الكابتن ناصر هادي من النجوم اللذين أسعدونا وزرعوا البهجة والبسمة في قلوبنا واستطاعوا بعطائهم وصولاتهم وجولاتهم المتميزة وفنونهم الكروية الساحرة الأخاذة التي وشمت في ملاعب كرة القدم أن يحققوا نجاحات (باهرة إسثتنائية) ظلت حاضره في عقولنا وضمائرنا ووجداننا وذاكرتنا .. ورغم مرور وتقادم السنين وصعود أجيال متعاقبة متلاحقة جاءت من بعده في الملاعب من النجوم الشابة .. إلا أن الذاكرة الرياضية الكروية لم تزل زاخرة عامرة متوهجة بما قدمه من عطاء وتألق وإبداع . النجم المتألق ناصر هادي صاحب (القدم الذهبية الساحرة) التي أجادت وبرعت في تصويب الأهداف من زوايا متعددة (وبحرفية وتكنيك عالي) واقتدار ومهارة فائقة قلما يجود بمثلها الزمان . (جورج بيست اليمن) الكابتن ناصر هادي تميز بصفات ومزايا وخصال اللاعب الخلوق المثابر قليل الكلام كثير (البذل والعطاء) في الملاعب وأكثر اللاعبين التزاماً وقدوة ونموذجاً يحتذى به بين زملائه في داخل الملعب وخارجه .. وأكثرهم قدرة على محاكاة المستديرة وتطويعها بحبٍ وعشقٍ وولهٍ منقطع النظير (بقدمه اليمنى) التي أمتعتنا بسحر فنونها الكروية وبراعتها التي الهبت وأشعلت حماس قلوب وأفئدة وحناجر الجماهير العريضة طوال مشوار حياته الرياضية الحافل والزاخر منذ بداية انضمامه بنادي الشبيبة المتحدة الواي ومروراً بنادي الوحدة الرياضي ونادي الميناء وكذلك المنتخبات الوطنية . كان بن هادي لاعباً فذاً وعملاقاً ومهاجماً شرساً عنيداً لا يهدأ له بال ولا تلين له إرادة حتى يصل إلى مبتغاه في تصويب (سهامه القاتلة) إلى مرمى خصومه بقدمه اليمنى (شديدة الحساسية والإتقان والقوة) . عندما نتحدث عن ناصر هادي تأتي إلينا (الذكريات صدى السنين الحاكي) كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته ورائعته (يا جارة الوادي) وتتقدُ الذاكرة وتتوهج برحلة سفر ومعاناة رياضية ممتعة مليئة بالمغامرات والتعب الممتع الجميل والنجاحات والإرهاصات والإخفاقات والبطولات . أمتاز ناصر هادي بمواهبه الهجومية المتعددة المتفردة .. وكان يمتلك خصائص وتكنيك لافت ومهارات وظيفة (المهاجم المحنك الذي يغزل وينسج بقدمه) أروع وأجمل وأحلى الأهداف بل أنه يقوم بمبادرات صناعة وتكتيك بناء الهجمات والأهداف من خلف خطوط الهجوم برشاقة وصولاً إلى الهدف المنشود في مرمى الخصوم .. سمعنا وشاهدنا مؤخراً ماوصل إليه حال هذا النجم المتألق (الصامت) الذي صنع أمجاد وسطر ملاحم كروية بصمت وصبر كُتبت وعُلقت في أبهى وأنصع سجلات تاريخنا الرياضي المعاصر وفي الوجدان والضمير والذاكرة الجماعية .. ظل الكابتن ناصر هادي يعاني من الأمراض منذ زمن طويل تجاوز سنوات أنهكته وجعلته طريح الفراش بسبب التغييب والتهميش وسياسة الإقصاء والجحود والنكران .. تناساه من بيدهم (سلطة القرار) ليصبح فريسة الأمراض النفسية والعضوية بعد أن تُرك في زاوية مظلمة على الرف (خليك في البيت) ... نناشد وننادي ونستغيث في هذا (النداء العاجل والإنساني) إلى كل شريف ووطني وجنوبي وكل من بيده سلطة القرار في عموم المشهد الرياضي الرسمي والمجتمعي وأصحاب رؤوس الأموال الوطنية والنخب الرياضية والثقافية والجماهيرية .. نناشدهم في سرعة الالتفات والبت في وضع حل جذري لمعالجة ماوصل إليه حال الكابتن ناصر هادي نفسياً وعضوياً والإسراع في محاولة (إنقاذ مايمكن إنقاذه) لقامة رياضية شامخة باسقة بحجم ناصر هادي .. فهو يستحق منا جميعاً الوقوف إلى جانبه وقفة رجلاً واحداً ومساعدته في اجتياز حالته المرضية الصعبة التي ظل ولا زال يعاني منها الأمرين حتى هذه اللحظة وكتابة هذه السطور . نناشد الدولة سرعة تبني نفقات علاجه وسفره إلى الخارج والتكفل برعايته وأسرته المكلومة بسبب ماوصلت إليه حالته المتردية المتدهورة صحياً ونفسياً من تبعات عقوبات الإهمال والإقصاء واللامبالاة . صرخة مدوية أطلقها من الأعماق إلى كل وطني حر وشريف ولمن لا زالت لديه نخوة وشهامة أبناء الجنوب بتوصيف ومفهوم وقيم المعاني الأخلاقية والإنسانية النبيلة التي افتقدناها في زحمة هذا الزمن المتصحر المقفر والردئ ... فهل من مستجيب؟!! إننا لمنتظرون ...