من مسرح شاطئ الراحة في العاصمة الإماراتية، يُسدل الستار مساء غدٍ الثلاثاء على الموسم السابع من برنامج "شاعر المليون" الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، ويتم بثه على الهواء مباشرة عبر قناة أبوظبي الأولى وقناة بينونة. لقب "شاعر المليون" و"بيرق الشعر" وجائزة مادية بقيمة 5 ملايين درهم إماراتي (ما يزيد عن 1.360.000 دولار أميركي)، كلّها بانتظار الفائز بالمركز الأول بعد رحلة طويلة من التنافس مع 48 شاعرا من 9 دول عربية على مدى 15 أسبوعاً، فيما يحصل صاحب المركز الثاني على 4 ملايين درهم، والثالث على 3 ملايين درهم، إضافة لمنح الفائز الرابع مليوني درهم، والخامس مليون درهم إماراتي، فضلا ً عن إصدار دواوين شعرية لهم من قبل أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات. والشعراء الستة الذين وصلوا للحلقة الأخيرة هم: خزام السهلي، محمد السكران التميمي، وعبدالمجيد الذيابي من السعودية، راجح الحميداني وسعد بن بتال من الكويت، والشاعرة زينب البلوشي من الإمارات، وهم باتوا على مسافة ساعات قليلة من اللقب وبيرق الشعر الذي ظفرت به واحتفظت به دولة الإمارات على مدى الموسمين الماضيين عبر الشاعر راشد أحمد الرميثي في الموسم الخامس، والشاعر سيف المنصوري في الموسم السادس، والذي أعلن في الحلقة الماضية من الموسم السابع عن تنازله عن الدفاع عن اللقب لصالح شعراء هذا الموسم، وذلك من خلال قصيدة مُبدعة تناولت موضوع القنص. وتتمثل آلية التنافس في المرحلة الأخيرة، بمنح الشعراء 30% من درجات لجنة التحكيم عن الحلقة قبل الأخيرة، و30% من اللجنة عن الحلقة الأخيرة، فيما تكون نسبة تصويت الجمهور 40%. وستأتي الحلقة الأخيرة لتكشف في بدايتها عن اسم الشاعر الذي سيخرج من هذه المسابقة، حيث سيعلن عن ذلك مُقدّما البرنامج المتألقان حسين العامري ومريم في مطلع الحلقة التي يترقبها عشاق الشعر النبطي، لتنطلق الحلقة الأخيرة بخمسة شعراء. وبناء على النصوص التي قدمها الشعراء الستة في الحلقة الماضية، وأبيات الارتجال التي جارى فيها الشعراء المنصوري حامل البيرق، فقد حصلت زينب البلوشي على أعلى الدرجات التي تمثلت ب28.6 درجة، تلاها الذيابي ب28 درجة، وحصل السهلي والحميداني وبن بتال على26.3 درجة، وحصل السكران التميمي على 25 درجة. يهدف برنامج شاعر المليون لصون تراث الشعر النبطي للمنطقة العربية، وتثبيته على واجهة الأدب العربي، والترويج له في الأوساط العربية واكتشاف المواهب الإماراتية والخليجية والعربية التي لم تتح لها فرصة الظهور الإعلامي مسبقاً، وتقديمها بشكل لائق انطلاقاً من عاصمة الثقافة أبوظبي. يحتل الشعر النبطي مكانة مرموقة في منطقة الخليج العربي، وبرنامج شاعر المليون استطاع وبكل جدارة أن يغير خارطة الشعر وأن يعيد فرز الساحة الشعرية وترتيبها وإنصافها، فأصبح المقياس الحقيقي لشاعريّة الشاعر ومدى قبوله لدى الجمهور، باعتبار أن هذا المقياس اعتمد على ساحة مفتوحة ومنافسة شريفة ولجنة تحكيم منصفة وجمهور يتمتّع بذائقة وحسّ فنّي كبيرين، إضافة إلى الشفافيّة والمصداقيّة في الطرح والأداء. * أعضاء لجنة التحكيم .. - الأستاذ سلطان العميمي .. لا يمكن فصل الشعر النبطي عن الثقافة الشعبية التي تمنحه لهجتها ولونها ورائحتها، وسلطان العميمي هو من أبرز الباحثين الإماراتيين في الثقافة الشعبية عامة والشعر الشعبي خاصةً جمعاً وتحليلاً ودراسةً، وهو أيضا كاتب صحفي وأديب وقاص له عدة مجموعات قصصية، عمل على وضع معجم باللهجة الدارجة الإماراتية غير مسبوق في حجمه وإحاطته التاريخية والموسوعية. ومن مؤلفاته قراءات نقدية فنية، وتاريخية حياتية، في شعر كل من سالم الجمري، علي بن قنبر، الماجدي بن ظاهر، سالم بن علي العويس، راشد الخضر، يعقوب الحاتمي، وكتاب خمسون شاعراً من الإمارات وغيرها الكثير. لقد تميز سلطان العميمي في اللجنة بأنه العين الراصدة التي لا يفوتها أي خلل في القصيدة حتى لقبوه بالرادار.
- الشاعر حمد السعيد .. هو رجل الإحاطة الشعرية والعارف الخبير بالساحة الشعرية النبطية شعراً وشعراء وهو من أبرز شعراء الساحة علاوة على كونه إعلامياً ممارساً، وبوجود حمد السعيد ضمن اللجنة، يضمن المتسابقون، وجود رجل له مثل هذه الخبرة في العمل بالمسابقات والمهرجانات الشعرية، إذ عمل كرئيس لجنة مسابقة معرض الصيد والفروسية لشعر الصيد والمقناص، بالإضافة إلى رئاسته للجنة مهرجان الوضوح الشعري في الكويت، وهو عضو في نادي صقاري الإمارات، وكان المشرف على الملف الشعري في مجلة (الصقار)، كما أنه صاحب امتياز ورئيس تحرير مجلة (وضوح) الكويتية المتخصصة بالشعر النبطي. ولا يتوقف نشاط السعيد الشاعر داخل وطنه الكويت، أو في منطقة الخليج العربي فقط، فأمسياته الشعرية عبرت إلى الكثير من الدول العربية الأخرى، وله إصداران شعريان صوتيان عامي 2002 و2005. - د. غسان الحسن .. عند الحديث عن خبايا اللغة وفنونها الشعرية بلهجاتها المختلفة فإن د. غسان الحسن هو الخبير هنا، فهو حاصل على دكتوراه اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب بجامعة عين شمس القاهرية، وهو الوحيد في العالم الذي حصل على الدكتوراه في تخصص الشعر النبطي، وقد عمل رئيساً لقسم التأليف والنشر بوزارة الإعلام والثقافة في أبوظبي لمدة 29 سنة، وهو صاحب أهم دراسة علمية مطولة في الشعر النبطي بمنطقة الخليج والجزيرة العربية علاوة على عشرات الإصدارات في مجال الشعر النبطي، منها كتاب الشعر النبطي والشعر الفصيح تراِث واحد، وكتاب حضارة الشعر في بادية الإمارات وكتاب التغرودة الإماراتية، وكتاب شعر ومقناص وكتاب تجليات الغوص في الشعر النبطي ... الخ، بالإضافة إلى الكثير مما لا يمكن حصره من المقالات الأدبية والنقدية في الشعر النبطي المعاصر والقديم. • الشعر النبطي 1000 عام من الإبداع يحتل الشعر النبطي مكانة مرموقة في منطقة الخليج العربي، تتمثل في كونه اللون الأدبي الشعبي الشائع الذي يعبر الناس بوساطته عن مشاعرهم وقضاياهم، ويطابق هذا الشعر في شكله وأسسه الفنية الشعر العربي الفصيح التقليدي ,فهو شعر عربي الأصول والأبنية والتقاليد، بدوي اللهجة العامية. وتسمية هذا الشعر باسم «النبطي»، نابعة من أن كلمة «نبطي»، في العهد الذي نشأ فيه الشعر النبطي، كانت تعني عجمة اللسان وعدم الفصاحة، سواءً أكان الموصوف بها عربياً أم غير عربي، ولذا فقد سمي الشعر الذي خرج عن أصول الفصحى وقيل بالعامية البدوية باسم «الشعر النبطي»، ويعيد مؤرخو الأدب ظهور هذا النوع من الشعر الى حوالي سنة 450 هجرية في البوادي العربية. وللشعر النبطي أسس بنائية وفنية متوارثة وكثيراً ما تتوافق هذه مع أسس الشعر العربي الفصيح. وتتأثر بما يستجد فيه من ظواهر, فالبيت المقسوم إلى شطرين هو وحدة القصيدة، وقد تتضمن القصيدة الواحدة أكثر من موضوع واحد، وكثيراً ما تنقسم القصيدة النبطية التقليدية إلى ثلاثة أقسام هي البداية ثم العرض أو الموضوع الرئيسي، ثم الخاتمة. أما النواحي الوزنية والموسيقية فقد بنيت أسس الشعر النبطي فيها على أسس الشعر العربي، فيمكن باتباع طريقة التقطيع المعروفة استخراج التفعيلات ثم الأوزان النبطية، وقد امتاز الشعر النبطي بهذه الخاصية عن معظم الأشعار العامية العربية الأخرى، التي لا تقبل التقطيع الفصيح وتفعيلاته وأوزانه، وقد بنيت غالبية أوزان الشعر النبطي على ست تفعيلات فقط من ثمانٍ فصيحة، فقد ندرت فيه تفعيلتا (متفاعلن ب ب – ب -) و (مفاعلتن ب – ب ب - ) المتحركتين. أما الأوزان التي بنى عليها الشعراء النبطيون، فقد بلغت قرابة السبعين وزناً، تتفرع من معظمها صور أخرى حسب تفعيلة العروض والضرب. ومن بين هذه الأوزان اثنا عشر وزناً مطابقاً لأوزان الشعر الفصحى، أما بقية الأوزان النبطية فهي مولدة مستحدثة، منها ما أتوا به على نمط البحور المهملة في دوائر الخليل العروضية، ومنها ما هو مستحدث مبتدع بتكرار بعض التفعيلات وتزويجها مع غيرها وهكذا.