الشهيد البطل اللواء ركن / جعفر محمد سعد محافظ محافظة عدن عرف بمهنته العسكرية العالية وتوجيهاته المدنية وواحدا من الرجال الذين صدقوا وعاهدوا الله والوطن انطلاقا من إيمانه بعدالة قضية وطنه وشعبه الذي تعرض لحرب ظالمة عام 1994م ولعدوان همجي أخر لمليشيات متمردة على كافة الأعراف والقيم الإنسانية وقواعد الديمقراطية وحرية الرأي . لقد حزن الوطن كافة مكوناته صباح يوم الأحد الدامي الموافق 6/ديسمبر /2016م لحظة تناول الخبر المفزع والحزين للجريمة الإرهابية والشنيعة بحادث التفجير الذي استهدف حياة اللواء/جعفر وعددا من مرافقيه رحمة الله عليهم ..وشكل بذلك رحيلا مبكرا لهذا القائد الذي تمكن من تصويب عملية السهم الذهبي في خاصرة العدوان البربري التي أدت إلى تطهير جحافلهم من مدينة عدن الباسلة والمناطق المجاورة لها بعون الله تعالى وبتضحيات أبطال المقاومة والمسنودين من التحالف العربي.. وكان شهيد الوطن جعفر (ابو محمد) أول الواصلين من قيادات الخارج إلى مسرح العمليات بعدن بعد سقوط مدينة التواهي واستشهاد اللواء/علي ناصر هادي قائد المنطقة العسكرية بمعركة حجيف صباح الأربعاء 16/مايو /2015م.. لم يتردد الشهيد عندما كلفته القيادة السياسية وقيادة التحالف العربي في إعادة ترتيب صفوف المقاومة والجيش الوطني ووضع الخطة العسكرية لتمكينهم من تغيير المعادلة القتالية من وضع الدفاع إلى الهجوم لتطهير عدن من العدوان وقام بزيارات لمواقع المقاومة والجيش الوطني وإعادة ترتيب أوضاعها القتالية واعد الخطة العسكرية السهم الذهبي ..وغضب عدن والذي بدأت في 25/رمضان بتطهير عمران ويوم 27/ رمضان تطهيرها مطار عدن وبقية محافظة عدن فقد تشرفت بمعرفة الشهيد جعفر عند وصوله لعدن بشهر مايو بموقع العمليات العسكرية بالبريقة وكان على تواصل معنا للتأكد من تزويد آليات المقاومة والجيش والوطن في المشتقات النفطية وفقا لاحتياجاتها وكان الحرص الشديد دائما عليه.. وبتاريخ 15/أكتوبر الماضي وعقب صدور قرار الرئيس هادي بتعيين اللواء/ جعفر محمد سعد محافظا لعدن والذي تزامن مع الاختناقات والأزمة المفتعلة لتزويد محطات الوقود بعدن من المشتقات النفطية بسبب الإضراب عن العمل لعمال ومصافي عدن بحجة مطالبتهم لاستحقاقاتهم المالية وتذكر تواصله معي من الرياض وأبدى قلقه المتزايد في توقف مصالح العامة ومنها خدمة الكهرباء والماء والمستشفيات وبعد أدائه لليمين الدستورية وصل إلى عدن لتحمل مهامه وكانت قبلته الأولى لشركة مصافي عدن والاجتماع مع المسئولين والعاملين وتمكن من إقناعهم بفتح الإضراب مقابل سعيه لحل مطالبهم وفقا للإمكانيات المتاحة حينها.. وخلال الفترة من 15/أكتوبر وحتى /6 ديسمبر الماضي 52 يوما فترة تولي شهيدنا البطل لمهامه كمحافظ لعاصمته عدن وحتى استشهاده وتكللت تلك الفترة بجهوده الوطنية المضاعفة ولتاريخ كنت شاهدا وحاضرا لزياراته الميدانية والاجتماعية المتواصلة على مدار أيام الأسبوع والى ساعات متأخرة من الليل واستطاع ووفقا للإمكانيات المتاحة لتوفير احتياجات المواطنين بالمحافظة وخصوصا في الجوانب الخدماتية ومنها الكهرباء والماء وقام بزيارات ميدانية لأطراف مديرية البريقة الساحلية بعمران وكان مواطنين يعانون من عدم توفير المياه الصالحة لشرب وبحق كان أول محافظ منذ الاستقلال يقوم بزيارة للمناطق النائية بالمحافظة وكانت بمقدمة اهتمامه أيضا زيارة جرحى المقاومة والمواطنين ومتابعة سرعة سفرهم لتلقي سفرهم بالخارج واهتمامه بأسر الشهداء.. وكان الشهيد البطل اللواء/ جعفر محمد سعد من خيرة وطليعة أبناء عدن وفي أحضانها كانت طفولته بمدينة الشيخ عثمان والتي التحق بمراحل دراسته الأولية وحتى الثانوية فيها وكان متفوقا بدراسته وعاش حياة بسيطة ..وفي ريعان شبابه والتحق بالقوات المسلحة وحصل على العديد من الدورات العسكرية العليا بتخصص قيادة وأركان ونال درجة الماجستير وبدرجة التفوق بمهامه وواجباته ومتسلحا بمعرفة نظرية وعملية عسكرية واسعة واسهم مع رفاقه من القيادة العسكرية وواصل جهوده مع رفاقه القادة ليرتقي المستوى القتالي العالي ليصبح الجيش في جنوب الوطن بمقدمة جيوش المنطقة خلال سبعينيات القرن الماضي.. لقد اجبر شهيدنا والمغفور له بأذن الله تعالى لمغادرة مسقط رأسه عدن عقب الحرب الظالمة عام 1994م وظل لأكثر من عقدين خارج وطنه وعاد إليها بداية فبراير 2015م شاهرا بسيفه الذهبي لتطهيرها من العدوان الهمجي ..حاملا لعاصمته الحضارية عدن كل الآمال ..والأحلام بعدن الغد الجديد يخطط لمستقبلها الوضاء المشرق وكله عزم وإرادة لإنقاذها مما يخطط لها أعدائها التاريخين الحالمين في استعادة هيمنتها عليها .. وعلى مدى الدهر ستظل محفورة في أذهان أجيالنا المسيرة الوطنية للشهيد البطل اللواء الركن / جعفر محمد سعد محافظ عدن وانجازاته المتعددة .. ونم قريرا العين وأحلامك ومشاريعك لدولة المدينة واستعادة عدن لمدينتها ومكانتها التاريخية وبعون الله وبطريقة لتنفيذ بحسن اختيار القيادة السياسية لخير خلف لكم لقيادة محافظة عدن والذي أكد بمواصلة مشواركم وتنفيذ كل الخطط التي رسمتها لعدن الجميلة والباسلة .. وان لله وان إليه راجعون