السياسة هي إجادة الكذب أو بالأصح الكذب من أدواتها ، مع ان السياسة هي مسايسة الناس لما فيه خير صالحهم ، لكن للأسف غير وارد والكاذب يكذب علينا . كثيرة هي الأشياء التي وعد صالح بها الشعب ومنها بوحدة متساوية وإذ به ينقض على الجنوب تدميراً لعلمه بان لن تهنى له في ظل وجود إقليم جنوبي بجيشه وترسانته ، واستطاع بغباء قيادته الاشتراكي وخيانة بعضهم من تدمير كل ماهو جميل بالجنوب حتى انك لاتفرق بين مدن الشمال المتسخة أسواقها ، وعدن النظام والقانون .
وجرى ماجرى وأزيح صالح لكنه ظل لاعباً قويا باسم الزعيم ولا ألومهم حين يسموه الزعيم أليس هو من جعل منهم في صنعاء وحواليها ، أساتذة جامعات ووكالات ،ونجاراً ، وفنانون ، ورياضيون ، وقادو وطيارون وجراحون ومدرسون وكتاباً وحقوقيون في عهده بدلا ماكانت حكراً على تعز الم تكن تمتلئ المدارس والجامعات بالعرب والأجانب ، هذا هو سراب الوحدة للجنوب . اما كذب الانفصال فقد بينت المفاوضات ، والتدخلات من كل العواصف أنها فشلت في قلع الحوثي وصالح وان القوى العظمى والإقليمية لاتفهم إلا من هو قويا على الأرض ، اما الحق ضائع وكأنها تطبق المثل من تزوج أمنا [ صنعاء] صار عمنا اغتصاباً أو برضاها ليس المهم .
المراد من المقال ان ينتبه الإخوة في الجنوب من الوعود الكاذبة ويتركوا العواطف جانبا والأحلام ، والاكيف تفسر ان الرواتب لازلت تأتي من صنعاء ، وان ملفات عديدة لم تحل أهمها الجرحى وكيف لم تستغل الشرعية المنقوصة الفراغ الذي تركه الحوثي وخروج قوات صالح وتسرع في إعداد جيش وطني. ومع ان تعيين الشخصيتان شلال والزبيدي يلبي مطامح الجنوبيون إلا أنهم يحفرون في البحر في ظل وجود دوله صالح العميقة بالرياض وحوالي هادي ، صحيح ان كل الدول بمسانده لهادي لم تصرح صراحة بالانفصال ، أو حتى إشارة باستخدام هذا الحق ضد صالح والحوثي وهذا لم افهمه إلا الآن .