نتطلع الي وطن جنوبي يتسع لكل ابناءه وهذا من وحي التجربة الجنوبية في السابق وهو بأن اي استقلال للسلطة وإقصاء الاخر اصبحت عملية غير مجدية واثبتت فشلها وبالتالي لايمكن تكرار تلك ألسياسة ،وعبر ابناء الجنوب عن تلك القناعة في الخطاب الثوري ابان مراحل الثورة الجنوبية،وفي البرامج السياسية للثورة الجنوبية، ولاشك فيه بان هذا نابع عن وعي وحرص وهو مايبشر بمستقبل افضل للجنوب طالما هناك استيعاب لتجارب الماضي، فقط كيف لذلك ان يتم امام أرتباط بعض اخوانا الجنوبيين باحزاب تمثل خنجر مسموم يتربص بالوطن وشعبه ويحاول طعنه كلما اتيحت له الفرصة بهدف قتل احلام شعبه ،كيف يقبل علي نفسه جنوبي عاقل ان يصبح جزء من اجندة وسياساسات حزبية معادية لوطنه ومستقبل شعبه ،وان يصبح اداة رخيصة لذلك الحزب ؟؟ أن الاوطان ياسادة فوق الاحزاب....! وعلي سبيل المثال حزب الاصلاح تأسس وانشاء باتفاق بين اطراف منظومة الاحتلال الرئيسيين، عندما اتفقوا في مابينهم علي الخديعة والغدر بالجنوب وبايعاز من الرئيس المخلوع صالح من اجل ابتلاع الجنوب كغنيمة والتنصل من الشراكه، وهذا ماورد في مذكرات الشيخ الاحمر ،وكان ذلك الحزب شريك في غزو الجنوب، بل وهو من شرعن استباحة الجنوب بعمل سياسي مغلف بفتوي دينية ،ناهيك عن التعبئة الجهادية انذاك، والتي كان هدفها قتل الجنوبي، واستباحة ارضه، ونهب ثروته ،وكان لحزب الاصلاح (الاخوان) نصيب الاسد في الجنوب المغنم، بالمحاصصة بعد 94م،واستمر حزب الاصلاح بتغليف وشرعنة الاحتلال تحت غطاء ديني من خلال نشر مخالبه في الجنوب ،الجمعيات الخيرية،المساجد، والمنابر الاعلامية الاخري ،والمدارس ،وفروعه الحزبيه ،وبعض المؤسسات والمنشاءات،واسند اليه هذا الدور حينها وسهل له رسميآ تنفيذ المهمة من خلال اختراق تلك المؤسسات بهدف اطالة امد الاحتلال ،لايختلف اثنان اليوم علي سياسة ذلك الحزب العدائية تجاه الجنوب ،ولكن كيف لابن الجنوب ان يقبل علي نفسه بأن يصبح جزء من تلك السياسة الشيطانية ضد اهله، والتي يكتوي بنارها شعبه كل يوم ،وتسهم في تدمير بلده وتسئ الي تاريخه وتطمس هويته ...؟؟ حاول حزب الاصلاح اجهاض ثورة الجنوب في المهد، وحاول ان يظلل شعبنا في عام 2011م بأن المشكلة في الرئيس والحزب الحاكم ،وان الحل في ثورة التغيير ، في عملية انتهازية رخيصة ،ولكن لان شعب الجنوب يدرك سياسات الحزب الشيطانية ،لم ينطلي عليه مثل ذلك الزيف الانتهازي، ولان شعبنا يدرك بانهم جزء من منظومة الاحتلال مهما تبدل الجلباب او تغيرت الاقنعة وانهم هم المسؤول الاول عن شرعنة جرائم الاحتلال بحق الجنوب، واستباحة ارضه ،وحين بدأ صراع حزب الاصلاح مع المخلوع وحزبه فأن ذلك ظل لايتجاوز حدود المناكفات الاعلامية او الزج باطراف اخري للمواجهة عنهم بالانابة ،ويتكرر ذلك في صراعهم مع الحوثيين ،لان افأدتهم ظلت تهوي نحو ألجنوب المغنم، حتي حين داهمهم الحوثي في صنعاء وفي مناطق اخري، انسحبوا انسحاب مخزي،ولايهمهم الجانب الاخلاقي تجاه مناطقهم وشعبهم وماذا سيكتب لتاريخ عنهم بقدرما يحرصون علي الجنوب المغنم ،وبانتهازية مقيته ظلوا يترقبون الفرصة للانقضاض علي انتصارات وتضحيات الثوار جنوبآ ،ومارسوا خلال حرب غزو الجنوب سياسات انتهازية اللا اخلاقية، منها علي سبيل المثال ،انهم ارادوا اطالة امد الحرب لاستنزاف قدرات وخبرات القوي الجنوبية ،من خلال عرقلة حسم المعركة التي كانت ستحسم منذ الشهر الاول ،والاستحواذ علي دعم التحالف باقنعة متعددة ،وموالية لهم ،وحرضوا ايضآ من خلالها منع وصول اي دعم الي قوي الجنوب التحررية ،وحين حسمت الحرب حاولوا السطوا علي الانتصارات الجنوبية في ممارسات، ومحاولات استخدموا خلالها كل الاساليب والممارسات.....! متي نشوف الاصلاحي الجنوبي يحذو حذو الغنوشي في تونس عندما خاطب الاخوان وقال لهم : أنا الآن جندي للدفاع عن أراضي تونس ولن أسمح لمن يريد ان يستهدف وطني، لأن سقوط الوطن يعني سقوطي)) هنا تتجلي الوطنية بمفهومها وتصبح الاوطان فوق الاحزاب ....