وبدا خريف العمر يقترب من الرجل وبدأت الامراض تنهش جسمه وبالتالي قل عطائه فقد هرب الكثيرون منه وتناسوه وكنت كلما التقية لاواسية وارد جميلا في عنقي لهذا الرجل كنت ارى الدمعه تجول في عينيه ويقول لي لم يبقى معي إلا قليلون وأنت اولهم فكنت اقول له ان الله لن ينساك حتى وان نساك الكثيرون وبالفعل فقد قيض له الله رجلا نبيلا تحمل على عاتقة الوقوف مع هذا الانسان الذي ليسئ لدية إلا سمعته العاطرة فقد قام الاخ حميد ناصر صالح لاعب نادي الاتحاد وصاحب صيدليه الهلال بلحج بوقفات انسانية كبيره سيكتبها الله له في ميزان حسناته وتحمل عناء ذلك بكل رجولة وصبر ووفاء قل ان تجد مثله فذ هذا الزمن الارعن فكان حديث كل الناس بهذا الفعل المحمود ولم يتوقف عطاء الاخ حميد تجاه الكراشي حتى لقي الكراشي ربه راضيا مرضيا في بداية الحرب الاخيره ولم يعلم الكثيرون بذلك إلا في وقت متأخر كثيرا .
واجب الرياضيين في لحج اليوم الوفاء تجاه الكراشي وكل عطاءاته ونحن في منتدى الحسين لنا الشرف لإطلاق هذه الدعوة لكل رياضي لحجوعدن وكل محبي هذا الرجل المعطاء وتكريمه من خلال اقامة مهرجان الكراشي للوفاء الرياضي كل عام كمظله لمناشط رياضية وثقافية تعيد الامل في انعاش الرياضه اللحجية وتأصيل قيم الوفاء تجاه مثل هؤلاء الرجال .
*رئيس منتدى الحسين للتنمية الثقافية والاجتماعية , نائب رئيس نادي الطليعة سابقا