فيما لا يزال شعب الجنوب يقدم الشهيد تلو الشهيد ثمناً للحرية وإستعادة الكرامة إلا إنه قطع شوطاً كبيراً في الإتجاه الذي أنتظر أن يسلكه كثيراً نحو الإستقلال وإستعادة دولة النظام والقانون... صحيح أن هناك عوائق كثيره تقف في طريق هذا الشعب العظيم إلا أن إصراره على المضي قدماً نحو التحرير والإستقلال يذلّل كل تلك العوائق والصعاب ولكن ستبقى أمامه مشكلة كبيرة تلازمه حتى بعد الإستقلال الا وهي الأقلام المأجورة من أبناء الجنوب وأصحاب المشاريع الصغيرة والذين لا هم لهم سوا المصالح الشخصية مهما بلغ حجم الألم في الجسد الجنوبي ...
ناهيك عن الحرب العسكرية إلا أن شعب الجنوب مازال يخوض اليوم حرب إعلامية تمولها قوى الإحتلال اليمني وتنفذها الأقلام المأجورة من أبناء الجنوب الذين يظنون أن مموليهم مازالوا قادرين على فرض مشاريعهم تحت شعار الوحده متناسين أن شعب الجنوب لم يقدم تلك الدماء الطاهرة إلا من أجل إستعادة الدولة وأن لا رجعة للخلف مهما بلغ الثمن ...
لم يدرك أصحاب الأقلام المأجورة أن حال شعب الجنوب اليوم غير ذلك الحال بالأمس عندما كان الشعب على إستعداد أن يقدم كل ما يملك من أجل مشروع الوحدة العربية الذي طالما حلم به كل عربي مخلص لعروبته وأن الدرس الذي تعلمه شعب الجنوب على مدى خمسةٌ وعشرون عاماً من الظلم والبطش كفيل بأن يسير بهذا الشعب بالإتجاه الصحيح وأن لا يقبل هذا الشعب أي من المشاريع الصغيرة التي لا تعيد له دولته ....
هناك الكثير من الأقلام المأجورة التي تعمل ليلاً ونهاراً من أجل أن تكتب العبارات التي يظن من يحرك تلك الأقلام أنه بإمكانه أن يشق بها الصف الجنوبي مرّةً أخرى ولكن هيهات أن ينجر شعب الجنوب خلف ما تكتب تلك الأقلام لأنه أصبح أكثر وعياً ودرايةً بالأحداث التي تدور من حوله ...
يعلم كل أبناء الجنوب بكل تلك الأقلام لأنها تعمل علناً دون أن تخجل مما تعمله ضاربةً بتضحيات شعب الجنوب عرض الحائط ولكنني لن أتطرق لإسمائهم في مقالي هذا لأنهم أقل من أن أضيع سطر واحد من مقالي في ذكر أسمائهم العفنة التي لا تقل عفناً عن أعمالهم بحق الوطن الذي تنكروا لكل أفضاله عليهم ...