عام 1839 دخلت بريطانياعدن وأهلها يعيشون حياة بدائية وما يوجد فيها شيء للحياة العصرية لا كهرباء ولا مياه ولا مجاري ولا غاز الطبخ ولا ديزل ولا بترول ولا تعليم ولا صحة ... ولا.... ولا....... بدأت حركة الحياة تدور حتى وصلت عدن في وسط القرن الماضي إلى جوهرة الدنيا: كهرباء ومياه ومجاري وغاز الطيخ وديزل وبترول ...... وغيره وغيره وغيره...... صحة وتعليم وثقافة وعمل وتجارة وسلام وأمن وأمان ونظام وقانون وتعايش ورخاء......وغيره وغيره وغيره عدن نظيفة عفيفة لا فيها فساد ولا رشاوي ولا سرقات ولا تهريب ولا تخريب ولا شيوخ ولا متنفدين ولا وسطاء مرتشين. شكراً لشركة الهند البريطانية وشكراً لوزارة المستعمرات البريطانية وشكراً لبريطانيا العظمى كلها.
عام 1991م جاءت دولة الوحدة.. وبعد 26 عام من حُكم الوحدة عادت عدن إلى الوراء.. سحبوها مرة أُخرى إلى عام 1839م: حيث لا كهرباء ولا مياه ولا مجاري ولاغاز الطبخ ولا ديزل ولا بترول ولا تعليم ولا صحة ولا نظافة... ولا.... ولا... ولا.... وزادوها بالفساد والرشاوي والسرقات والمتنفذين والتهريب والتخريب والسلاح والمخدرات ثم لحقوها بما قالوا أنها قاعدة وداعش ثم بالخلايا وعصابات الغدر والمفخخات والإغتيالات ثم بالمندسين والمتسللين والمستخفين من عناصر الأمن المركزي والأمن القومي والحرس الجمهوري وكل من يخفي بطاقته العسكرية... وغيره .. وغيره وما زادوا عدن إلاَ هلاكاً حتى ما عادت تصلح للعيش للآدمي. فشكراً للوحدة بقيادة الزعيم الذي وعد عدن يوماً أن تكون (قرية). شكراً لقيادات الجنوب التاريخية وما أفلحوا إلاَ أنهم أضاعوا وطن. وشكراً للحكومة الشرعية تعود إلى عدن وهي لا تملك 1000 دولار.
اليوم سمعنا أن دولة الإمارات العربية المتحدة أبرمت اتفاقية مع وزير الكهرباء اليمني لحل مشكلة كهرباء عدن, شكراً لدولة الإمارات.. عدن غارقة في الهلاك وحكومتنا الشرعية لا تملك 1000 دولار. الكهرباء وحدها لا تكفي يا إمارات.. ماذا عن شبكة المياه المعطلة والمجاري المكسرة وماذا عن التعليم المدمَر والصحة المعلولة وماذا عن الأمراض والأوبئة المنتشرة. ماذا عن الديزل والمازوت والبترول وغاز الطبخ وكل أساسيات الحياة.. ماذا عن شباب عدن العاطل وجيلها الضائع. ماذا عن عدن التي عرفناها نظيفة عفيفة لا فساد فيها ولا رشاوي ولا سرقات ولا متنفذين ولا تهريب ولا تخريب ولا سلاح ولا مخدرات. ماذا عن عدن السلام والأمان والنظام والقانون والتعايش والعمل والمصفاة والميناء والتجارة الحرة والرخاء.
من يأتي لنا بعدن التي عشناها وعرفناها... وما نراها تعود إلاَ إن تعود (مستعمرة بريطانية) أو ربما (إمارة ثامنة) في دولة الإمارات العربية المتحدة.