ارتبط أسم زيد أحمد سليمان برفيق دربه الرئيس سالمين منذ البدايات الأولى ومراحل النضال الوطني في الجنوب بقيادة الجبهة القومية وتبلورت هذه العلاقات النضالية والشخصية بين الرجلين بحكم ان سالمين كشخصية ادارية ورياضية أيضا احتضنتها مدينة جعار خنفر من خلال عمله اي سالمين سكرتيرا للنائب حيدرة منصور نائب سلطنة يافع . الي جانب كونه لاعبا أساسيا في كرة القدم ضمن تشكيلة نادي خنفر الرياضي . وهو ما أوضحه لي الوالد الاستاذ منصور العطوي اطال الله في عمره مؤخرا . وفي هذا الاثناء برز أسم الوالد المرحوم أحمد محمد بن سليمان والد فقيدنا زيد كواحد من الشخصيات الفاعلة والمعروفة بالشجاعة والكرم في مدينة جعار وفي هذا الاثناء كان اعجاب الشاب سالمين بالوالد احمد محمد قد ترسخ بعلاقات حميمية ثم نضالية مع الابن زيد ومع مرور عجلة الزمن ما لبثت هذه العلاقة ان تطورت بتطور موقع ومكانة سالمين كشخصية مرموقة ومعروفة في الوسط النضالي والشعبي حتي انتخاب الرجل رئيسا للبلاد في 22يونيه 1969م ومن موقعه كرئيس والرجل الأول في البلاد كان لابد من اختيار شخصية تحظى بثقة الرئيس تتولي مهمة حفظ اسرار رئيس الدولة وتحكمها عوامل النزاهة والحنكة والاخلاص وهنا واعتمادا على ما كان من علاقات حميمية ونضالية ربطت سالمين يوما ما بهذه العائلة الكريمة كان الاختيار لزيد سليمان في موقع يعد الاهم لأي رئيس ذلك ان أهمية موقع مدير مكتب الرئيس تجعله ليس كاتم اسرار الرئيس فحسب بل ويتبع هذه الثقة والمكانة ارتباط عمل الرئيس وقوة نجاحه بمقدار الثقة بمدير مكتبه وظله الذي لم يبارحه أكثر من هذا فهو مستشاره الاول في أدق التفاصيل واتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بمصلحة البلاد . وحريا بنا القول ان الرئيس سالمين صاحب شخصية كارزمية مؤثرة وجذابة ومحبوبة يشهد لها الجميع ونظرا لما يتمتع به من شعبية كاسحة . وحضور ديناميكي فاعل جعلت مكانته محفورة في ذاكرة الاجيال ومن عاصروه في الحياة والنضال والعيش والعمل وأولهم وأصدقهم معه زيد سليمان .طبعا ومن نافل القول ان هذه العلاقة رسخت و تجلت في صور شتى ولي ان أعتقد الى درجة اليقين فحين رزق الرئيس سالمين بنجله أحمد لم يتردد في تسميته تيمنا بابي زيد أحمد بن سليمان وهذا ما سمعته من أحدهم مؤخرا تأكيدا وترسيخا لذلك الارتباط الروحي والنضالي .حتى أخر لحظة من حياة الرئيس سالمين الحافلة والمهمة في سفر الدولة الوطنية في الجنوب ولكم تمنيت مرارا على فقيدنا الكبير عبر أقربائه وأهله من جيراني واحبتي بضرورة ان يقوم فقيدنا بكتابة مذكراته خلال فترة عمله مع رفيق دربه الرئيس سالم ربيع التي لاشك ان دونت ستكون شاهد تاريخي مهم . وبقدر ادراكي لندرة مثل هذه الاعمال في كتابة المذكرات والسير الذاتية لكن .ومهما يكن فان رحيل مثل هذه الهامات الوطنية دون عمل من هذا النوع يعد خسارة كبيرة قد لا تعوض .ناهيك عن غياب مراكز الدراسات والتوثيق في حياتنا لابل ونهب وتدمير كل ماله علاقة بتاريخ ومسيرة الدولة والثورة في الجنوب مهما اتفقنا أو اختلفنا الان التاريخ اذا لم يدون من مصادره وصانعيه .يجعله عرضه للتزوير والتدليس والمصادرة والمغالطة وهذا ما نراه مرأي العين والشاهد مع بعض من الوقائع والاحداث والمشاهد التي عشناها وعايشناها بما اعتراها من تشويه وتحوير ومغالطات فاضحة وواضحة وفقا وتبعا لمشيئة ورغبة حاكم جهول ظالم وهذه قد تكون حالة عامة في قاموسنا كعرب لكنها في حالنا ألعن وأشد . ختاما أقول مثل رحيل زيد سليمان مدير عام دلتا ابين ذات مرة فمدير مكتب الرئيس ثم البرلماني الناجح بامتياز والسفير خسارة ليس لأهله ومحبيه وناخبيه بل ووطنه الذي كان أحد اعلامه ورموزه. لكنها ارادة الله ولأراد لحكمه ومشيئته وانا لله وانا اليه راجعون .