شهدت جامعة عدن منذ عام 1994م انهيارا ممنهجا من قبل النظام البائد طال اوضاعها العلمية والاكاديمية لهذا تدهورت مكانة الجامعة على المستوى العربي والاقليمي التي عرفت بها في مرحلة التشطير وكان هدف النظام البائد من وراء ذلك ، تدمير كل مقومات المجتمع المدني في عدن ، حتى تفقد مؤهلاتها الاقتصادية والحضارية ويتعذر اتخذها عاصمة للجنوب في المستقبل الواقع ان تحرير عدن من القوات الطائفية في حرب 2015م اثار الآمال لدى ابناء عدن والجنوب وان تعمل القيادة السياسية لبلادنا بزعامة الرئيس عبدربه منصور هادي على ايلائه الجامعة عنايتها القصوى باعتبارها المركز التنويري الذي يمكن من خلالها تأسيس وعيا وطنيا ودينيا على مستوى الوطن اليمني على غرار دورها الحضاري منذ سنوات الخمسينات ، بهدف مناهضة الايدلوجية الدينية الزائفة التي اشاعت التطرف والارهاب في هذه المدينة المسالمة وذلك من خلال معالجة الاوضاع المتدهورة التي تشهدها مراكزها البحثية التي لازالت تحت قبضة قوى مناطقية متخلفة ، لا تملك المؤهلات العلمية الحقيقية سواء في حصولها على شهادة الدكتوراه (المحلية) او في حصولها على لقب استاذ مشارك ، لان تلك المراكز تملك (مجلات علمية محكمة) يقوم المسئول فيها بإجازة ابحاثه وابحاث اصدقائه وابحاث من يدفعون المال لقاء ذلك في وقت لا تتجاوز خدمته التدريبية في عدن العام الواحد أي فساد اعظم من هذا. وهو امر اذا ما استمر سوف يؤدي مستقبلا الى احداث تذمر واسع بين صفوف اساتذة الجامعة ، وبالتالي المطالبة بتنفيذ اجراءات اكثر جذرية في كل اجهزة الجامعة. الواقع ان معالجة هذه الاوضاع يجب ان تتم من خلال السعي الحثيث من خلال: 1- تحسين مستويات التعليم في مختلف المؤسسات التعليمية من خلال استحداث مناهج علمية متطورة تتناسب وظروف العصر الذي نعيش فيه ،لان تدني التعليم في اليمن يمثل مصدر تهديد للامة تضيع فيه هويتها الدينية الاصيلة القائمة على الوسطية ، ويدمر كيان دولتهم الذي يجمع مناطقها المختلفة في اطار موحد ، وفقا للتقارير الدولية المتعلقة بهذا الشأن لاسيما بعد ان اصبح التطرف والارهاب هو السمة البارزة لنا بين شعوب العالم قاطبة . 2- ان تحسين مستويات التعليم وابعاد الخطر عن الامة يتطلب بالضرورة إلغاء التدخل الامني في التعليم الجامعي والذي يسخر التعليم لخدمة اهداف القوى الطائفية والمذهبية التي تحاول احتلال اليمن بالقوة منذ اكثر من عام . وذلك من خلال استعباد المجتمع ، وفرض قبضته الحديدية على العقل المجتمعي الذي سيؤدي في المحصلة الاخيرة لتقبل الاستبداد القائم على الجهل والتخلف والفقر على حساب القيم المدنية والعلم والخير الذي نسعى لتحقيقه في اطار الدولة المنشودة . 3- ان استقرار الجامعة وتطورها في المستقبل يرتبط ارتباطا وثيقا بمحاربة كل ظواهر الفساد التي انتشرت في المرحلة السابقة وفي مقدمتها التعيينات الاكاديمية القائمة على الولاءات الشخصية او المناطقية والحزبية او القرابة والمحسوبية والمحاباة والاعتراف بالحقوق الاساسية للأساتذة المبدعين في مجالات البحث العلمي رغم الظروف العصبية التي تمر بها بلادنا منذ زمن بعيد حتى يمكننا معالجة الجروح والتهميش والاقصاء وكل الخراب الذي تسبب به النظام البائد وبالتالي إنقاد بلادنا من الظلام والضياع والتمزق وهو ما ينتظرنا –على ما يبدو- في نهاية الطريق