طالما والبحث في حل ازمة اليمن قائم على المصالح، لا يمكن أن ترى النور بحلولاً ناجعة، بل سيتم تغليب المصالح من خلال حكومة ائتلافية بين الشرعية والحوثي وحليفهم صالح. فمهما اعترضت حكومة الشرعية ستكون النهاية القبول التدريجي بما ستفرضه الاممالمتحدة باساليبها المختلفة، صحيح أن الاممالمتحدة لن تفرض مقترحها بشكل مباشر وفوري لكن ستسعى إلى تنفيذ قرارها باساليبها المطاطية المختلفة ولو باطالة الحرب، وبقاء قوات الشرعية تحوم حول جبال صنعاء دون دخولها. وسيبقى همَّ حكومة الشرعية في النهاية التسابق على الوزرات السيادية التي ايضاً لن تحوز عليها. فمن المعروف أن طاولة الحوار تعني الاتفاق في الجنوح إلى السلم والقبول بنتائجه، وفقاً وحلول توافقية بين الاطراف المتنازعة حتى تكتمل صورة السلام المؤقتة بحل سلمي شامل يقبل به الطرفين ويمارسه ولو لفترة قصيرة من الزمن، ثم لكل حدث حديث. بغض النظر عن موقف الاممالمتحدة من رفض دخول قوات الشرعية صنعاء، فطالما كلاهما وقعا للامتثال لطاولة الحوار والسلام ونتائجها التي ستخرج بها تلك المشاورات بحل وسط ينهي كل التباينات والاختلافات بينهما ويوقف الحرب، غير هذا لن يات الا في الاحلام بقبول الطرف الاخر بالهزيمة عبر الحوار وبوقف الحرب، وتلقين الحوثي وحليفهم صالح مرارة الهزيمة التي لم يتلقاها حتى الان على ارض المعركة في صنعاء وحواليها، فتلك أن حدثت ستكون معجزة ومن المستحيلات. فما هو معروف ومتعارف عليه أن النتيجة لايمكن أن تخرج من باب لم شمل الاطراف المتنازعة في قالب واحد الا وهو السلام وتضميد الجراح بينهما ولو لفترة بسيطة. فلا اعتقد أن حكومة الشرعية تطمح في حلول لصالحها مئة بالمية طالما وهي دخلت في حوار ندي سواء مُكرهة أو مخيرة وقبلت بالجلوس مع خصمها غير المعترف به دولياً ولا يملك الشرعية الا شرعية الثبوت على الارض ولو كانت أقل من 50% من مساحة الارض. فالاممالمتحدة والمجتمع الدولي اعطى الشرعية للرئيس/ عبدربه منصور هادي، ولم يعترف بشرعية تلك المليشيات وحليفهم صالح، ولكن حكومة الشرعية اقرت بشرعية تلك المليشيات وحليفهم صالح من حيث لا تدرك بجلوسها في مباحثات سلام مع تلك المليشيات غير المعترف بها دولياً. فتلك هي نقطة الضعف التي ضغطت بها الاممالمتحدة الان على الشرعية وايضا في اقناعهم في الدخول في حوار سلمي أفضل من دخول صنعاء بقوة السلاح. في بداية الامر كان أمل الشرعية تطبيق القرار الاممي الذي صدر ضد الحوثي وحليفم صالح وهذه كانت القشة التي قصمت الشرعية. فالحوثي وحليفهم صالح سيقبل بتلك الحلول لانه قد عرف مسبقاً عبر المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد بالقرار النهائي الذي سيتم اصداره وهو ما قاله الرئيس/ عبدربه منصور اثناء زيارته لمارب وتهديده بدخول صنعاء. هذه كانت بداية المفاجئة لحكومة الشرعية. فالاممالمتحدة مصلحتها في عفاش أكثر من حكومة الشرعية ولهذا لن تجد حكومة الشرعية من مشاورات الكويت الا الاحلام والفشل. فالاممالمتحدة لم تتبنَ اية مبادرة حول قضية الجنوب ومشاورات حوار مع ابناء الجنوب بعودة دولتهم وتقرير مصيرهم. فنجد فقط من الاممالمتحدة تشعل فتيل ووتيرة النار حيث توجد مصالحها أن شعرت بخطر يهددها، ثم تذر عليها حلول السلام لتثيبت تلك المصالح والحصول على مزيداً من الطموح في عالم البرجماتية، ولو كانت تلك المصالح على حساب حقوق ودماء الشعوب، والجنوب انموذجاً لمثل تلك الشعوب.