ما هو حاصل في وقتنا الراهن هذا وبكثرة، وأنا هنا أجد من بعض الأخوة والزملاء، ممن يزعل من رأي أو قول توضيح أو رد. فلا بد من أن نكون مثقفين وأن نتقبل رأي الآخرين أو أي نقاش في كل المجالات،،،سواء كانت سياسية أو إجتماعية،أو دينية،وغيرها.. فمتى ما كان الإختلاف في الرأي يؤدي إلى العداء سنبقى مثل المنشار يقول غاندي: (إذا لم نتقبل الرأي والرأي الآخر لكنت أنا وزوجتي أعداء.) فمن يقول:أنا ولا الطوفان ومن بعدي فليس ببعيد أن يلتهمه الطوفان قبل قعوده على العرش. يجب معالجة رأي الآخرين بنقد بناء وليس هدام. يجب أن تكون صدورنا واسعة بقدر الكلام....ولا نحصرو أنفسنا بكلمات محدودة،،،ونجعل صدورنا مثل وعاء الطعام،،، لا يقبل إلا نسبة وكمية محدودة.
فمثل ما الوطن يتسع الجميع،،ما عليك إلا أن" تتقبل حروف' وكلمات الجميع،،بغض النظر إنتماءنا الحزبي القبلي،،أو أي إنتماء كان. فكل الطرق تؤدي إلى عدن،،سواء كان الرأي سديد أو رديئ،،فنأخذ الصحيح،،،ونضيف شيآ آخر للرديئ حتى يكتمل الهدف.
أما أن نظل نمطر الناس بجعجعة لا تنتج طحين،كما لا نصيغ آذاننا إلى الآخرين،، فسيكون الجزاء من جنس العمل ولا نرى لنا آذان صاغية. كما يجب على الجميع حمل الوطن على الأكتاف،،ونكتفي ما حملناه في السابق على أكتافنا من صنف البشر وبعدها،، هرولوا يركضون مسرعين نحو الإسترزاق خلف أسوار صنعاء وتركونا للسباع المسعورة تنهشنا. يجب أن لا نستخدم مصطلحات عمياء هوجاء،،هشة،،نحيلة،ضيقة،،كما قيل: (إن لم تكن معي فأنت ضدي). لأن من آداب الحديث في أي حوار هو أن نتقبل الرأي والرأي الآخر حتى وإن خالفنا أحدنا،والإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وأنت لاحظ معي هناء قصة العميان الثلاثة. يحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة يوجد بها فيل...و طلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل وصفه وتعريف كنهه .. وحين بدؤوا في تحسس الفيل وخرج كل منهم ليبدأ في الوصف. قال الأول:الفيل هو أربعة أعمدة على الأرض..!! وقال الثاني:الفيل يشبه الثعبان تماما!! وقال الأخير : الفيل يشبه المكنسة !! وحين وجدوا أنهم مختلفون بدؤوا في الشجار،وتمسك كل منهم برأيه وراحوا يتجادلون ويتهم كل منهم أنه كاذب ومدع!! بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل ..والثاني بخرطومه،الأخير بذيله كل منهم كان يعتمد على برمجته وتجاربه السابقة..لكن ..هل التفتّ إلى تجارب الآخرين.. ؟ لكي تعرف من منهم على خطأ ..؟ في القصة السابقة ..هل كان أحدهم يكذب..؟ سنقول :بكل التأكيد لا ..أليس كذلك..؟ من الطريف أن الكثيرين منا نجدهم لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه....فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطإ..!! قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر، وهو حالنا هذا ( إن لم تكن معنا فأنت ضدنا ) لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحا بالضرورة لمجرد أنه رأيُنا..!! لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور... فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس لأن كلاًّ منهم يرى ما لا تراه ... رأيهم الذي قد يكون صحيحا أو على الأقل مفيدا لك..