على الرغم من إنتصار الجنوبيين وتحرير أرضهم من الإحتلال الحوثعفاشي و مرور عام كامل على ذلك الحين وبالرغم من وجود القيادات الجنوبية على رأس السلطة المحلية في المحافظات الجنوبية وقناعة الاغلبية الساحقة بمشروع الدولة الجنوبية المستقلة بعيدا عن صنعاء ويمنها . رغم كل تلك المعطيات الإيجابية بالنسبة للقضية الجنوبية إلا أن كل ذلك لا يمكن أن يستغل على الوجه الأمثل مالم يتم تسويقه إعلاميآ لرأي العام الإقليمي والدولي .
لا تزال القضية الجنوبية رغم وصولها إلى مراحل متقدمة وبرغم كل المعطيات والمؤشرات الإيجابية على الأرض تعاني من قصور إعلامي رغم وجود الكفاءات المؤهله والإمكانيات التي أصبحت متاحة أكثر من ذي قبل إلا أن التوجه لتدعيم هذا القطاع الحيوي للغاية لا زال شبه منعدمآ إلا من دعم على إستحياء يأتي من هنا أو هناك لا يفي بالغرض ولا يسند نية الزير.
كلنا نعلم الدور الكبير الذي لعبته قناة عدن لايف الفضائية في شرح أدبيات الثورة الجنوبية وعززت روح المواطنة الجنوبية وألهبت حماس الشارع الجنوبي وفتحت له نافذة إتصال بالعالم الخارجي رغم بثها من ضاحية بيروت الجنوبية ودعم إيران لها لحاجة في نفس يعقوب إتضحت أبان حرب صيف 2015 إلا أن ذلك كله لم يقف حجر عثرة لشرح قضية الجنوب كون القائمين عليها أغلبهم جنوبيون ثائرون .
بعد إغلاق عدن لايف برزت قناة صوت الجنوب كحامل إعلامي للقضية الجنوبية إلا أنها الأخرى أغلقت ليست لإنها والسياسة الإيرانية وصلت إلى مفترف طرق كما هو الحال مع عدن لايف لكن وعلى العكس من ذلك لإنها والسياسة الخليجية وصلت لهذا المفترق ضغوطات على القناة من قبل الشرعية وتحالفها من جهة وشحة إمكانيات مادية من جهة أخرى وعدم الدعم من السلطة المحلية والتجار الجنوبيين من جهة ثالثة لنكون بذلك ساهمنا بسذاجة في وأد أخر صوت إعلامي فضائي يوجه الرأي العام الداخلي ويصنع ثقافته و وعيه السياسي ويعزز شعوره بهويته الجنوبية ويخلق قناة إتصال بمحيطه الخارجي .
قبل بضعة أشهر قام الإعلامي ردفان الدبيس وبعض رفاقه الإعلاميين بإشهار نادي الأعلاميين الجنوبيين في بادرة نوعية لم يسبق لها مثيل على هذا الصعيد لكن للاسف سرعان ما همشت ولم تلقى دعمآ من الجهات الرسمية أو الغير رسمية لتوأد تجربة ريادية أخرى في هذا القطاع الحيوي .
أكثر من أشارة إستفهام أعقبها سؤالي الأتي :
الأ تستطيع السلطة المحلية الجنوبية في المحافظات الست ومئات رجال الأعمال الجنوبيين في الداخل والخارج والساسة الجنوبيين ممن يتشدقون بإسم الجنوب في كل المحافل وتصل ثرواتهم إلى مئات الملايين من الدولارا الأ يستطيع كل هؤلاء إطلاق قناة فضائية جنوبية لا تكلف سوى بضع مئات ألاف من الدولارات سنويآ أو إبتعاث جنوبيين لدراسة الأعلام في الخارج أو إنشاء مؤسسات إعلامية ورفدها بكوادر مؤهله تعمل على تأهيل الإعلامي الجنوبي وتطويره .
في الجنوب وللأسف أصبح الإعلام مهنة الأغلبية فالطبيب أصبح إعلاميآ والكيميائي والمهندس حتى طلبة الثانوية ومن لا مهنة لهم أصبح الإعلام مهنتهم في وقت وفي عالم أضحى الأعلام فيه تخصصآ إحترافيآ و بأقسام متعدد تقام له الأبحاث وينفق عليه مليارات الدولارات وبات وسيلة إقناع وغزو تبنى عليه القناعات وتصقل على أساسه الأفكار وتشعل أو تخمد الثورات فياليت شعري متى قومي يعلمون ؟!