هناك أمر لا يختلف الشيطان ومعه أثنان من المختلين عقلياً بشأن حدوثه وهو انتصار تعز طبعًا بمشيئة القدير، غير ان السؤال الذي يحشر نفسُه بالنص.. متى سيحدث ذلك وكيف؟ متى هي مسألة وقت لا أكثر في حين ان كيف هي الطريق لتحقيق متى.. قبل حوالي نصف شهر فرحنا كثيرًا جدًا بتحرير الجهة الغربية لتعز غير ان رتم العمليات العسكرية هناك سرعان ما بدأ يتراجع وذلك يعود لعديد عوامل وأسباب وخذلان الشرعية ربما يأتي في صدارة تلك المسببات، لكن هل سألنا أنفسنا يومًا لماذا لم تتحرر تعز حتى الآن؟!يوجد في تعز ما يقارب من 4 مليون انسان ولا نشكك مطلقًا في رفض اغلب هؤلاء لتواجد الحوثي وصالح، لكن هل الرفض وحده يكفي؟ لا أعتقد، حسب آخر الإحصائيات يوجد ما يقارب 35 ألف مقاوم من بين 4 مليون مواطن ولا اعتقد ان الاربعة مليون جميعهم يقفون مع الحوثي.. القليل منهم ربما يساند الحوثي والأمر ليس مرتبط بقاعدة مذهبية للحوثي بقدر ماهي قاعدة مصالح مبنية على الولاء الشديد الذي يجسده بعض مشائخ وأعيان تعز مع الرئيس السابق علي صالح! وفق المنطق والواقع لا يمكن تقبل فكرة انتصار تعز ب35 ألف مقاوم على 12 لواءً عسكريًا على أعلى تدريب وتخطيط عسكري! إطلاقاً لا نقلل من دور تعز وابنائها في الصمود تجاه العبث والقتل الذي تصدره مليشيا الحوثي وقوات صالح، غير ان لغة الارقام والواقع تحتم علينا مناقشة مثل هكذا امور وفقاً للمنطق وبعيدًا عن هيجان العاطفة!
ينسب البعض تأخير حسم المعركة بتعز إلى خذلان الشرعية وهذا أمر متفق عليه تقريبًا غير انهُ ثمة عديد أسباب لا يمكن تجاوزها هنا، اعتقد ان تعز بحاجة لتعز نفسها وهذا يتطلب ان تثور تعز بقيمها وبكافة مكوناتها وأطيافها ضد تحالف الحوثي وصالح، لا يمكن تقبل فكرة ان تعود تعز لحكم الطاعة في شمال الشمال بعد كل تلك التضحيات والضريبة التي دفعتها من دماء ابنائها! حقيقةً هناك حالة صمت وتخاذل تسيطر على جزء لا بأس به من المجتمع التعزي ولا نخوّن هؤلاء مطلقًا لكننا نتحدث عن معركة تحرير مدينة وهذا بحد ذاته يتطلب ثورة شاملة تتجاوز حالة الصمت القاتل.
توجد في تعز مقاومة جديرة بالاحترام وصمدت وقاتلت باستبسال غير انها بحاجة لثورة مضاعفة من المجتمع التعزي تكون رافداً لعملية تحرير واسعة بنكهة تعزية خالصة بعيدًا عن الارتباط بمشاريع دخيلة عن تعز! ان تثور تعز بمدنيتها وثقافتها واطيافها المتعددة ضد تحالف الحوثي وصالح، اعتقد ان ذلك كفيل بدحر تلك القوى بعيدًا عن أسوار المدينة الحالمة..