الحراك الجنوبي هو حركة وطنية عظمي شملت الجنوب كافة، يحمل على عاتقه هدف سامي ونبيل وهو الانتصار للقضية الجنوبية والتي هي الاخرى قضية وطن وشعب وهوية وتاريخ ، حيث قدم ولازال يقدم الكثير من الشهداء و الجرحى في سبيل تحقيق هدفة الوطني الكبير وهو الانتصار لهذه القضية التي تتمثل في مضمونها استعادة دولة الجنوب دولة النظام و القانون و المؤسسات . فمنذ انطلاقته الاولى عام 2007م تصدر الحراك الجنوبي لمشهد الاحداث فارضا نفسة على كافة وسائل الاعلام وذلك جراء الزخم الجماهيري الكبير وتبنية فعاليات ومهرجانات وطنية وكذألك ابتكاره لأساليب نضالية متعددة ،حيث حاولت سلطة صنعاء استخدام كافة الاساليب وذلك بهدف احتوائه ومن ضمن تلك الاساليب محاولاتها توزيع المناصب والرتب وتوزيع السيارات وذلك بهدف إغراء قياداته واستقطابهم بهدف احتوائه و إفراغه من قياداته ، غير ان هذه لمحاولات ما لبثت ان بائت بالفشل الذريع لتلجئ بعد ذلك الى استخدام أساليب أشد عنيفا وقسوة لإرهابه وإخماده بالإضافة الى ممارسة كل أشكال التعتيم والحجب الاعلامي عن فعالياته بالاضافة الى التزييف والتضليل وتشوية صورته .
بالرغم من قساوة العنف التي تعرض لها الحراك الجنوبي إلا انه ضل عصي عن الاحتواء و الترويض وبات يتبنى فعاليات وطنية جنوبية بحشود مليونيه كبرى ، تخطئ فيها كافة المؤامرات التي تحاول النيل منه ،واستمر على هذه الوتيرة حتى الحرب الاخيرة التي شنها الحوثين وحليفهم الرئيس المخلوع صالح ، حيث تصدى الحراك الجنوبي بأسم المقاومة الشعبية الجنوبية مسنودا بقوات التحالف العربي التي تدخلت باسم استعادة السلطة الشرعية التي نقلب عليها المخلوع وحليفة الحوثي لهذه الحرب العدوانية التي انتصرت فيها المقاومة الشعبية الجنوبية وباتت المحافظات الجنوبية محررة من أي تواجد لقوات المخلوع وحليفة الحوثي حيث يعود الفضل يعود للمقاومة الشعبية الجنوبية والتحالف العربي .
اليوم وفي ضل هذا الواقع واقع مرحلة ما بعد الحرب والتي كان الحراك الجنوبي ممثلا بمقاومته الشعبية التي رسمة هذه المرحلة وكان هو عنوان الانتصار فيها ، بات هناك الكثير من يتساءل عن سر سبب تراجع نشاطات الحراك حيث بات يعيش حالة من الجمود التام الامر الذي معه خفة بياناته وتصاريح قياداته بالإضافة الى تراجع عقد اللقاءات و الندوات وغيرها و التي إعتاد الحراك الجنوبي على تنفيذها ، حيث أوعز البعض عن سر وسبب تراجع نشاطات الحراك الى انخراط بعض قياداته في هيكل السلطة الشرعية والمدعومة من التحالف العربي وبالرغم من ان هذه السلطة الشرعية تضم في هيكلها قيادات كانت شريك أساسي في ذبح الجنوب و التآمر على شعبه و العبث و النهب بكل مقدراته الامر الذي يجعلنا نتساءل ما موقف الحراك من ذلك .
إن هناك من البعض من يقول إنه لم يعد هناك ضرورة للفعاليات والندوات واللقاءات التي كان الحراك يتبناها و ويدللون ذلك بان الجنوبين قد حرروا أرضهم من التواجد الشمالي وغيرها من الحجج الركيكة والواهية ، وهنا نحن نتساءل هل ثار الشعب الجنوبي وقدم قوافل من الشهداء و الجرحى من اجل دولة ضعيفة تسرح فيها المليشيات وينتشر فيها السلاح والفساد و المحسوبية أم من اجل دولة النظام و القانون و المؤسسات ؟ .
يجب على ابناء الشعب الجنوبي كافة ان يدركوا خطورة هذه المرحلة وان يستوعبوها جيدا فالمؤامرات التي تحاك ضد الحراك الجنوبي وقضيته الشرعية و العادلة لازالت قائمة ومستعرة وما محاولات إقصاء الحراك عن المشهد السياسي والتقليل من انتصاراته في الجانب الامني ومكافحة الارهاب تصير محافظة عدن على وجهة الخصوص بانها غير أمنه تندرج ضمن هذه المؤامرة فمثل هذه الممارسات يستوجب مواجهتها بشكل عاجل ، كذلك ينبغي المطالبة الحثيثة لتطهير السلطة الشرعية وتخلص من رموز الفساد والاجرام و التآمر وتوفير الخدمات ،و لم يتحقق ذلك إلا باستعادة الحراك الجنوبي لوهجة النضالي.