يبدو الحوثيين أكثر جدية هذه المرة بشأن إندفاعهم لجولة التفاوض القادمة المزمع إنطلاقها في ال18 من الشهر الجاري في الكويت، تبدو تلك هي الحقيقة بشكل أو بآخر، ذلك ليس تجميلًا لمليشيا لا يختلف ثلاثة على قبحها، طيلة عام كامل من العمليات العسكرية التي قادتها العربية السعودية ضد إنقلابهم على الشرعية التي دلفت بهادي رئيسًا بتوافق 7ملايين يمني ،توصل الحوثيين لقناعة بأنهُ من المستحيل إستمرار العبث والفراغ الذي أنتجته سيطرة مليشياتهم التي لا تتجاوز نسبتها ال5% من بين ما يقارب 25 مليون نسمة هم إجمالي عدد سكان اليمن. تحالف الحوثيين بمساعدة علي صالح الذي قاتلهم ست مرات ،وشن الأثنان حربًا أنهت عامها الأول ولا تزال، أدرك الحوثيين أن النموذج الذي قدموه طيلة عام بات مستحيلًا لا يمكن القبول به وهذا ما يبرر إندفاعهم للحوار هذه المرة عكس جولات الحوار الماضية، قدم لنا التاريخ خلال أعوام أنقضت الحوثيين كناقضي عهود ومواثيق ولا يمكن إعتبار إندفاعهم للحوار هذه المرة بحسن نية ،ان يبدأ الحوثيين ترتيب أوراقهم المبعثرة جراء ضربات العربية السعودية وبعدها يعيدون لسيرتهم الأولى فهذا أحد أقوى الإحتمالات، غير أن الحقيقة التي يجمع عليها الجميع أنهم "الحوثيين" ذاهبون هذه المرة نحو الكويت على أمل أيقاف العبث ولو مؤقتًا..
يبقى علي صالح حليف الحوثيين خلال عام وعدوهم ستة أعوام رقمًا صعبًا لأنصاره، لكنه يبدو رقمًا سهل المنال بالنسبة للرياض وصعدة، وسط تفاهمات بدأت ثمارها تتساقط وليس آخرها إدخال المساعدات إلى صعدة معقل الحوثيين ،وإطلاق 109 يمنيًا مقابل 9 سعوديين.