هناك رجال قد يرحلون ولايتركون اثرا طيبا وهناك افذاذ الرجال الذين نضالهم وتاريخهم ليس ملك لهم بل للمنطقة التي ترعرعون فيها لانها ولادة للسياسين والفنانين والفقيد محمد علي الميسري من تلك الكوكبة التي اهملت ولم تلقى مساندة ولارعاية حتى من ابناء جلدته وتلك هي مصيبتنا في محافظة ابين التي يتساقطون رجالها واحد تلو الاخر دون ان يكرم مناضليه وابطاله وفنانيه والشعراء الافذاذ وهم كثر . الفنان الكبير الميسري الذي كابد عناء المرض وظل واقفا على رجليه دون ان ينكسر ويحبط وظل نشطا في علاقاته الفنية والاجتماعية واذكر انني تناولت مرضة في صحيفة الطريق الغراء وضرورة سفرة الى الخارج اسوة بفنانين المحافظات الذين كرموا بسفر الى الخارج وتطرقت الى مكرمة من الرئيس هادي ان يعامل اسوة بالفنانين الذين حضيوا بمكرمة رئاسية .
الفنان الجبل والصوت المجلجل الذي صدع في مرحلة مهمة في حياة الشعب الجنوبي الابي وظلت اغانية الحماسية ترفع الهمم وتشحذ السواعد لغد جميل للجنوب وعندما يترك الكرماء سجلا فنيا رائعا يظل موثق في عمق التاريخ وليخبر الاجيال القادمة هذا هي ادوار المناضلين الذين يقدمون عصارة عمرهم لينال الاخرين السلام والامن الذي اصبح كابوس ثقيل على صدور الجنوبيين وخصوصا ابين الرقم الصعب الذي لايمكن ان يتجاهلها اي سياسي لانها خاصرة الجنوب واستمر الميسري كصوت ابيني ساطع .