كل متابع لمواقف وقرارات الأممالمتحدة , ومنذ تأسيسها إلى أليوم , لا يستغرب من مواقفها ومن تقاريرها الموجهة على هوى القوى الخفية ألتي تدير الأممالمتحدة وفق مصالحها ومصالح دولها العظمى . إنها الأيادي الخفية التي تظهر آثارها في التفاصيل المطاطية , والمحترفة التي تأول تلك القرارات , وتحولها إلى حمالات أوجه , وبالتالي تحُول بين ما تتضمنة تلك القرارات ظاهريا , وبين تطبيقها على أرض الواقع .
فتتحول تلك القرارات إلى مسرحيات هزلية , تستهتر بحق المظلومين , بفعل اختيارها لممثلي الأممالمتحدة ومبعوثيها , من أولئك المسترزقين المسلوبين الإرادة الإنسانية ليس إلا , فهم مثل الأرجوزة ألتي تحركها الخيوط المثبتة في تلك الأيادي الخفية , أو بلغة العصر , ما هم إلا روبوتات مبرمجة , يتم التحكم بها عن بعد .
أولئك الحفاة من كل ضمير أنساني , الذين يدوسون بأقدامهم على الأرض المضرجة بدماء الضحايا الأبرياء , لا لكشف الحقيقة والأخذ بحقهم من القتلة والمجرمين .
بل لتمييع الحق , وتعزيز الباطل , ومداهنة الظالم , وإفساح له المجال , الذي من خلاله , تنسج لعبة المصالح الخاصة بتلك القوى العظمى , وأجندتها , وفق تقسيم وخطوط حمراء , متفق عليها هناك في مقر الأقوياء , الذي يثني الحق , بالحق الذي شرعته لنفسها تلك القوى المتجبرة .
وما استماتة أجير مجلس الأمن الدولي ذلك ( البانكي مون ) وولده الشيخ , في مداهنة الحوثي وعفاش اليمن , وحرصهم على مسرحية المفاوضات الفاشلة , إلا تأكيد أن عفاش اليمن وعصابة الحوثي ضمن المخطط التدميري الصفوي الصهيوني الخطير , الذي يستهدف الجزيرة العربية , كيف لا ؟ وهم حلفاء إيران وأدواتها الحقيرة , لتنفيذ مخططاتها الصفوية , التي تتماها مع مخطط (الفوضى الخلاقة) , وهدفها ليس العودة إلى أرض الجنوب والبطش بشعبه , ومواصلة نهب الثروات وتقاسمها بينهم , ومع الشركات , فحسب .
بل إلى اتخاذ اليمن والجنوب العربي , قاعدة متقدمة , لقوى الشر المعادية , ومن ثم التوغل ( إذا لم يتم استئصالها ) إلى عمق الجزيرة العربية التي هي الهدف الاستراتيجي لأحلاف الشيطان وجنوده المجمعة على خراب الوطن العربي وتمزيقه .
مخطط مكشوف ترعاه دول عظمى , وتنفذ أكبر دولتان إرهابيتان في العالم , وهما ( إسرائيل وإيران ) أو بالأحرى دولتي عصابات الصهاينة والصفويين .
ولا شك , أن هناك أجندة مخابراتيه خفية تجمعها , وتنسق أهدافها , مثلما لها نظريات علنية تمدها , من نظرية الخميني لتصدير ثورته الطائفية , إلى نظرية الفوضى المدمرة التي سماها الغرب بالخلاقة , والتي بفعلهما اليوم , تترنح معظم ( بلاد العرب أوطاني ) , على شفير الإنهيار .
ولا يستثى من ذلك المخطط دورما يسمى بالإخوان المسلمين , بعلاقاتهم المشبوههة عند الكثيرين , والبينة لمن يتابع بأقل جهد , دور الأخوان المسلمين , من علاقتهم بالمرجعيات الشيعة بإيران , منذ عهد الخميني وما قبله , إلى علاقة القاعدة , ربيبة الأخوان المسلمين بإيران , وإلى علاقات قياداتهم الأخطبوطية المشبوهة , بالمخبارات الغربية , بغية الوصول إلى السلطة .
وما محاولة إحباط المقاومة الجنوبية , وما تتعرض له من حملات إعلامية وضيعة من قبل حزب أخوان عفاش اليمن الذين لا زالوا على عهدهم له في بيعة الشر التي بايعوه عليها , بعد فتاواهم بتحليل دماء أبناء الجنوب وإستباحة أرضه , إلا دليل كذلك على إنهم ضمن المخطط المعد لتمزيق العالم العربي , لا لإصلاحة كما يدعون .
ثم بلغ شر التآمر أوجه بظهور الإرهاب بوجهه الداعشي , أو بأسم داعش , هذا الإسم الذي تحول بفعل مكنة الإعلام الموجه , إلى رعب عالمي , والذي لا يستبعد أن تكون قياداته العليا مخترقة ومنقادة .
وهو اليوم هذا الفرس الأسود الذي تراهن عليه قوى الشر المعادية لتدمير الوطن العربي , ومن ثم تفكيكه إلى دويلات عصبية متناحرة .
ووجدت فيه ظالتها كذلك , في إلباسه كل مقاومة وطنية تتصدى للمشاريع الغربية الصفوية الصهيونية .
فكل هذا الخليط الرهيب المرعب , لا يمكن أن يكون وجوده وتنفيذ مخططاته , بعيد عن عيون , مخابرات تلك الدول الكبرى , وأجندتها , وتحت سمع وبصر ما يسمى بمجلس أمن الأممالمتحدة ومنظمته الأممية .
إنها الأممالمتحدة ضد العرب والمسلمين , والتي بفعل قراراتها , أغتصبت فلسطين , و سلم العراقلإيران على جفنة دم عربي , ضمن بيعة الشر ألتي تتكشف فصولها كل ساعة , كما هو واقع اليوم , من تدمير للعراق , وسوريا , وليبيا , واليمن , بعد زوال الصومال ,وبتر نصف السودان , وإغتصاب وسلب فلسطين , والبقية ظمن المخطط التدميري الشامل إذا لم تتدارك الأمور .