بعد إقصائه من منصبه، وجندلت أحلامه بالرئاسة رحب نائب الرئيس ورئيس الوزراء السابق المهندس/ خالد محفوظ بحاح بالقرار الذي أصدره الرئيس عبدربه منصور هادي بتعيين كلا من الجنرال علي محسن الأحمر نائباً له والدكتور بن دغر على رئاسة الوزراء خلفاً لبحاح الذي وصفه بالفشل طيلة عمله في المنصبين حد ما جاء في نص القرار، لكن سرعان ما تداولت وسائل الإعلام نُسخاً لرسالة بحاحية تفضي إلى رفض صاحبها للقرارات الصادرة، والتمرد عليها كونها مخالفة للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الأمر الذي زاد من وتيرة العراك الخفي في حلبة قصر السلطة التي تعج بالتعيينات المفاجئة، والظالمة بالنسبة للجنوبيين والذي يتمثل في اقصاء كل من له القدرة على خدمة شعب الجنوب والتنديد بعدالة قضيته، وبالاضافة إلى تعيين شخصيات منبوذة سبق لها وإن عاثت بأرض الجنوب فساداً ومارست كل أساليب النهب والسطو وارتكبت أبشع المجازر بحق أبناء الجنوب في سنوات نضاله الأولى، وأيضا لسجلاتها السوداء في تاريخ اليمن الحديث حتى بعد ثورة التغيير التي قيّدت صلاحيتهم وأردتهم نازحين إلى دول الخليج التي أعادتهم لأماكنهم في سيناريوهات مجهولة الهدف يتم طبخها خلف كواليس دول التحالف ضمن خططهم التي تهدف إلى انهاء الحرب ونشر السلام الذي تمشدقت به أفواههم كثيراً، ولم يحققوه حتى هذه اللحظة رغم تواجد الوفد الحوثي في الرياض للتحاور حول استراتيجيتها.. ويرجح مراقبون أن رفض المهندس خالد بحاح لقرار إعفائه من مهامه هو نتاج خلاف الإمارات الداعمة لبحاح مع السعودية الداعمة للرئيس هادي بشأن ذات الأمر-حد ما تناولته وسائل الإعلام- خصوصاً في قرار تعيين الجنرال الأحمر نائباً للرئيس والذي يعتبر الممول الأكبر لحزب الإصلاح الإسلامي اليمني ألد الخصوم لدولة الإمارات، بينما رأى البعض الآخر أن رفض بحاح جاء شخصياً منه وبدون تكلفاً لأي طرف، هدفاً بتوسيع دائرة الاتهامات حول ما يدبره الرئيس هادي لمستقبل الجنوب، ومنطلقاً لفقدان الثقة الضئيلة التي تضعها دولة الإمارات في الرئيس اليمني، على غرار مماحكات أخرى تنصب حول طمع الشخصيتين لظفر بكرسي الرئاسة.. ومما زاد من تأزم الوضع هو قراءة المحللون للطريق الذي يمكن أن يسلكه المهندس خالد بحاح بعد قرار اقصائه المفاجئ، والذي ربما يدفعه لانتهاج مساراً مخالفاً وعدائياً مع هادي وسلطته، ويجعله يكشر عن أنيابه خصوصاً لامتلاكه شعبية كبيرة في قلوب ابناء الجنوب، بدلا من الخوض في أية أعمال ستلقى على كاهله، والتي استبعد أن يرضى بها ما دامت كانت تحت قيادة هادي وأمره.. كما هو الأمر مع الشعب الجنوبي في الأيام القادمة وموقفه من القرارات طبقاً لمسايرة الأوضاع ومتغيراتها.. ومهما كانت وتعددت الأسباب والرؤى يبقى الشارع الجنوبي في تهيج واسع، واستياء تام لقرارات الرئيس هادي التي باتت كورمٍ خبيث يزداد انتفاخاً كل يوم ولا ينبئ بالعافية بتاتاً، الأمر الذي لا نستعبد من خلاله قيام ثورة جنوبية يقودها بحاح ضد هادي وسلطته تنتهي بمزيداً من الخراب والدمار والتشتت، ومزيداً من البعد والانقسامات لا قدر الله.