إذا اختار الفلسطيني أن يعيش في مستوطنة يهودية فهل هذا يجعله مستوطنا فلسطينيا؟ وهل هذا الأمر مقبول فلسطينيا؟ الاجابة مهمة بالطبع مع بداية ظهورهذه الظاهرة. لقد اصبحت مستوطنة معاليه ادوميم التي تحد القدس من الشرق مدينة نظرا لمساحتها الكبيرة ، وقد وجدنا فيها وبعد بحث طويل ان فلسطينيا اشترى بيتا هناك وقد كان هو نفسه اصلا لاجئا عاش في مخيم شعفاط للاجئين.
ولا يرى ياسر الزبداني ان السكن في المستوطنة عيب أو خيانة وطنية فهو قد أمضى نصف عمره يعمل داخل اسرائيل وأسس شركة حراسة اسرائيلية.
ويقول: " اذا ما كان بامكان الشخص ان يشتري فلماذا لا يشتري، يمكن ان يخاف ان يشتري عند اليهود ولكن بالعكس لا خوف . جيراني معظمهم من الشرطة الاسرائيلية فأنا العربي الوحيد".
ويضيف "نحن نريد ان نعيش. يمكن ان يحدث اتفاق سلمي في المستقبل عندها سأبقى هنا لا احد سيطردني لانني اشتريت العقار أو احصل على تعويض، أنا احب هذا المنزل وربيت اولادي فيه".
لا توافق المستوطنات عادة على اسكان الفلسطينيين بيد ان زوجة ياسر الروسية ورغبته في أن يدرس طفليه في مدرسة المستوطنة وعلاقته الجيدة مع شركات البناء كلها كانت اسبابا سهلت لياسر شراء المنزل. ازمة السكن وفي المقابل تجمع القيادات والفصائل الفلسطينية كلها على منع الفلسطينيين من شراء عقارات في المستوطنات لأنها بنيت اصلا على أرض فلسطينية مصادرة.
ويرى حاتم عبد القادر عضو المجلس الثوري لحركة فتح أن الامر غير مقبول قائلا " هذا تطبيع، ونحن ضد اي علاقة بين الفلسطينين والمستوطنين على الارض الفلسطينية في المستوطنات القائمة أو في البؤر الاستيطانية التي تم الاستيلاء عليها". واضاف ان "مبدأ الاستئجار أو السكن في المستوطنات هو مبدأ لا نوافق عليه، وبالتالي قد يؤدي إلى حالة الجوار في مدينة تحت الاحتلال تمارس فيها اسرائيل التطهير العرقي ضد الفلسطينين".
لكن ياسر الزبداني يقول إن السبب وراء الشراء في المستوطنات والسكن فيها هو مادي، فالعقارات رخيصة مقارنة مع تلك الموجودة في أحياء القدس الشرقية التي تصل إلى مليون دولار أي ثلاثة اضعاف سعر المنزل في مستوطنة. ويعتبر الفلسطينيون المستوطنات احدى أصعب العقبات امام اقامة دولتهم الفلسطينية.وقد شنت السلطة الفلسطينية حملة لمقاطعة بضائع المستوطنات والتي نجحت إلى حد بعيد.
إلا ان ظاهرة سكن الفلسطينيين في المستوطنات تبدو جديدة إلى حد ما وغير منتشرة وتلاقي رفضا شعبيا وسياسيا على حد سواء حتى ان البعض يتهم كل من يسكن بالمستوطنات بالعمالة لاسرائيل او الحصول على حماية اسرائيلية. ويقول حاتم عبد القادر عضو المجلس الثوري لحركة فتح ان ازمة السكن الحادة تخلق ازمة، مضيفا ان "هذا يعكس ايضا عمق مشكلة السكن حيث لا تصدر سلطات الاحتلال اي تراخيص بناء لأي ابنية جديدة في ضوء الهدم المتواصل".
ويوضح " نحن نعاني من ازمة سكن ومن الصعب ضبط المواطنين الذين احيانا يحاولون البحث عن منازل اقل كلفة، وهذه قد يجدوها داخل المستوطنات ومع ذلك فنحن ضد مبدأ الايجار أو السكن داخل المستوطنات".
وعلى الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة في هذا الصدد الا ان تقارير تشير الى ان عشرات العائلات الفلسطينية قد سكنت في المستوطنات العلمانية حول القدس لاسباب مالية وإن هذه الظاهرة ما تزال محدودة بيد ان القيادة الفلسطينية تحذر من تفاقمها في حال استمرت ازمة السكن وعدم توفير دعم مالي حقيقي للفلسطينين.