- النسيج الاجتماعي المتماسك هو الحامي والحافظ لأي مجتمع او مدينه او وطن ضد أدوات التدمير الداخلية والخارجية. وقد رأينا على مر التاريخ ان من ذاد عن عدن هو نسيجها القوي المؤمن بهويتها الجنوبية والمتمثل بأبناء محافظاتالجنوب او كما سماها الانجليز محميات عدن وقد كانت التسمية صادقه. ايضا من ذاد ودافع عن مديريات عدن هو نسيجها الاجتماعي ذو الهوية الجنوبية المتمثل في أبنائها من كل الأعراق والأصول سواء من أبناء المحميات الجنوبية او من أبناء الجاليات او الاقليات من الصومالوالهند وباقي البلدان الأجنبية او العربية او من أبناء الجنوب ذو الأصول الشمالية. والذين في مجتمعهم العدني كونوا النسيج العدنيالجنوبي المتالف المتمدن المتماسك. - وحتى في حالة السلم كان لا يناء محميات عدن الفضل في تطويرها وازدهارها على مدى التاريخ الحديث وكان لبيوت عدن التجارية من أبناء محمياتها في سنوات الاحتلال الإنجليزي لعدن ومحمياتها مثل ال بازرعه وباهارون وباشنفر والعمودي والعيسائي والمفلحي وعليوه وباحاج وغيرهم الكثير الأثر الأكبر في نهضة عدن ومحمياتها. - وعلى العكس خلال سنوات الوحدة نجد بيوت الفيد التجارية الشمالية تقدم الدعم اللوجستي والمادي للجيوش القادمة لغزو الجنوب. واستلام المقابل حتى اللحظة من اتاوات وتسهيلات واحتكار للتجارة الغير مشروعه والمبنية على دماء أبناء الجنوب فمثلا تسليم ميناء عدن الى عائلات الفيد الشمالية وأنشاء ما يسمى مجلس أمناء الموانئ. ليخدم هذه العائلات وقوى النفوذ. وتقطيع اوصال ميناء عدن كأرصفة ومخازن خدمه لنفس هذه البيوت والقوى بأسعار زهيده جدا وايجارات مئات السنين. وعرقلة تعميق وتطوير ميناء عدن بالعمق العالمي. واحتكار اذون الاستيراد لتصرف من هيئة تطوير الموانئ في صنعاء وتلزم اغلب الشركات بالتوجه لأرصفة ميناء الحديدة الشمالي. لان تجارة هذه العائلات وقوى النفوذ ووكالاتها هناك. وهذه الاعمال لا تأتي الا من اشخاص يريدوا تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي المتالف ليتمكنوا من طمس الهوية الجنوبية وربط المجتمع بهويه ونسيج دخيل غير متجانس. - كانت عدن ومحمياتها (محافظاتالجنوب الخمس) تسمى في الخارج بمستعمرة عدن. وكان يطلق على أبناء عدن ومحمياتها ب(العدانيه ) وإلى عهد قريب فكان الحضرمي والشبواني والمهري والصوماليوالهندي واليمني وكل أبناء الجنوب من كل الاعراق يسمى في أوروبا ودول العالم والخليج ب(العدني ). وحتى قبل الوحدة المغدور بها واثنائها وحتى اللحظة. اتذكر انه كان في صنعاء تجمع في مقهى شاي لكل جنوبي يسمى مقهاية العدانيه. -وعندما نادى المناضل ورائد التنوير العدني لقمان الله يرحمه في نهاية الخمسينيات بأن تكون عدن ومحمياتها مستعمره تتبع مباشره لندن وليس بومباي. ونادى بأن تكون الوظائف والإدارة لأبناء مستعمرة عدن (عدن ومحمياتها) وطالب بعدم استجلاب موظفين أكثر من الخارج وخاصه الهندوالصومال لشغل وظائف المستعمرة والاعتماد على أبناء مستعمرة عدن وبعد نضاله الشاق كان له ما أراد. وقال في خطابه التاريخي (نحن ابناء جنوب الجزيرة نحب الحرية ونعشقها ولا نرضى بها بديلا. نحب الحرية حتى وان عشنا معها في اكواخ الفقر وتحت وهج الشمس وفي مهب الريح. ولن نرضى ان نستبدل بها استعمارا مهما صوره لنا اذناب الاستعمار والمنافقون الأغبياء يجب ان يستعد العدنيون للكفاح السياسي.”) ونحن نعلم أن السلاطين والمشايخ والعلماء والتجار وابنائهم من المحميات في عدن هم من كان يحظى بفرص التعليم والتوظيف ويشكلوا الطبقة الأرقى بعد أن أصبحت عدن ومحمياتها مستعمره تجاريه دوليه. -وتأكد لنا حقيقة المسمى البريطاني (عدن ومحمياتها) فعند احتلال عدن من قبل قوات التاج البريطاني وقفت القبائل التي تسكن عدن والمجاورة لها لتحميها، وكما ذكرها سمو الشيخ الدكتور القاسمي كانوا: “العبادل – اهل فضل – العقارب – الحواشب – اهل يافع – العوالق – الضالع – العلويون ويقصد آل عله – الصبيحة وقبائل دثينة”، وهم قبائل اغلبها تنتمي الى سلطنات (العقربي – الفضلي – العبدلي –العولقي). -وخلال الحرب الأخيرة على عدنوالجنوب المفروضة من قبل جيوش ومليشيات الحوثي وصالح الشمالية فلم يحمي ويذود عن عدن إلى ابناء محافظاتالجنوب (محميات عدن) جنبا إلى جنب مع أبناء العاصمة عدن. وكانت ولا زالت كل محافظات الشمال تمرر وترفد قوات الاجتياح الشمالية لعدنوالجنوب بالرجال والعتاد والغذاء والماء. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها حتى اللحظة. -فقد اثبتت مجريات الاحداث والمعارك ان من يحمي العاصمة عدن أبناء المقاومة الجنوبية الابطال. وان أبناء محافظاتالجنوب هم الدرع الواقي والحاضن لعدن. لإيمانهم بانها عاصمتهم الأبدية. فمن يقاتل ويسقط شهيدا الى جانب أبناء العاصمة عدن هم من كل محافظاتالجنوب. يسقطوا شهداء لأجل كرامتنا في عدنوالجنوب. فعلى القلة القليلة جدا التي تعتز بعدنيتها ولا تعتز بجنوبيتها. ان تتابع سير الملاحم البطولية للدفاع عن عدن المستهدفة أساسا من جيوش ومليشيات كل الشمال. فكل الجبهات في المحافظاتالجنوبية تمنع وتقاوم وتصد مرور جحافل الغزاة للوصول الى عدن وتقدم لأجل ذلك الشهداء والدماء. عندها ستفتخر هذه القلة بانها عدنيهجنوبيه. (يدون التاريخ على الصفحات او كتب الاثار / ودون التاريخ منذ الازل على ورق الأشجار / ونقش قبل ذلك بخط المسند على الأحجار / الأفعال والاشخاص والاقدار/ انما فعلكم بأوطاننا / من أفعال العار / فمن سيدون عار)