الارهاب المنظم معضلة حقيقيه يصعب القضاء عليها بصورة نهائية وهو ما اثبتته تجارب الدول الكبرى التي توحدت معا لمحاربته وسخرت له كل امكانياتها الضخمة لتحقيق هذا الهدف دون جدوى ولكنها تمكنت من تحجيمه والحد من خطورته سواء من خلال قدرتها السريعة للوصول الى المعلومات المطلوبة عن مرتكبيها وبالتالي الكشف الكامل لكل المكونات التي هيأت ومولت وساعدت على ارتكابها وضبطها وتفكيكها والتي تؤمن منع ارتكاب هذه المجموعة اي اعمال اخرى وتوجه رسائلها ايضا الى غيرهم ممن ينوي القيام بمثل ذلك بانه سيلقى نفس المصيران لم تتمكن من اكتشافه قبل تنفيذها . - ووضعنا العام في الجنوب اكثر صعوبة في ضل الانعدام الكلي لمقومات العمل المعلوماتي الذي يمثل عماد الحرب الجنوبية الحقيقية الحديثة القادرة على شل فاعليته وبصورة دائمة مقارنة بالأساليب الحالية المتبعة لمكافحته والمتمثلة بكل من فرق المداهمة و نقاط التفتيش والدوريات والحمايات الأمنية للشخصيات والمرافق العامة والسيادية لا تشكل سوى عامل مساعد للتخفيف من نتائجه . - ان هذا الوضع الصعب يفرض على قيادة المقاومة والتحالف التفكير الجدي باتباع اساليب شاملة وحديثة تودي لخلق اداه فاعلة وجديرة بأداء هذه المهمة وبشكل دائم في الجنوب وعدن تحديدا كمرحله اولى في ضل ادراكنا المطلق باستمراريه بسعي اعداء الجنوب لمواصلة وتطوير اساليب تنفيذهم لأنشطتهم الإجرامية وتفعيلها بالتزامن مع استمرارية مسيرة ابناء الجنوب الساعية للخلاص من ظلم الاحتلال واستعاده دولتهم المغتصبة ويمكن تحقيق هذه الأداة من خلال مايلى:. 1_تكليف قيادات المقاومة في مديريات العاصمة بالبحث عن عناصر مؤهلة وتحظى باحترام سكان الحي او الشارع التي تقيم فيه وبما لا يتجاوز ثلاثة افراد بكل حي لتولي مهام الرصد والمتابعة لأي انشطة او تحركات مشبوهة في نطاق حيها والتحقق من استخدام المحلات والورش والمخازن للأغراض القانونية المخصصة لها . 2- قيام قيادة المقاومة بالمحافظة باختيار عنصر او اكثر من عناصرها العاملة في مرافق الدولة الخدمية والسادية المدنية الواقعة في اطار كل مديرية لأداء تتبع سلوكيات الاشخاص العاملين فيها ومنشآتها والتي يمكن ان تثير حولها الشبهات عن مشاركتها باي من اعمال التخريب داخل هذه المرافق او المساعدة لاستخدام هذه المرافق بأي اعمال ارهابية خارجها. 3- الدفع بعناصر المقاومة الذين يتم اختيارهم سواء في اطار الاحياء والشوارع العامة في مدن المديريات او في مرافق العمل لاستقطاب من يمكن استقطابهم من السكان والموظفين لمساعدتهم على اداء المهمة وتوزيعه على شكل مجموعات تتخصص كل منها في القيام بالتحريات الدائمة والمباشرة في المباني والورش والمحلات والطرق العامة الاقرب لمواقع اقامتهم او مواقع عملهم وبشكل طوعي على نمط لجان الاحياء الشعبية مع الفارق الوحيد المتمثل بتخصصها في الكشف عن اي اشخاص او مواقع او انشطة لها صلة بالإرهاب في منطقة او موقع مسئوليتهم المحدد. 4-اختيارخمسة على الاقل من كوادر المقاومة ذوي الخبرة مع مندوبا لجهاز البحث الجنائي لإدارة نشاط هذه المجموعات على مستوى المحافظة وثلاثة على الاقل مع مندوبان للبحث الجنائي لإدارة نشاط المجموعات على مستوى كل مديرية ليكونوا همزة الوصل بين عناصر المقاومة الميدانية في الاحياء والمرافق وهرمهم القيادي بالمحافظة . 5-تولي هذه المجموعات مهام التحقق من عدم وجود او انطلاق اي انشطة ارهابية في نطاق الاختصاص والابلاغ عنها عند توفرها والتنسيق مع عناصر الامن والمقاومة في نطاق الاختصاص لتنفيذ اي توجيهات عليا للتعامل معها والمساعدة في البحث عن العناصر المجهولة او المطلوبة او الأنشطة المتوقعة التي ستعممها قيادتهم الاعلى درجة بهدف ضبطها او افشال مخططاتها المتوقعة.. -ان العمل بهذا الاسلوب سيضفي نوعا من السرعة في الحصول على المعلومات ومركزتها وتبادلها والفاعلية في الاستفادة منها وستساعد في تفعيل مهمة الكشف المسبق عن الأنشطة قبل وقوعها ليس فقط من قبل عناصر المقاومة المكلفين بأدائها وانما الاهم من قبل المواطنين أنفسهم الذين سيكونوا عبر مجموعاتهم الطوعية المساهمة بالمشاركة في نطاق سكنهم او مرافق عملهم والتي ستكون العنصر الفاعل في الوقاية من ارتكابها في مناطق تواجدهم . - ورغم ان هذه المهمة قد تستغرق اسابيع للانطلاق ولو بشكل متواضع الا انها الطريقة الوحيدة والفاعلة في تحجيم ومحاصرة اعمال الارهاب ومضمونه النجاح مستقبلا لتوفر جزء كبير من متطلبات عملها الأساسية المتمثلة بالكم الكبير من ضباط الامن الذين لم ترتب لهم اعمالهم في ضل استمراريه استلامهم لمرتباتهم وكذا الحال مع الكثير عناصر المقاومة المؤهلة ايضا الذين تصرف لهم مرتباتهم دون ان يقوموا باي مهام منتظمة اضافة الى وجود عدد كبير من المواطنين والمتقاعدين والموظفين المستعدين للمشاركة في حماية احيائهم ومرافق عملهم كدافع وطني ودافع شخصي لحمايه وتامين احيائهم واطفالهم المقيمين فيها. اتمنى ان تجد هذه المقترحات اذنا صاغية في قيادة المقاومة والشروع الفوري بتنفيذه وهي خطوة ضرورية حتما ليس لحماية الامن بعدن فقط وانما ستكون منطلقا بعد ذلك لحماية الامن والاستقرار في عموم الجنوب بشكل عام.