اليوم التاسع عشر من شهر مارس الذكرى الأولى للشهيد غير مجرى التاريخ الجنوبي ؛ نعم أقولها وبكل فخر يوم غدآ هي ذكرى من نحت اسمه في قلوبنا من وضع بصمته في كل جنوبي حر كل جنوبي غيور على أرضه ؛ هاهي الذكرى الأولى تمر علينا ياصديقي وأنت لست معنا تمر ونحن في حالات من الحزن والخوف والقلق حالات من الاضطراب النفسي والفكري ... سوف ألجأ إليك يا اخي علي لكي افضفض واخبرك ماذا حدث بعد رحيلك من أحداث دمرت النسيج الاجتماعي في الجنوب قبل المباني والمنازل ؛ بعد استشهادك انتصرت عدن على من قتل أبنائها نعم انتصرت عدن ولكن بكتك وندبتك ولبست ثوباً أبيض وأطلقت عليك لقب علي الصمدي " رجلاً غير مجرى التاريخ " لاحظت يا صديقي ماذا وصفتك مدينة عدن وأبنائها أيضاً ... علي لقد دخلنا في حرب غاشمة بعد رحيلك استشهد منا الآلاف وجرح الآلاف أيضاً دمروا عدن والجنوب لم يسلم منهم الطفل ولا النساء حتى المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة قتلوهم في عدن ؛ تصدق أنهم وصفوا شعبا بأكمله دواعش وحاولوا أن يبيدوا هذا الشعب ولكن فشلوا ؛ ولكن في الأخير انتصرنا ياصديقي انتصرت عدن بأبنائها الأبطال وتحررت الجنوب أيضاً ... آه ياعلي كم افتقدتك وتمنيت أن تكون هنا لترى كيف تحقق حلمك وحلم كل شهدائنا في الجنوب ؛ كم أنا غبي نسيت ان هناك شهداء وأكبوك وربما اخبرك بكل شيء فأنا أعلم مدى شغفك لمعرفة ماذا حدث بعد رحيلك ؛ علي هل أخبروك بكل شيء ؟؟ هل حكوا لك عن وقوف التحالف العربي معنا في الحرب ؟؟ أدرك جيدا إني بدأت اتخبط في كلامي ولكن اعذرني فغداً الذكرى الأولى لاستشهادك ... اعلم ان الكل سيكتب عنك ولكن اعلم أيضاً انهم لن يخبروك أن عدن لازالت تحتضر بعد رحيلك وبعد انتصاراتها ضد المليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح ؛ لن يخبرك أحداً منهم أننا أصبحنا نمشي وراء المجهول بشعارات الدولة الجنوبية ؛ لن يخبرك احدهم أننا نتآمر على بعضنا البعض خفية وعلن ؛ لن يتجرأ أحداً منهم ان يقول ان الجنوب ومقاومته الشريفة أصابهم الشلل ... يا علي الكلام طويل والأحداث مستمرة إلى لحظة كتابتي لك هذا المقال ؛ تستغرب صح تقول الدماني بدلاً من ان يكتب عني جاء يشكو ويزيد في همي ؛ لاعليك ولاتستغرب يا صديقي فأنت بمثابة وطن لي ففي مثل هذه الوقت قبل عام كنت أكلمك وجها لوجه واليوم ليس لدي طريقة للحديث معك إلا بهذه الرسالة ؛ صحيح أنها رسالة مملة حملتها هموم وشكاوى بدلاً من السلام ورحمة ... سأكتفي يا أخي علي ولن أزيد في كلامي فقد كتب الجنوب عنك كلاماً لو كتب المؤرخين لما وصلوا لما كتبه شعبك الجنوبي عنك "علي الصمدي رجلاً غير مجرى التاريخ" فعلاً تغير مجرى التاريخ وانكسر حاجز الخوف في 19 مارس 2015م ؛ وأخيراً سأظل افتقدك فأنت "حاضراً غائب" معنا ولن ننسى مافعلته لأجل مستقبل أبناء وطنك الجنوبي "أرقد بسلام" يا أخي وصديقي ...
