كنت من اشد معارضي نائب الرئيس عبدربه منصور هادي واعترف اني كالكثير من الجنوبيين كنا نسميه عبدربه مركوز فاكثر من 20 سنة من وحدة الاستبداد ظل فيها نائب الرئيس صامتاً لا يجود إلا لمن يأتي لبوابة قصره ويمنحه بعض من الهبات وجلها لمقربين هكذا كان نائب الرئيس او رئيس الهيئة الوطنية للاحتفالات والمقصود هنا الاحتفالات بالأعياد المزيفة ومنها 22 مايو التي يفرح فيها الساسة ويرقصون وخلف أسوارهم شعب يسحق
مرت السنين فأتى الربيع العربي تغير المشهد برمته فتقدم نائب الرئيس إلى هرم السلطة ليكون رئيس توافقي للدولة والمقصود بالتوافقي هو توافق بين المكونات السياسية اليمنية ولم يكن بينهم مكون جنوبي واحد
على عكس الكثير من الجنوبيين حينها تغيرت نظرتي وأصبحت من اشد مؤيدي الرئيس ليس لشخصه ولكن قناعه ان هناك تغيرات كبيره ستحدث وان وصوله لصنع القرار سيخدم الجنوب هكذا كانت ثقتي وقناعتي ودائماً كنت أوضح ان القوى التقليدية في صنعاء لن تقبل به وسيعود للجنوب يحمل انتصار كبير يكفر به عن السنين التي التزم فيها الصمت
اتهمت باني مطبل للرئيس او مدعوم من ابنه جلال وأحيان باني مناطقي وان تأييدي له بدافع مناطقي استمريت اعبر عن قناعتي وكلما اشتد التآمر على الرئيس اشتد تأييدنا له وشيئاً فشيء حتى تغيرت النظرة العامة في الجنوب ونقصد الحراك الجنوبي
تحالف الحراك مع هادي وكان جزء من هذه الحرب بل انه الرقم الصعب فيها ولا زال حتى الآن تم تحرير عدن وكثير من المحافظات وتغير المشهد لصالح الشرعية ولا زال في تقدم
كنت أرى في هادي بأنه الرجل الذي سيحقق للجنوب ما يسعون له وسيكون رمز قومي للجنوب فالجنوب أرضه ووطنه وشعبه كنت أثق فيه بأنه رجل وطني سيحقق لنا استحقاق تدريجي ويعيد الجنوب ككيان ندي شريك لصنعاء ثم يلحق تلك الشراكة تقرير المصير كانت ثقتي وآمالي كبيرة في فخامة الرئيس
كنا نوضح ان الرئيس لا يمتلك عصى سحرية لفصل الجنوب فصالح وتكلك القوى تمتلك السيطرة والقوة والواقع بذاته معقد وأمام الرئيس الكثير لتخلص من مخالب تلك القوى المتسلطة وها هو ينجح في ذلك ولم يتبقى إلا القليل
لكن ما حصل بعد التحرير جعلني أتوقف كثيراً فما نعيشه من واقع وما نلمسه من فشل شكل صدمه ليس لي وإنما انا واحد من شعب كامل بدأ يفقد ثقته في الرئيس للأسف
نعم ندرك أننا في مرحلة انتقالية صعبه ندرك كل العراقيل ندرك وضعنا الصعب ونحن لا نطالب بالمستحيل بل بما يستوجب عمله لنواسي به شعب اكتوى بنار هذه الحرب وينتظر ان يتم إنصافه والانتصار له
نعم ليس الشعب الجنوبي وحده تحت مسؤولية الرئيس بل أننا نتمنى له النجاح في القيام بواجبه تجاه أخوتنا في الشمال ومطلبنا لا يتعارض أبدا مع واجبه الذي نتمنى له التوفيق لإنجازه
بل أنني لا أطالب الرئيس بان يكون انفصالي واحترمه ان كان وحدوي ولكن وحدوي جنوبي يؤمن بإرادة الشعب والاحتكام لها وينتصر لحق شعبه واخوانه في ان يكون لهم حق تقرير مصيرهم وهو حق له ولأي وحدوي ان وجد المهم هو عودة الجنوب كيان وشريك أساسي وهذا بداية الطريق
نحن نخشى الفراغ نخشى الفوضى نخشى ألاعيب الساسة لهذا لا زلنا نتمسك بأي أمل يخرجنا من هذا الوضع ولا زال الرئيس هادي هو رئيس لدولة نرتبط بكل ما يحصل فيها ولا زلنا نتوسم فيه الخير رغم كل ما نراه من نتائج محبطه
نذكر الرئيس ان من أسس حزب الإصلاح هو علي عبدالله صالح ليتبادلا الأدوار ندعوه لدعم الجنوبيين على تنظيم أنفسهم فنحن نشكو له وهو رئيسنا ومنا نشكو له ضعف حيلتنا وافتقادنا للعمل المنظم وهو يمتلك مقومات ستساعدنا على توحيد صفوفنا بعيداً عن عبث العابثين والمراهقين
لا نطالبه بالانحياز بل دعم المحافظ عيدروس ودفعه للعمل السياسي ليكون قائد جنوبي ودعم الأمن ليكون الجنوب نموذج في التصدي للمؤامرات خالي من الميليشيات ويكون كيان قوي مستقر ثم بعد ذلك يرعى الرئيس تسوية شمالية جنوبية قادمة وبهذا يكون هادي رمز مخلد في ذاكرة الشعب الجنوبي
لقد كنا نطالب الجنوبيين بالتأقلم مع المتغيرات ودعم التحالف ودعم الرئيس ودعم المحافظ فاثبت الشعب الجنوبي انه من أعظم شعوب العالم وينشد المدنية والنظام والقانون وكان ولا زال متعاون الى ابعد حد فقط ينتظر جهود وإمكانيات دولة تنظم جهوده وسنتغلب على كل الإشكاليات والسلبيات
هناك جهات تسعى لإفشال الجنوبيين وتخويفهم من المستقبل مستقبل ينشده هذا الشعب ويطارده منذ ان افتقد الوطن تكالبت عليه كل الأعداء فخذله للأسف كثير من أبنائه
ان الشعب الجنوبي لن يموت ولا يعلق مستقبله على احد فمن احسم فلنفسه ومن أساء فعليها ولكننا هنا نجدد أملنا في الرئيس فهو الرقم الصعب الذي يمكن له ان يصنع لشعبه ما لا يصنعه غيره خاصة في وقتنا الحاضر فهادي منا أهل الجنوب