مهما كان حديثنا عن حقائق دولة الجنوب فلابد لنا ان نعترف بالواقع وواقعنا السياسي يقول اننا لم نعد دولة مستقلة وانما كنا دولة مستقلة حتى قرارات مجلس الامن في 94 كانت كقرارات مجلس الامن في 2015 كلها تندرج ضمن الدولة الواحدة التي يعترف بها العالم بعد كارثة توقيع اتفاقية 22 مايو بين قيادة البلدين هذا الواقع اوجد دولة فاشلة تسبح بالفوضى والدمار ولا يمكن ان تنهض دون حل القضية الجنوبية والاعتراف بها وفي الطريق لحل القضية الجنوبية نصطدم بنوعين من المتشددين المتشدد للوحدة الاندماجية وهم من الشمال هؤلاء يبحثون عن الوهم فالجنوب قضية شعب ووطن لا يمكن انكاره وتغييبه وتركيعه النوع الاخر من المتشددين هم المتشددين للاستقلال المباشر الناجز هؤلاء لهم كامل الحق في مطلبهم كونهم يطالبوا بدولتهم وهم من يقرر مصيرهم لا الاخرين في الشمال او الجمهورية العربية اليمنية لكن للقضية الجنوبية تعقيدات سياسية كثيرة تجعل الفصل المباشر غير ممكن وانما يستهلك الثورة الجنوبية وطاقتها وحتى وان دخل الجنوب والشمال في حرب واضحة على الانفصال والوحدة ففي الاخير سيتم التوصل الى تسوية سياسية انتقالية
ومن هنا كلا المتشددين هم عقبة في طريق حل القضية الجنوبية واجد الحل في الدولة الاتحادية الجديدة فقط
غالبية النشطاء والمثقفين والسياسيين يدركوا هذه الحقيقة ولكن للاسف هناك ضعفاء وجبناء في قول الحقيقة ويفضلوا الاستمرار في الشعارات العاطفية التي لن تحقق اي استحقاق يذكر
اذا اتيت لشخص متعصب وقلت له في عام 2008 ما رأيك في قيام دولة اتحادية لفترة 5 سنوات سيتهمك بالخيانة والتنازل وتأجيل الاستقلال مع ان حينها لو اعلنت الفدرالية لكان انتهت في 2013 اي قبل 3 سنوات وهنا اشكاليتنا مع بعض من توهم ان الاستقلال نهاية الشهر وانه من السهل بضربة واحده
لن نخرج من واقعنا بالقفز عليه بل بمواجهته والسير على طريق واضح المعالم لهذا اجد ان الدولة الاتحادية هي الحل وليس الهدف وهنا يكمن الفرق
اذا عاد الجنوب كيان يمتلك إدارة حكمه وثرواته وله منظومة سياسية واحزاب وعلاقات خارجية حينها يكون الجنوب على مرمى من الاستقلال حتى وان لم تنص الدولة الاتحادية على حق تقرير المصير
فهل نثق في شعبنا وقضيتنا ؟ ان الشعب الذي ثار في ظل اندماجية مفرطه كيف له الا يثور وهو يمتلك كيان ندي وجيش وامن ويمتلك علاقات وحكم ذاتي ويدير ثرواته ومؤسساته اليس حينها سيكون اقوى واقدر ويمتلك مقومات دولة ويحصل على ثقة واطمئنان دول العالم
حينها قد نقوم بالخطوة من جهة واحدة دون الحاجة لاتفاق مع الطرف الاخر فالامر يخص الاقليم ومصيره وسنحضى بدعم على عكس ما نحن عليه الان
عودة الجنوب كيان سياسي قائم هو بداية الطريق لعودته دولة مستقلة لهذا ادعم و اؤيد الدولة الاتحادية
شعب الجنوب يحتاج للوقت الكافي ليبني طريقه بأمآن يحتاج لحلول عاجله وممكنه تخرجه من جراحه وواقعة المزري ولا يحتاج للشعارات الرنانة التي تطيل امد جراحه وتهدر هذه الفرص السانحة وتفوت كل هذه المتغيرات
لا اعتقد ان هناك حراكي واحد يشكك في المحافظ عيدروس الزبيدي اليوم هو محافظ محافظة في الجمهورية اليمنية الواحدة وليس الجنوب المستقل او حتى اقليم الجنوب ما يعني ان الواقع يفرض علينا التعامل معه وهذا ليس خيانة وانما شجاعة
لهذا اؤيد الرئيس و اؤيد الدولة الاتحادية واثق ان الرئيس يعمل لاجل الجنوب وسط واقع صعب وتعقيدات كبيرة
تأييدي للرئيس وللدولة الاتحادي هو تأييد للاستقلال وعلى طريق استعادة الدولة فهذه وجهة نظري وقناعتي انطلق فيها بالتوازي مع دعم التصعيد الثوري وتأييد مليونية تقرير المصير ولابد من انجاحها
بالنسبة لصفة انفصالي في عنوان المقال فأن كان يحلو لهم تسمية من يطالب بدولة الجنوب واستعادتها حرة مستقلة بانه انفصالي فأنا انفصالي رغم اني لم اطالب بانفصال جزء من بلد عن البلد الام فمطلبي هو استعادة دولتي بعد اندماجها مع البلد الجار والشقيق في اتفاقية سياسية انتهت بفشلها وتحولت الى احتلال كامل الاركان