على مدى تسع سنوات منذ ان انطلقت الثورة الجنوبية وبكل المراحل التي مرت بها ثورتنا رسم خلالها شعب الجنوب صورة نضالية رائعة وسطر ملاحما ابهرت العالم ومع هذ وتلك الا انه لم يصل الى الهدف الذي ينشده . واليوم وبعد ان اصبح الجنوبيون هم من يمسكون بزمام الامور في ارضهم الا ان المعادلة لم تتغير بعد ، بل ازداد الامر تعقيداً . اذن ما لسبب وراء ذلك ؟ انا شخصيا اراء ان هناك عدة اسباب منها سببين رئيسيين وهما : أولاً : ان الحس الوطني لدى الشعب الجنوب ناضج ولكن بطريقة معاكسة فبدلاً من ان يضع الوطن فوق كل شي جعل من الاشخاص ما هو فوق الوطن هناء استبدل ما هو ثابت بما هو فاني ومتغير . وهذا بحد ذاته هو من خلق الانقسام والاختلاف في الروى فكل جماعة في المجتمع اتبعت فرد وهذا ما نشاهده على الواقع فمثلا في الفعاليات و المليونيات التي تحدث كثيراً ما نشاهد من مشادات بين المناصرين للشخصيات بسبب انهم قاموا برفع صورة الشخص الفلاني او انهم قالوا باسم الشخص الفلاني ليغرسوا افكارهم في عقول البسطاء والجهلة من عامة الشعب بأن هذا خائن وهذا وطني والخ.... لا اطيل هنا ولكن بالمختصر ان مكانة الاشخاص باتت اعلى من مكانة الوطن . ثانيا : ان الاشخاص الذي ينادى بهم ليسوا بالمستوى المطلوب مقارنة بحجم القضية فمن ينادى بهم الاغلبية منهم عسكريون وهم المهيمنون على المشهد بينما القضية سياسة بامتياز لو نشاهد ما يحدث في المناطق التي باتت تحت حكمهم لوجدتهم يتفوقون عسكريا بينما اداريا فشلو فشلا ذريعا في معالجة ابسط القضايا الخدمية . فهنا يجب ان نسمي الامور بمسمياتها فالمرحلة التي يمر بها الوطن بحاجة الى الكفاءات وعلى وجه الخصوص الكوادر واعطاء الفرصة لهم بالعمل والقيام بمسؤولياتهم اما ان يبقى الحال على ما هو عليه فأن سنضل بداخل دوامة لا يمكن الخروج منها وفي النهاية فأن الوطن باقي ومن تنادون بهم فانون عاش الجنوب حرا ابيا مستقلا