لم يعد بين الشعراء الستة وبين بيرق الشعر إلا ساعات فقط، وبعدها يعلن عن اسم الفائز ببيرق الشعر ولقب «شاعر المليون»، وبالجائزة المالية التي تبلغ خمسة ملايين درهم، أي ما يزيد على 1.360 مليون دولار، حيث تختتم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية فعاليات الموسم السادس بالحلقة الأخيرة التي تبث على الهواء مباشرة من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي عبر قناة «أبوظبيالإمارات»، ويُعاد بثها عبر قناة «بينونة». لجنة التحكيم لا يمكن فصل الشعر النبطي عن الثقافة الشعبية التي تمنحه لهجتها ولونها ورائحتها. وسلطان العميمي: هو من أبرز الباحثين الإماراتيين في الثقافة الشعبية عموماً والشعر الشعبي خصوصاً، جمعاً وتحليلاً ودراسة، وهو أيضاً كاتب صحافي وأديب وقاصّ له مجموعات قصصية عدة، تميز العميمي في اللجنة بأنه العين الراصدة التي لا يفوتها أي خلل في القصيدة حتى لقبوه بالرادار. حمد السعيد: شاعر وإعلامي وخبير بالساحة الشعرية النبطية شعراً وشعراء، وهو من أبرز شعراء الساحة علاوة على كونه إعلامياً ممارساً. غسان الحسن: يحمل درجة الدكتوراه الوحيدة عالمياً في تخصص الشعر النبطي، عمل رئيساً لقسم التأليف والنشر بوزارة الإعلام والثقافة في أبوظبي مدة 29 سنة، وهو ما قد يفوق أعمار بعض المتسابقين، وهو صاحب أهم دراسة علمية مطولة في الشعر النبطي بمنطقة الخليج والجزيرة العربية، علاوة على 33 إصداراً آخر جميعها في مجال الشعر النبطي. 1000 عام من الإبداع يحتل الشعر النبطي مكانة مرموقة في منطقة الخليج العربي، تتمثل في كونه اللون الأدبي الشعبي الشائع الذي يعبر الناس بواسطته عن مشاعرهم وقضاياهم، ويطابق هذا الشعر في شكله وأسسه الفنية الشعر العربي الفصيح التقليدي، فهو شعر عربي الأصول والأبنية والتقاليد، بدوي اللهجة العامية. وتسمية هذا الشعر باسم «النبطي»، نابعة من أن كلمة «نبطي»، في العهد الذي نشأ فيه الشعر النبطي، كانت تعني عجمة اللسان وعدم الفصاحة، سواءً كان الموصوف بها عربياً أم غير عربي، لذا فقد سمي الشعر الذي خرج عن أصول الفصحى وقيل بالعامية البدوية باسم «الشعر النبطي»، ويعيد مؤرخو الأدب ظهور هذا النوع من الشعر الى نحو سنة 450 هجرية في البوادي العربية. وتبلغ قيمة جوائز المسابقة للفائزين الخمسة الأوائل 15 مليون درهم، إذ يحصل صاحب المركز الثاني على أربعة ملايين درهم، والثالث على ثلاثة ملايين درهم، إضافة إلى منح الفائز الرابع مليوني درهم، والخامس مليون درهم. وتضم الحلقة ال15 والأخيرة من حلقات البث المباشر لبرنامج ومسابقة شاعر المليون في موسمه السادس، فرسان الشعر الذين تأهلوا إلى نهائيات مسابقة «شاعر المليون»، والشعراء الستة الذين سيخرج واحد منهم مع بداية الحلقة، هم: سيف المنصوري، وعلي القحطاني، وحمد البلوشي من الإمارات، وكامل البطحري من سلطنة عُمان، ومستور الذويبي من المملكة العربية السعودية، ومحمد العرجاني من مملكة البحرين. وتالياً فإن ثلاثة شعراء إماراتيين تمكنوا من الوصول للحلقة الأخيرة، باتوا مستعدين للدفاع عن لقب الشاعر الإماراتي راشد أحمد الرميثي، الذي جاء في المركز الأول في الموسم الخامس والأخير من البرنامج، ليحصل على لقب «شاعر المليون»، وتالياً إمكانية احتفاظ دولة الإمارات ببيرق الشعر على أراضيها للموسم الثاني على التوالي، علماً بأن الرميثي أعلن تنازله عن بيرق الشعر لشعراء الموسم السادس، رغم أن المسابقة تسمح له بالدفاع عن اللقب. وكان الموسم الخامس قد شهد في ختامه منافسة إماراتية سعودية بحتة، إذ جاء الشاعر الإماراتي أحمد بن هياي المنصوري في المركز الثاني، أما الشاعر السعودي سيف بن مهنا السهلي فقد جاء في المركز الثالث، في حين حلّ في المركز الرابع الشاعر السعودي علي البوعينين التميمي، وأخيراً جاء في المركز الخامس الشاعر السعودي عبدالله بن مرهب البقمي. وبالنسبة للموسم السادس أوضح عضو لجنة التحكيم سلطان العميمي التقييم الذي اعتمدته إدارة البرنامج، فإلى جانب الدرجات ال30 التي تم من خلالها تقييم قصائد الشعراء في الحلقة الماضية، هناك 30 درجة أخرى عما سيقدمونه اليوم، أي ما مجموعه 60% خلال الحلقتين، في حين أن ال40% المتبقية مخصصة للجمهور الذي سيستمر بتصويته حتى الحلقة الأخيرة، وبعدها يتم تحديد اسم حامل البيرق. ومن ثم فإن درجات اللجنة ال60 وزعت منها 30 درجة على ما قدم الشعراء في الحلقة الماضية، فمنحت لجنة التحكيم 28 درجة من أصل 30 لكل من علي القحطاني، وكامل البطحري، ومستور الذويبي، فيما منحت سيف المنصوري 27 درجة، وذهبت الدرجات ال26 لكل من محمد العرجاني، وحمد البلوشي. وللشعر النبطي أسس بنائية وفنية متوارثة، وكثيراً ما تتوافق هذه مع أسس الشعر العربي الفصيح. وتتأثر بما يستجد فيه من ظواهر، فالبيت المقسوم إلى شطرين هو وحدة القصيدة، وقد تتضمن القصيدة الواحدة أكثر من موضوع واحد، وكثيراً ما تنقسم القصيدة النبطية التقليدية إلى ثلاثة أقسام هي البداية، ثم العرض أو الموضوع الرئيس، ثم الخاتمة. وستأتي الحلقة الأخيرة لتكشف في بدايتها عن اسم الشاعر الذي سيخرج من هذه المسابقة، إذ سيعلن حسين العامري وشيمة مُقدّما البرنامج في مطلع هذه الحلقة التي يترقبها الكثيرون وينتظر نتيجتها بكثير من القلق والتوتر الشعراء الستة، كونهم أصبحوا على بعد جولة واحدة من بيرق الشعر. وتحظى مسابقة «شاعر المليون» منذ انطلاقها عام 2006 وحتى يومنا بجماهيرية كبيرة، وبمتابعة لم تشهدها أية مسابقة عربية أخرى، وهي في هذا الموسم تحظى باهتمام بالغ نظراً للمستوى المتقدم للمتنافسين الذين استفادوا من تجارب عشرات الشعراء الذين كانوا قد شاركوا في المواسم السابقة، ووصلوا إلى مراحلها النهائية. والمسابقة من تنظيم وإنتاج لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي. الامارات اليوم