البعض يربط خروج بن عرب المفاجئ من عدن بتضييق معين يمارسه عاى الوزير الأخوة الاماراتيون وحليفاهم في حكم عدن اللواء شلال علي شائع وسعادة محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي .. بينما هناك من يرى عكس ذلك تماما فبحسب رايهم فان الوزير بن عرب يهرب من عاقبة عدم قدرته على الوفاء بالتزام ابرمه مع القاعدة وتضمن أن يقوم بالحيلولة دائما دون تنفيذ حملات أمنية تستهدف عناصر التنظيم في محافظة عدن .. بعد الحملة الأمنية الأخيرة على المنصورة أصبح الوزير بن عرب مخلا بالتزامه ولا عذر له إطلاقا في التحجج بتجاوز الأحداث لصلاحياته وان الأمور تداخلت خارج قدرات الالتزام الذي ابرمه معهم والذي أضحى منتهكا بفعل قوات نظامية يفترض إلا تتحرك إلا بتوجيهات وزير الداخلية ؛ وهنا مربط الفرس ؛ حيث أن الهدف من الاتفاق مع بن عرب الذي يقابله التزام بعدم التعرض لحياته هو تحقق نتيجة حيوية تتمثل في عدم المساس بمراكز سيطرة التنظيم ولا بديل يغني عن هذه النتيجة طالما والهدف المقصود من عقد الاتفاق مع بن عرب لم يتحقق ولا يهم بعد ذلك أن يكون تفويت الغاية من الاتفاقية قد تم بمعرفة الوزير أو تم رغما عنه .. ما هو مهم الآن أن حياة بن عرب لم تعد ضرورية كي تحجب عن القاعدة غوائل الحملات الأمنية والمداهمات ؛ ومن هنا يدرك بن عرب انه يستوي الامران في نظر القاعدة وان حياته وعدم حياته أصبحت في نفس القيمة أن لم نقل أن رأسه ربما يوفر إنجازا معنويا وإعلاميا فيما لو قرر التنظيم أن يعيد تسويق نفسه ايدلوجيا لدى قواعده الشابة .. ولهذا السب ؛ بن عرب ؛ هرب ؛ .. وربما يدركه على السكة مدير مكتب الرئاسة ؛ فيما إذا كانت التفاهات قد تمت في سلة واحدة مع الوزير وقائد المنطقة الرابعة ومدير مكتب رئيس الجمهورية .. وهناك من يرى كذلك أن خروج بن عرب يأتي في سياق قيام الرئيس هادي بسحب كل أدواته المهمة من محافظة عدن التي تعيش اوضاعا يهم الرئيس هادي أن يكون بعيدا عن تداعياتها على المدى القريب ؛ وبحسب هذا الراي يرى فريق الرئيس هادي في مستقبل عدن القريب نذر صدام مدمر يلوح في سماء المدينة التي تشهد إجراءات أمنية شديدة طالما حرص طاقم الرئيس على إلا تحدث ، ويرى أن الرئيس وطاقمه وأدواته يتعين أن يكونوا في منأى منه ؛ وعن نتائجه التي يتوقع أن تملك في المستقبل ايذاءا لمشروع الرئيس الأهم المتمثل في مشروع التمديد ؛ ولعل كلام الرئيس هادي الاخير في قطر عن تأجيل موعد الحرب مع داعش وأنها حرب ستأتي بعد التخلص من الحوثيين ؛ لعل في هذا التصريح ما يشي بأن الرئيس يقول إن الحملات الأمنية التي تنفذها سلطات عدن في المنصورة ليست حربا للرئيس ؛ وبخروج بن عرب واليافعي اليوم من عدن تكون الأدلة واضحة بأن الطاقم الرئاسي يتبرأ بالجملة من إجراءات تعزيز الأمن في مدينة عدن .. فهل بن عرب هرب ؟ أين كانت الحقيقة الحائرة بين تلك التحليلات فإن الثابت في الموضوع أن الوزير بن عرب قد عبر البحر دون علم السلطات الحاكمة في محافظة عدن ؛ والأهم من ذلك دون علم القوات الإماراتية الساندة لقوات الأمن في محافظة عدن ؛ وقريب من تلك الأهمية ما يتضمنه هذا الخروج من دلالات شبه أكيدة عن حضور الشائعات مرة أخرى لتتناول الجدل بشأن حقيقة وجود صراع بين أجنحة نظام الشرعية وتحديدا الصراع بين الرئيس هادي ونائبه رئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح .. الصراع الذي يقال أنهما يعكسان فيه اختلافا عميقا في وجهات النظر بين رائدي التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ؛ المملكة العربية السعودية من جهة ؛ والإمارات العربية المتحدة من الجهة الاخرى ... ما يجب أن يستوقفنا مطولا ؛ نحن الجنوبيون ؛ هنا ؛ وفي اوضاع هذا الصراع ؛ هو التساؤل عن وضع عدن بين كراكيب العراك غير الظاهر بين مؤسسات العاصفة الإقليمية والمحلية ؛ بالتحديد يعنينا التساؤل عن وضع عدن في الصراع بين هؤلاء ؛ وهل مستقبل المدينة بمن فيها ناس وطموحات وتطلعات هي مجرد تكتيكات ومناورات واوراق ضغط ؟ أم أنها ساحة صراع لتصفية الخلاف بين مشاريع "اجنبية" تشترك في معطى الارتباط بخيار الوحدة في اليمن ؟ ماهي مخاطر تقلبات هذا الخلاف على حالات الوضع الأمني والسياسي والخدمي في محافظة عدن ؟ وما هو مدى استخدام الأحوال الأمنية والسياسية والخدمية والمعيشية في الجنوب ضمن خيار إدارة الأزمات في منحى عض الأصابع الذي سيندلع منذ اللحظة بين المشروعين انطلاقا من عدن ؟ ثم ماهي علاقة تلك الصراعات بخيار الجنوبيين المصيري في طلب حق تقرير المصير الذي يعد المفتاح القانوني إلى خيار التحرير والاستقلال ... على العموم ؛ ومهما يكن من امر ؛فالأيام القريبة القادمة كفيلة بكشف غموض الموضوع ؛ وسنرى أي الآراء أصدق فيما ذهبت إليه من تحاليل أثارها خروج وزير الداخلية محمد حسين عرب المفاجئ ؛ وخلسة ؛ من مدينة عدن بالامس ،،،